#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– أكد سماحة الشيخ الدكتور نبيل حلباوي في خطبة الجمعة أن الله عز وجل أوجدنا وخلقنا وأبدعنا وجعل هذا الكون تحفة من التحف التي لا نظير لها، ولكنه في عالم التكوين جعل خلاصة الكون وذروة ذرى الكون محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) .
– وكما أنه جعل ذروة عالم التدوين – كما قلنا مرات وكرات – القرآن الكريم، فلا يليق القرآن إلا بمحمد ولا يليق محمدٌ إلا بالقرآن الكريم، لكن مِنَنَ الله كانت من خلال الأنبياء الذين أرسلهم الله عز وجل حيث يقول (اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ( (سورة الحج، 75)، هؤلاء من المصطفين، ويقول سبحانه (وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الأَخْيَارِ( (سورة ص، 47)، هم خيرة الخيرة وصفوة الصفوة وكمال الكمال وجمال الجمال في عالم البشر.
– لماذا أرسل الله هؤلاء الأنبياء إلينا ومن بهم علينا وأنعم بهم على هذه البشرية ..؟
– لقد متعنا الله بالفطرة، التي يقول عنها ربها (فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم( (سورة الروم، 30).
– الدين روحه الفطرة، والفطرة تعني بصمة الله عز وجل في وجود كل واحد منا، وهذه الفطرة مؤمنة لأن الأصل في الإنسان الإيمان وليس العكس، فالتوحيد فطرة والشرك هو الشذوذ والاستثناء والخروج على القاعدة، ثم الفطرة مسلمة والرسول (صلى الله عليه وآله) يقول: “كل مولود يولد على الفطرة، وإنما أبواه يهودانه وينصرانه” (شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج4، ص114) ففهمنا أن الإسلام هو الفطرة، فكل إنسان من حيث فطرته هو مؤمن بالله وموحد لله عز وجل ومسلم.
– إذاً طالما أن الإنسان متمتع بهذه الفطرة، وطالما أن الله قد أنعم على الإنسان بهذا العقل، والعقل كما يعرفه الإمام الصادق (عليه السلام): “مَا عُبِدَ بِهِ الرَّحْمَنُ وَاكْتُسِبَ بِهِ الْجِنَانُ ” (الكافي، ج1، ص11) يعني لا عقل لمن لا يعبد الله عز وجل، فكل إنسان لو أصغى إلى نداء فطرته فإنها ستقول له: الإيمان، التوحيد، الإسلام، وكل إنسان لو استمع إلى برهان عقله لقال له: آمن بالله عز وجل.
– أي عقل لإنسان ينتهي إلى سخط الله وغضب الله ويلقى به في جهنم وبئس المصير..؟ هل يقال لهذا عاقل؟ فالعقل بما ينبغي أن يؤدي إليه وينتجه ويؤثره يجب أن ينتهي بالإنسان إلى أن يعبد ربه وأن يظفر برضا الله عز وجل.
– مقتطفات من خطبة الجمعة لسماحة الشيخ الدكتور نبيل طالب حلباوي
– ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٤ ه.