#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– مع إستمرار عودة الخصوم والفرقاء إلى قلب العروبة النابض، عقب إنتصار الجيش العربي السوري وشموخه فوق ركام المشاريع التخريبية رغم حجم المؤامرات الغربية المتوالية حتى اليوم .
– تستضيف ” عرب جورنال ” الكاتبة السياسية السورية عزة شتيوي ، لمناقشة المستجدات في سوريا وأبرزها إعادة العلاقات مع حماس، وأهميتها في توحيد الصفوف لمواجهة العدو الصهيو_أمريكي ، إلى جانب مساعِ أنقرة للتقرب من دمشق بعد عقد من المشاركة في سفك الدم السوري ، وكذلك التطرق لتداعيات تصاعد عمليات نهب قوات الإحتلال الأمريكي للنفط السوري.
– شتيوي لـ ( عرب جورنال ) : عملية تحرير إدلب قد تنطلق قريباً وعودة الجماعات الإرهابية رواية أمريكية
سوريا حريصة على وحدة الصف العربي والجامعة فقدت البوصلة .
– الرد السوري على العدوان الإسرائيلي يبدأ بالقضاء الكامل على أدواته الإرهابية في الداخل
– لا وجود لمباحثات سياسية بين أنقرة ودمشق وأردوغان لن يخرج من عباءة الغرب
– عودة الجماعات الإرهابية رواية أمريكية لإطالة أمد الصراع في سوريا
– الغرب يستخدم اللاجئين السوريين كورقة للضغط على دمشق وواشنطن تعرقل عودتهم
– عملية تحرير إدلب والشمال السوري قد تنطلق قريباً والعشائر حاضرة بقوة في معارك التحرير
– قوات الإحتلال الأمريكي تنهب قرابة 82 % من النفط السوري
– المقاومة هي السبيل الوحيد لشعوب المنطقة للخلاص من الهيمنة الأمريكية والصهيونية .
– ما دلالات قرار سوريا بعدم المشاركة في القمة العربية القادمة المزمع عقدها في الجزائر؟ وهل تتجنب دمشق حدوث مزيد من الإنقسام العربي ..؟
– سورية عضو مؤسس في الجامعة العربية ولطالما كانت دمشق ولاتزال حريصة على توحيد الصف العربي سواء داخل الجامعة العربية أم عبر العلاقات والروابط بين البلدان العربية لذلك نرى سورية اليوم تسعى لتمتين العلاقات ” العربية -العربية “، خاصة أن السنوات التي مرت وموجات ماسمي الربيع العربي وماقبله أسست لخلافات بين الدول العربية سواء داخل الجامعة العربية، أو في اتحادات ومجالس عربية أخرى، لذلك فإن الجهود السياسية والدبلوماسية لدمشق تركز على العلاقات العربية – العربية ، أكثر من تركيزها على الجامعة العربية كمؤسسة.
– برأيي أن الجامعة العربية في وضعها الراهن فقدت مؤقتا البوصلة والهدف التي أنشئت من أجله وبات قرارها مصادراً من قبل الغرب وعلى رأسهم واشنطن، وبدل أن تكون الجامعة_ وأنا أقصد هنا الجامعة كمؤسسة وليس كل الدول العربية فيها _ تكون بوابة للتفاهم العربي وتحقيق التضامن والدفاع والأمن العربي المشترك كانت غطاءاً لتمرير إرادة الغرب في تفرقة الصف العربي فكل القرارات والمواقف التي صدرت عن الجامعة العربية في السنوات الماضية، ورغم الحروب على سورية واليمن وليبيا، وقرارات الحصار والتجويع لم ترتق بيانات الجامعة حتى لإدانة العدوان أو الإحتلال للبلدان العربية، ولم يصدر موقف موحد تجاه قضايا العرب والعروبة.
– لذلك ثمة من يقول إن على الجامعة العربية أن تعود لسورية التي صمدت أكثر من عشر سنوات ودفعت ثمن مواقفها العروبية دما وتخريبا من قبل الغرب والصهاينة وإرهابهم المتمثل بداعش والنصرة، ورغم ذلك سورية لم تتراجع عن مواقفها الثابته تجاه القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وهي القضية الأم والأهم، والتي حاولت كل من “إسرائيل” وأمريكا عبر مشروع الفوضى الخلاقة تمرير مالم يكن يوما ممكناً من بناء مستوطنات إلى إتفاقات ماسمي “إبراهام” وغيرها بإشغال العرب بنار الفتن والحروب.
