#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– نتنياهو يقودنا إلى كارثة اخرى .. هكذا ترى صحيفة هآرتس الصهيونية المشهد الحالي بعد عشرة اشهر من العدوان والابادة الاسرائيلية لغزة لكن الحقيقة أن نتنياهو يقود المنطقة بأسرها بما فيها من حلفائه من آذانهم الى بقائه على رأس حكومة الاحتلال .. بقائه فقط.
نتنياهو لا يريد وقف اطلاق النار وواشنطن تخشى توسع رقعة الحرب وخوض الانتخابات الرئاسية في اميركا فوق نيران المعركة في الشرق الأوسط والكل يصيح للتهدئة ووقف الدماء والمحاكم الدولية تزخم بقضايا الجرائم الاسرائيلية والعالم يندد بمايفعله نتنياهو حتى في داخل واشنطن
تخيلوا أن نصف الاميركيين وحسب استطلاع للرأي اجرته صحيفة نيويورك تايمز لايؤيدون ارسال الاسلحة لاسرائيل .. نصف الشعب الاميركي الذي يقرر بالديمقراطيه الاميركية ماذا يريد وماذا يرفض ترمى اصواته تحت اقدام نتنياهو فهل هناك معنى للديمقراطية وسط هذا اللجم الدموي لكل الافوه والحناجر التي نادت بوقف الحرب.
كأنما ارتفاع نسب الرفض للحرب يستفز نتنياهو للرقص فوق الدماء اكثر فيبدو كثور في سيرك لايرى الا قماشة دم حمراء وسط صياح الجميع .. فلماذا ينطح نتنياهو في جدار الفشل الذي اعترفت فيه حتى صحافته ووصلت عناوينها للقول انه يقودهم الى كارثة اخرى.
في الحقيقة نتنياهو يضحي بكل من حوله حتى في المكتب الابيض وهو اذ رمى الرئيس الاميركي جوبايدن الى التهلكة الانتخابية قد يحرج ترامب او اي قادم الى المكتب البيضاوي في واشنطن فنتنياهو يريد تأجيل انتخاباته هو الآخر والحل باستمرار العدوان إذ انه لا يضمن حتى الان سوى الخسارة الانتخابية بعد عشرة اشهر من الخسارات الميدانية في معركة طوفان الاقصى والحرب كلمة سحرية تبقيه على قيد الحياة السياسية فالتهدئة سترميه في بئر الحقد الداخلي قبل الخارجي لذلك قرر المخاطرة والقفز في نار التصعيد مع احتمالات ضئيلة للنجاة بتأجيل الانتخابات داخل الكيان خمس سنوات تحت بنج الحرب وتهديد امن اسرائيل على حد تعبيره.
اما القادم الى البيت الابيض فهو يعرف ان مهمته لن تكون اميركا اولا بل بقاء نتنياهو اولا لان اللوبي الصهيوني يعادل كل اصوات الاميركيين وليس نصفهم فقط وربما كان من الاسلم لاميركا ان تسلم بعالم متعدد الاقطاب اذا انها تنحت عن قيادة القطبية الاحادية التي يبدو أن اللوبي الصهيوني يتربع على صدرها وحده اما الاميركيون فينتحرون بالاستقالات والانهيارات السياسية والقيمية ايضا.
فمن يقول بعد أن اميركا تحكم العالم بينما يقودها مجرم حرب مثل نتنياهو من شعر تمثال الحرية الى ان تتلقى الضربات والاهانه وتدفع الجزية العسكرية والاتاوات بالاسلحة الى حرب تقول بلسانها انها لاتريدها في الشرق الاوسط فهي ان خسرتها خسرت اهم منازلاتها واهم ساحات المصارعة القطبية امام روسيا والصين ولذلك حذرت اميركا أن التحالفات بين طهران وموسكو وبكين تزداد وهي تراها تسد الطريق في وجهها اما الثور الصهيوني فمصمم على نطح جدار الخسارة.
– بقلم : عزة شتيوي ” الكاتبة والإعلامية والخبيرة الإستراتيجية “
– رئيسة المجموعة الإقليمية للإعلام الرقمي والشباب في الإتحاد الدولي للصحفيين .