” مجزرة الفجر ” بقلم : مي أحمد شهابي

#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية

 

 

– صور مروعة وفيديوهات مؤلمة لم نستطع تحمل عرضها على شاشات التلفزة ووسائل التواصل الاجتماعي من شدة قساوتها وحجم الإجرام فيها، الجريمة الجديدة في مدرسة التابعين راح ضحيتها أطفال ومسنين ونساء من أبناء شعبنا الفلسطيني. ما هي إلا امتداد للوحشية الصهيونية المعروفة، وفصل جديد من فصول التهجير والإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان الصهيوني ضد أبناء شعبنا الفلسطيني، وهذا يندرج في بنك الأهداف الأول للكيان الصهيوني والتي أصبحت واضحة ومدروسة للعدوان على غزة، أو دَفع المواطنين الفلسطينيين للنزوح قسراً من مناطق سكناهم بالقتل والتجويع وانتشار الأمراض، خاصة شمال غزة، والهدف واضح من خلال الاستهداف المستمر والمتواصل لمراكز الإيواء والمستشفيات والمدارس. إما بضربات مباغتة وصواريخ موجهة. وإما بمطالبة المواطنين بالنزوح من منطقة إلى أخرى بإدعاء أن المناطق التي تُحدد هي المناطق الإنسانية كما يسميها جيش الكيان الصهيوني ومن ثم تقصف هذه المناطق.

– وعند دراسة الأهداف من هكذا أفعال إجرامية وشيطانية، نرى أن الهدف الأول وكما رأينا، هو جعل المواطنين لا يجدون أي منطقة آمنة لا بغزة ولا بشمالها، وبالتالي عليهم النزوح إلى جنوب وادي غزة. وكل ذلك بهدف إفراغ كل المنطقة الواقعة في شمال مدينة غزة، والتي لا تخفيها بعض التصريحات والتحليلات التي نسمعها بشكل متكرر من مسؤولين في سلطة الاحتلال، وهناك من يذهب أبعد من ذلك لتصاغ خطط ومؤامرات تبحث عن ماهية الخطط العملية بعد إفراغ شمال غزة، وإجبار كل المواطنين على إخلاءها بما في ذلك من حملات دعائية وحملات جمع أموال وتبرعات لإعادة إنشاء المستوطنات الثلاثة التي كانت موجودة قبل إعادة انتشار الجيش الصهيوني في العام 2005. ويأتي ذلك بتخطيط من سموتريتش وبن غفير واليمين الصهيوني المتطرف وأعضاء من الكنيست.

– نحن أمام مخطط واضح، وينبغي لتنفيذه تحويل كل هذه المنطقة لمنطقة تفتقر لأدنى مقومات الحياة، من خلال عمليات القتل والتجويع ومنع وصول المساعدات وحتى الشحنات التي تحمل الأدوية والمستلزمات الطبية أو عن طريق نهبها وسلبها أو قصفها.

– والهدف الثاني من هذه المجزرة والإبادة تأتي في سياق الاستراتيجية الصهيونية التي تسعى لتطهير عرقي للشعب الفلسطيني. والولايات المتحدة المسؤول الأكبر لمثل هذه الأفعال، باعتبارها الداعم السياسي والعسكري والاقتصادي لسلطة الكيان وباعتبارها رأس الحربة في مواجهة شعوبنا العربية والإسلامية.

 -ولا يسعنا إلا أن نقول أن الهدف الأخير من هذه المجزرة يأتي لوضع العراقيل أمام المفاوضات المقترحة لوقف الحرب على غزة. بعد إدراك القوى العالمية مخاطر انزلاق المنطقة نحو حرب إقليمية وفشلهم بتحقيق النصر العسكري في غزة، والتي يسعى نتنياهو المجرم لجر الولايات المتحدة إليها مستغلاً الانشغال الأمريكي بالانتخابات الأمريكية، وضعف الإدارة الأمريكية في هذه الفترة لانشغالها بالضربة إيرانية والمشروع النووي الإيراني متلاعباً بذلك بالمشهد السياسي. وموهماً أن ذلك كله سيؤدي للقضاء على المقاومة الفلسطينية في غزة، ومعززاً صورته الداخلية في المجتمع اليهودي..

– ولكن في خضم استمرار جبهة الإسناد والمقاومة، لاسيما في لبنان بشكل خاص واليمن، حيث تقوم  المقاومة الإسلامية بجهد بطولي عز نظيره على مختلف الصعد. جاء عدوان الكيان على الضاحية الجنوبية واغتيال القائد المقاوم فؤاد شكر ، واستكملت وحشيتها بامتياز باغتيال القائد هنية في قلب طهران، كل ذلك استكمال لجر المنطقة لحرب إقليمي تتورط فيها الولايات المتحدة وبما يخدم الأهداف الصهيونية . إلا أن ذلك وبحنكة وصلابة محور المقاومة تحول وبفعل التهديدات من هذا المحور الشريف لتوجيه ضربات قاسية لسلطة الكيان. وجعلها تتخبط على مدى الأيام العشرة الماضية، وهي في حال استنفار كامل، دون أن يكون لهم أي فكرة عن الأهداف التي سيستهدفها الرد ودرجة شدته وموعده، وهو ما دعى لحركة سياسية من مختلف الدول مطالبين بتخفيض التصعيد. كما ادى لصدور بيان رسمي (أمريكي مصري قطري) بالمحاولة للتوصل لمفاوضات لوقف النار في غزة مقابل ان يكون الرد محدوداً من الجمهورية الإيرانية الإسلامية وحزب الله، إلا ان هذا كله لم يثني الطرفين على حقهما في الرد على جرائم الكيان بما يستحق..

– ولكن السؤال المهم هنا: أين الاتفاقيات الدولية ونصوصها القانونية، أين حقوق الإنسان أين محاكم العدل، والأهم أين الضمير الإنساني!! ضُربت بعرض الحائط وقيل لنا نعتذر لا يوجد مكان آمن في غزة!!.

– مدرسة التابعين في حي الدرج في قطاع غزة، جريمة الحرب هذه ما هي إلا نتاج الصمت العربي. فامتزجت الأشلاء ولم يستطيعوا التمييز بين الشهداء. فقرروا وزنها وكل (٧٠ كيلو غرام يعتبر شهيد) إنها مهزلة للتاريخ فلتكن وصمة عار على جباهكم.

– لقد جعلتمونا نخجل أن نقول أننا عرب أمام هذا الصمت، الذي أقل ما يقال عنه أنه صمت قبيح ومقزز، وكما جرت العادة سنكون أمام عبارات الشجب والاستنكار، وسنرد عليهم: ألم يكفكم شرب أقداح الدم الفلسطيني، وتناول وجبات لحومهم باردة على موائدكم.