” تبديد الأوهام وحل الدولتين ” بقلم : الدكتور فضيل حلمي عبدالله الكاتب والباحث الإعلامي

#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية

 

 

 

 

– سوق عكاظ، ومباريات كلامية عاصفة وسيل من التحليلات والتخيلات تشهدها الوسائط والوسائل الإعلامية والمنابر ووسائط التواصل الاجتماعي التي أطلقت العقول و الالسن للتعامل مع كل شاردة وواردة.

حرب غزة التي استجابتها العملية الإبداعية العجائبية لطوفان الأقصى حدث نوعي و مفصلي وغير مسبوق في الصراع العربي الصهيوني بما هو صراع القرن بل القرون ما بين الشرق والغرب.

وقعت عملية طوفان الأقصى مفاجئة وعاصفة فاستولدت أحداث نوعية وغير مسبوقة وبدأت ترسي نتائج تفيض عن كل ما سبقها من حروب وجولات وتطورات و تكثفها على عادات التواريخ والأزمنة و بفاعلية قانون التراكم الكمي لإحداث التاريخ ووجوب التحول النوعي الذي يفرض نفسه و وقائعه ووجوب انفاذه عنوة عن البشر و رغما عن إراداتهم وما يعلمون وماذا يخططون.

فالعملية شبيه في ظروفها وما استوجبته بعملية أسر جنديين إسرائيليين في الجنوب فاستوجبت حرب تموز ٢٠٠٦ و نصرها الإلهي، ولم يكن في وعي وخطط وتفكير حزب الله والمحور أن العملية ستطلق كل تلك الأحداث و مفاعيلها. وقالها السيد حسن نصرالله بجراته وصدقه لو كنا نعرف أنها ستؤدي إلى الحرب لما فعلناها، فصادقت الأمور على الآية الكريمة؛ ما رميت ان رميت ان الله قد رما.

و بالتدقيق بعملية طوفان الأقصى فتبدو الأمور متشابه، فقد خططت المقاومة لعملية تكتيكية واذا تندلق الأمور و تصير نوعية و عجائبية و تستدرج جولة وحرب هي الأثمن والأهم في تاريخ العرب المعاصر وفي الصراع العربي الصهيوني..

وهي كسابقتها في تموز ٢٠٠٦، كشفت ا الكيان الصهيوني وحلفائه كانوا يعدون و يخططون لعمليات كبرى يتم بموجبها تصفية إبادية للقضية الفلسطينية تقوم على ترانسفير للفلسطينيين من غزة والضفة وفلسطين ال٤٨ لتحقيق غاية الدولة اليهودية المهيمنة على العرب والاقليم تدير دويلات وكيانات ضعيفة مفككة يحكمها أسر و نخب انتدبتهم أمريكا والكيان الصهيوني  لحكم الكيانات المصنعة الاشبه بالسجون و المعازل.

وفي الخطة الجهنمية التصفوية كانت ومازالت مصر والأردن ولبنان أهداف للترحيل و الاغراق بأزمات وفوضى و توحش.

هكذا قدر الأشياء ومنطق الجبرية التي صممت عليها الحياة والبشرية، فا لأزمنة والجغرافية والتطورات والأحداث وتراكم نتائجها الكمية لابد ان تفرض اللحظة والحدث ولو كان عابرا وغير قاصدا لإحداث التغيير النوعي ..

الم تقل العرب؛ عن القشة التب قصمت ظهر البعير،

والحال؛ ولأن الحدث مفاجئ وأدى الى تطورات و نواتج عاصفة ومن خارج النص والسياق وقواعد التفكير المتقادمة و العتيقة، ولأن التحول نوعي وغير مسبوق فلذلك تنشغل العقول و الألسن بتكرار و اجترار ما كان وما اعتادت عليه عاجزة عن التفكير والاستنباط والبحث بأفكار ومعطيات نتائج وتطورات هي حكما من خارج الصندوق ومن خارج ثقافة الماضي و دروسه و معطياته..