– اليوم بعد أن بدأت الدول العربية بالحديث عن ضرورة وأهمية حضور سورية في الجامعة العربية وفي قمة الجزائر فإنه من المهم اختبار الطاولة العربية في الجامعة مجدداً وماسيصدر عنها من قرارات وكلمة موحدة حول القضايا العربية وبقدر قوة هذه الكلمة ووقعها واقترابها وملامستها المباشرة للمصالح والقضايا العربية بقدر ماتكون احتمالات ومؤشرات حضور سورية قريبة في الجامعة العربية؛ فوحدة الصف العربي هي من المؤشرات المهمة لعودة الجامعة إلى وضعها الطبيعي، وسورية حريصة على ذلك، وهذا مايفسر قرارها بعدم المشاركة في قمة الجامعة العربية في الجزائر لأن الموقف السياسي العربي الموحد لم ينضج بعد ولا تريد دمشق أن يكون هناك تشققات إضافية فيه بل تسعى لردم الصدع الذي خلفته السنوات العشر الماضية.
– الحديث عن وجود محادثات بين تركيا وسوريا بعد الكشف عن زيارة رئيس جهاز المخابرات التركية حقان فيدان الى دمشق وعقده عدة اجتماعات مع رئيس مكتب الأمن الوطني السوري علي مملوك ..؟
– كيف نفهم هذه الخطوة في ظل إستمرار النظام التركي في المشاركة حتى اليوم ، بإحتلال جزء من الأراضي السورية ودعم الجماعات الإرهابية؟ وهل يمكن لتركيا أن تواري الدم السوري التي شاركت في استنزافه طوال عقد كامل بهذه البساطة؟ وهل ستتخلى أنقرة عن دعم عصاباتها في سوريا ..؟
– حتى اللحظة لا توجد مباحثات سورية تركية على المستوى السياسي والدبلوماسي وهو ما أعلنه السيد وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد، والتواصل مع تركيا يتم ضمن إطار مباحثات مؤتمر استانة الذي بدأ منذ 2017م، ويعتبر من أكثر المسارات السياسية جدية وفعالية وخاصة مع وجود حليفين ضامنين لهذا المسار الى جانب تركيا وهما روسيا وإيران، حيث أثبت المسار قدرته على خفض التصعيد وفسح مجالاً للتسويات وإخراج الإرهابيين، ورغم أن أنقرة تحاول دائما اللعب على جميع الحبال السياسية بين الغرب وروسيا وإيران خاصة أنها عضو في الناتو ، ولن تخرج عن عباءة الغرب وهي لم تلتزم بالإتفاقات المبرمة، لكن طهران وموسكو بالتشاور مع دمشق وجدت أنه من الضروري أن يتم التواصل مع تركيا خاصة أن أردوغان هو الداعم لمعظم المجموعات الإرهابية المتواجدة في الشمال السوري.
– لذلك يجب أن التفاوض مع رأس هذه المجموعات وتقليم أظافره سياسيا وتكبيله بالإتفاقات في إطار استانة ورغم خرق أردوغان لصيغة هذا المؤتمر خاصة خلال السنوات الأربعة الماضية، إلا أن هناك نقطة تحول كبيرة حدثت خلال قمة طهران الماضية والتي جمعت كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي، ورئيس النظام التركي أردوغان .
– حيث وضعت كل من روسيا وطهران، أردوغان على المحك السياسي بالإضافة إلى أن أزمة أردوغان الداخلية وخاصة الإقتصادية مع قرب موعد انتخاباته تطلبت منه حلحلة المشكلة مع سورية وإيجاد مخرج لمشكلة اللاجئين السوريين في تركيا، وهنا لابد من وساطة روسيا وإيران، حيث قدم البلدان خيارات ومخارج لأردوغان وضعته في إطار التفكير بالعودة للتفاوض والتواصل مع دمشق خاصة أن للرئيس التركي الذي تبنى الحرب الإرهابية على سورية عبر حدود تركيا الكبيرة مع سورية بات يدرك أن الأهداف الذي جاء بالإرهابيين من أجلها إلى سورية لن تتحقق وسورية شعبا وجيشا وقيادة في الخطوات الأخيرة نحو تحقيق النصر على كامل التراب السوري ويبدو أن الإستدارة الحادة لأردوغان بإتجاه سورية سيتم تخفيف وقعها عبر صيغة إتفاق ” أضنة” المبرم بين سورية وتركيا بالعودة الى اتفاق” اضنة” عام 1998م، وتطويره بما يلائم الوضع الراهن .. فالإنتخابات تهدد بقاء أردوغان في الحكم وعليه أن يحل مشاكله السياسية داخليا وخارجيا ويبدو أن سورية من أهمها، ولكن موقف دمشق واضح وهي أنها لا تجلس على طاولة واحدة مع محتل لأراضيها أو سارق للمياه فيها.
