#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية_رئيس قسم الدراسات_نبيل فوزات نوفل
– إذ كانت النار تكشف عن المعدن الثمين والمعدن الرخيص ، فإن الأزمات والمحن والكوارث تكشف معادن الشعوب وأصالتها وحضارتها ، وهذا ما كان إثر ما تعرضت له سورية من كارثة إنسانية نتيجة الزلزال الذي أصابها وألحق بها خسائر في الأرواح ، حيث فقدت المئات من مواطنيها ودمرت الكثير من الأبنية والمراكز الخدمية وغيرها .
– ومنذ اللحظات الأولى اظهر الشعب العربي السوري عن امتلاكه الحس الإنساني الرفيع والقيم الحضارية والروح الوطنية العالية، فهب هبة رجل واحد حكومة وشعباً للتصدي لأثار الكارثة ، فشكلت الحكومة لجانها الخاصة بالكارثة بناء على توجيهات سيادة الرئيس بشار الأسد الذي ترأس جلسة عاجلة للحكومة ووزعت المهام كل في دائرة اختصاصيه وهبت الفعاليات الشعبية المختلفة للقيام بواجبها الوطني بروح عالية من المسؤولية قل نظيرها .
– وقد أكدت هذه الكارثة جملة من الحقائق منها :
1- أصالة الشعب العربي السوري وعمق حضارته الإنسانية وتماسك الشعب والقيادة ، وسرعة الاستجابة حكومياً وشعبياً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه .
2 – تأصل الحس القومي والعروبي عند الشعب العربي في مختلف أقطاره وعلى تقديم الإنساني على السياسي فاندفعت الجماهير العربية للمطالبة بإلغاء العقوبات عن سورية وإرسال المساعدات العاجلة .
3 – أكدت الدور القبيح للاستعمار الغربي بقيادة أمريكا ، وحقدها وتوحشها ، واستمرارها في الحصار وتجويع الشعب العربي السوري ونتيجة تضامن الرأي العام مع الشعب السوري اضطرت لرفع العقوبات مؤقتاً .
4 – تبعية معظم الأنظمة الغربية والعربية لأمريكا وتخليها عن دورها الإنساني مقابل أطماع سياسية بذيئة .. وهذا ما أسقط عنها قناع الإنسانية والدفاع عن حقوق الإنسان وأكد القيم المزيفة للحضارة التي يدعون وأكد الفرق الشاسع بين الحكومات وشعوبها .
5- قزمية جامعة الدول العربي وتابعيتها للغرب الاستعماري بل وعمالتها للغرب بسبب موقفها الرخيص حتى الآن وانعدام الجانب الأخلاقي لديها .
– إن ما تعانيه سورية هو بسبب السياسة الاستعمارية الأمريكية ونهب ثرواتها واحتلالها ” فإذا كان الغرب ” يمتلك ذرة من الحس الإنساني ، وإذا كان حقاً هناك أمم متحدة ومنظمات دولية فعلية عليها مطالبة أمريكا وتركيا بالخروج من سورية ، ووقف الدعم للعصابات الإرهابية المسلحة ومنع التدخل في الشؤون السورية ورفع الحصار الجائر عن سورية ،وعلى جامعة الدول العربية أن تثبت دورها اليوم في دعم سورية وإلا فهي تابعة لأمريكا ومسلوبة الإرادة ولا داعي لوجودها ، حيث باتت أداة طيعة في يد قوى الاستعمار العالمية .
– تحية للأشقاء والأصدقاء الذين وقفوا إلى جانب سورية في مواجهة الزلزال الكارثة ولكل إنسان في العالم وقف مع سورية ، حقاً إن معدن الشعوب يكتشف في المحن ، وكل التحايا لشعبنا العربي السوري البطل على ما أبداه من مثل إنسانية عليا ، وحمى الله سورية وشعبها ورحم الذين قضوا تحت الأنقاض والشفاء للجرحى .
– وكما انتصرت سورية في مواجهة التحديات السابقة ستنتصر اليوم بهمة شعبها وأشقائها وحلفائها .