العربدة الاسرائيلية لماذا ..؟ بقلم : الدكتور خلف المفتاح – مدير عام مؤسسة القدس الدولية – سورية

#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية

 

 

 

– خلال اقل من اسبوع قام الكيان الاسرائيلي بعدة عمليات عسكرية نوعية عبر قواته العسكرية واستخباراته تمثلت بعدوان على اليمن واستهداف لأحد قادة المقاومة اللبنانية في الضاحية الجنوبية واغتيال اسماعيل هنية في طهران  ولعل اغلب العمليات تلك اعقبت زيارة رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو لواشنطن والقائه كلمة أمام اعضاء الكونغرس الأميركي ولقاء الرئيس الاميركي دونالد ترامب ونائبته كاملا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب والسؤال الآن لماذا كل هذا التصعيد الذي يقوم به الكيان الاسرائيلي بقيادة نتنياهو الذي يبدو بشكل واضح أنه ماض حتى النهاية ليحقق ما اعلنه من اهداف بعد معركة طوفان الاقصى إن استطاع الى ذلك سبيلا” وللاجابة على ذلك يمكننا القول أن نتنياهو وجهاز استخباراته وجيشه شعروا بأن صورتهم في الرأي العام الإسرائيلي وبعض حلفائهم قد اهتزت او تغيرت فكان لابد من اعادتها الى ما كانت عليه قبل السابع من اكتوبر حيث جرى الحديث عن فشل الاستخبارات الاسرائيلية والجيش الاسرائيلي في اكتشاف الهجوم الناجح الذي قامت به المقاومة في غزة وادي الى مقتل المئات من الصهاينة واحتجاز واسر اعداد كبيرة منهم   أو على الافل ردعه فجاءت العليات الاخيرة سواء في اليمن أو لبنان او ايران لاعادة الاعتبار الى المؤسستين العسكرية والامنية واعطاء رسالة أن إسرائيل وجيشها واستخباراتها قادرين على الردع والضرب في أكثر من مكان وتحقيق نتائج عملية بغض النظر عن تبعاتها واسلوبها وبالاضافة الى ذلك شعر رئيس وزراء الكيان الصهيوني أنه لم يستطع تحقيق ما اعلنه من بنك اهدف بعد العدوان على غزة والمتمثلة بالقضاء على المقاومة والسيطرة على كامل غزة ووضع نظام أمني فيها واستعادة الرهائن والمختطفين ما شكل ضغطا” هائلا عليه في داخل الكيان الصهيوني ولاسيما من المعارضة واهالي المختطفين والاسرى وبداية تفكك التحالف الذي يرأسه وصولا”  للدعوة لاستقالته ومحاكمته على التقصير في الحرب فوجد في تلك العمليات التي قام به جيش العدو واستخباراته فرصة ووسيلة لاستعادة صورته العسكرية والسياسية لجهة انه حقق انتصارا” خارج معركة غزة يعوضه عن فشله فيها ويمنحه زخما” لاستمرار عدوانه واجرامه في غزة الذي يرى فيه السبيل الوحيد لاستمراره في الحكم لأطول مدة ممكنه مع مراهنة على زمن مفتوح للصراع القائم يعتقد نتنياهو أنه سيغير في موازين القوى الدولية والاقليمية وعلى مستوى الساحة في غزة سيصب في مصلحته سيما وانه يراهن على عودة الرئيس الاميركي السابق ترامب الى سدة البيت الأبيض وهو الذي قدم للكيان الصهيوني ما لم يقدمه أي رئيس أميركي  لاسرائيل اضافة الى تطابق رؤى نتنباهو وترامب في العديد من القضايا والتحديات القائمة ولاسيما الموقف من الجمهورية الاسلامية الايرانية التي يرى فيها القادة الصهاينة العدو الأول والخطر الوجودي الاساسي  الذي يهدد أمن اسرائيل ومستقبلها والداعم الاساسي والقوي لحركات المقاومة ومحورها في المنطقة .

لقد تركزت استراتيجية رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بعد الفشل في تحقيق كامل الاهداف من العدوان على غزة على السعي لتوسيع دائرة الاشتباك ومحاولة توريط أميركا في الصراع عبر تكرار روايته التي سعى حثيثا” لتسويقها والمتمثلة بأنه  يحارب  اعداء أمريكا في المنطقة وبالنيابة  عنها وهو ما أتى  عليه عدة مرات في خطابه أمام الكونغرس  الأميركي وما لقيه ذلك من درجة قبول عند أكثريتهم اضافة. الى قناعة  بعض النخب السياسية ولاسيما في الحزب الجمهوري بتلك الرواية  الكاذبة مع الاشارة الى أن المتابع لردود الفعل عن زيارته تلك يلحظ بداية تغير في بعض الاوساط الاميركية من النظرة والموقف من اسرائيل وسياساتها ولاسيما بعد الذي جرى في غزة من اجرام وقتل وعمليات ابادة لا تخفى على عين وانعكاسات ذلك على قطاعات واسعة من الرأي العام الأميركي ولاسيما الطلبة وشريحة الشباب واحتمالات انعكاس  ذلك  على المستوى السياسي مستقبلا” .

إن حالة النشوة التي شعر بها قادة الكيان الصهيوني بعد الذي جرى في اليمن ولبنان وايران من عمليات عسكرية وامنية واستهدافات لقادة عسكريين وسياسيين ومقاومين وكذلك ما جرى في الجولان العربي السوري المحتل من مجزرة يندى لها الجبين طالت مدنيين سوريين معظهم من الأطفال  كل ذلك المناخ الذي تشكل لن يكون سوى فقاعة لابد أن تنتهي بعد استيعاب محور المقاومة وامتصاصه لما جرى وعدم انجراره وراء ردة الفعل التي توقعها العدو وشركائه والمراهنين عليه مع القناعة الكاملة بأن ردا” مناسبا” وقويا” ومؤلما” سوف تتلقاه سلطات الاحتلال وهذا الكيان المجرم جزاء لما ارتكب من اجرام تجاوز كل الخطوط الحمر وغيرها ما يجعل العدو يدرك حقيقة انه ليس ذلك الذي يملك أو يستعيد زمام المبادرة وتحديد قواعد الاشتباك وجغرافيا الصراع  واستطالاتها وإنما محور المقاومة وجبهاته المتعددة والمفتوحة على كل الاحتمالات فإذا كان العدو الصهيوني قد استفذ كل أو أكثر أوراقه وعناصر قوته واستنزفها فإنه وعلى المقلب الآخر وهذا ما يعلمه العدو وحلفائه فلازالت قوى المقاومة سواء في غزة أو الضفة الغربية أو في لبنان وباقي الساحات  تملك الكثير الكثير من اوراق القوة الحقيقية التي لم تستخدمها ادراكا” منها أن المعركة طويلة ومفتوحة على كل احتمالات التصعيد في الدرجة والنوع ومساحات الاشتباك والمهم في هذا الاطار والفهم الاستراتيجي للصراع القائم هو شكل نهاية هذه المواجهة ومن يصل منتصرا” في نهاية السباق لا في حركات على الجانبين ؟

  د خلف المفتاح