فليس بغريب أن تلوك الالسن تحليلات و تستنتج ان الكيان الصهيوني وخليفته أمريكا “القادرتان” ستفرضان حلول تسووية كما جرت العادة وتتسبب في خسارة الحرب وخسارة ما تحقق من جولات في حرب طويلة نجح فيها محور المقاومة بمراكمة الانتصارات وحصد النقاط ما وفر الشروط المادية والموضوعية لتصير عملية طوفان الأقصى التكتيكية وتتحول الى جولة فاصلة في الصراع نتائجها و مساراتها تغير اتجاهات رياح وتطورات المستقبل كلها ليس في الصراع العربي الصهيوني فحسب بل في انتظام منظومة وهياكل سايكس بيكو ووعد بلفور و نواتج الحرب العالمية الأولى التي فقدت أدوارها الوظيفية و شرعياتها و مشروعياتها وقوة اسنادها وتأمينها وحمايتها..

فعن اية تسوية ومن هم التسوويون  و بأية ظروف وشروط وتوازنات تقوم تسوية تفريطيه بعد سقوط التسويات والاتفاقات والتطبيع الإبراهيمية واخواتها والتي مر على بعضها عقود ولم تنتج حلا ولا غيرت في اساسات وثوابت الصراع العربي الصهيوني وطبيعته.

اما عن استعجال حل الدولتين والتنظير لها واعتبارها الحل النهائي للصراع وكان فرصتها مازالت قائمة وشروطها و بيئاتها و قواها مازالت موجودة فالأمر لا يعدوا أضغاث أحلام ليالي صيف لا أكثر..

وقالت العرب؛ لو بدها تشتي لكانت غيمت..

فالعقود التي اعقبت حرب تشرين ، وخروج مصر وتعاقدها مع العدو الصهيونية وتفويض اميركا ثم اتفاق وادي عربة مع الأردن واتفاق اوسلو الخياني  والسقوط المدوي لاتفاق ١٧ ايار اللبناني عشية غزو بيروت ١٩٨٢  منذ ذلك الزمن وبعد ان قتلت قادة الكيان الغاصب رابين لإيداعه و ديعته عند كلينتون للقاد الرئيس حافظ الأسد، فقد انتفت إمكانية وشروط حل تسووي للصراع لعربي الصهيوني، وانتهت وإلى الابد فرصة حل الدولتين، وجرت المسارات على خيارين خيار لتفريط والتسويات الخيانية و التطبيعية التي اطلقت يد الكيان الصهيوني وعززت تدينه وتطرفه وسعيه لتهويد الضفة الغربية، و امنتها لتخطط وتعد وتستعد لجولة تهجير أبناء غزة والضفة اراضي ال٤٨ لإقامة دولة الكيان اليهودية النقية، ما حسم الأمر واكد درس التاريخ بان الحق القومي لا يقبل القسمة ولا يحل الا اما بإبادة صاحب الحق كما جرى مع الهنود الحمر في امريكا او ان يعود كاملا لأصحابه كما هي دروس التاريخ القديم والمعاصر وتجربة الجزائر عربية شاهدة حاضرة وقبلها مصير لغزوات الفرنجية و هزيمتها.

بعد مئة سنة من الحروب والمقامات والغزوات، وبعد ٧٥ سنة على اغتصاب فلسطين تقرر طوفان الأقصى وحرب غزة ان لا حل ولا حلول الا بعودة الحق القومي كاملا غير منقوص وليس أمام الغزاة إلا الرحيل والعودة من حيث أتوا..

والنصيحة نكررها عندما يكون الجاري يقع ويحدث في الزمن غير المسبوق واحداثه وتطوراته غير مسبوقة ففكروا من خارج الصندوق والا يأكلكم التخلف وتتقادم أفكاركم و نظرياتكم..

اننا في زمن التحرير وحربها جارية و وقائعها قاطعة وقيادة العدو اعلنتها بلسان عبري؛ الكيان الغاصب في حرب وجودية  اما الترجمة العربية: ففلسطين في زمن لتحرير من البحر الى النهر.

والحل الوحيد الممكن والمتاح حل الدولة الفلسطينية الواحدة لاغير.

د. فضيل حلمي عبدالله