– لذلك اشترطت قبل أي مفاوضات خروج المحتل التركي وحل مشكلة المياه التي تسرقها تركيا من حصة سورية ..وهنا يمكن القول إن سورية لا تغلق الأبواب السياسية ولكنها لا تتنازل عن مبادئها أو ثوابتها أو سيادتها ووحدة أراضيها وهو ما ارتقى شهدائنا لأجله وستبقى التضحيات والمعارك السياسية والميدانية قائمة حتى خروج آخر محتل وإرهابي من الأراضي السورية وتطهير تراب الوطن من رجس التطرف الذي يدعمه أردوغان وغيره من اميركا والغرب.
– وملف الشمال السوري حاضر دائما على الطاولة السياسية لسورية والخطط العسكرية وهو مايحتاج وقفة دولية وأمنية جادة، فهناك إرهابييون أتت بهم تركيا والغرب من كل أنحاء العالم وهناك تنظيمات خطيرة تملك سورية الصندوق الأسود لها، وعلى العالم أن يكون واعيا لما يوجد في إدلب وهذا لايعني أن ملف التحرير ليس قائما بل الجيش العربي السوري لن يتوانئ لحظة عن عملية تحرير إدلب والشمال السوري وهو قادر وأثبت كفاءة عالية في جميع المناطق السورية التي قضى على الإرهاب فيها وقد تبدأ عملية تحرير إدلب في أي لحظة وهذا يتعلق بخطط الجيش العربي السوري وحلفائه.
– بعد إخطار البطريك الراعي في رسالة للاجئين السوريين في لبنان بأن عليهم المغادرة ولا يمكن لهم البقاء في البلد.. أي مستقبل يواجه اللاجئين السوريين في الخارج؟ وهل هناك خطة لدى الحكومة السورية لتسهيل عودتهم وإيوائهم ..؟
– منذ أن بدأت نيران الحرب الإرهابية على سورية تنطفىء تدريجيا وبدأت المناطق التي سيطر عليها الإرهابيين تتحرر بجهود الجيش العربي السوري، سعت الدولة السورية لخلق أرضية مناسبة لعودة اللاجئين السوريين الذين هُجّروا بفعل الإرهاب أو حتى غرر بهم، وبدأت الحكومة السورية بالعمل على ذلك مع الدول والهيئات الدولية الراغبة بدعم جهود سورية لتيسير عودة السوريين المهجرين خارج وطنهم الأم.
وقد تبلور هذا التعاون من خلال المؤتمر الدولي لعودة اللاجئين السوريين الذي عقد أول مرة في دمشق عام 2020م، وينعقد بشكل دوري ودعا المؤتمر حينها المجتمع الدولي ووكالات الأمم المتحدة المعنية إلى تقديم الدعم اللازم للمهجرين السوريين وللدولة السورية، والبلدان المضيفة لضمان حق السوريين بالعودة إلى وطنهم.
– وشكل المؤتمر مرحلة هامة وجاء استكمالاً للخطوات التي قامت بها الدولة السورية خلال الأعوام السابقة والتي مكنت أكثر من مليوني لاجئ سوري من العودة لوطنهم حيث تم إصدار العديد من القوانين ومراسيم العفو التي تمكن اللاجئين من تسوية أوضاعهم في مجالات عدة لتسهيل العودة الآمنة والكريمة وشملت مجالات الخدمة العسكرية والأحوال المدنية إلى جانب الإعفاءات من الرسوم المتصلة بمتطلبات دخول الأراضي السورية، وترك حرية الدخول أو العودة للمهجرين ممن اتخذ بحقهم إجراءات معينة، والسماح بإدخال الأطفال المولودين خارج القطر، وإصدار الوثائق الشخصية لفاقديها في المراكز الحدودية وتسهيل جميع معاملاتهم في السفارات السورية حول العالم.
– كما بذلت الحكومة كل الجهود الممكنة لإطلاق عملية إعادة الإعمار وتأهيل البنى التحتية المتضررة، بفعل الإرهاب والعدوان الأجنبي، خاصة المرافق التعليمية والصحية والخدمية الأساسية إلى جانب أعمال بناء مرافق جديدة، كما عملت الحكومة على تأمين الإحتياجات الأساسية للمواطنين، وقد قدمت الدولة السورية كل هذه التسهيلات على الرغم من الحصار الإقتصادي وقانون قيصر والعقوبات التي يفرضها الغرب وعلى الرغم أيضا من احتلال الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها وتركيا و”إسرائيل” لأراضٍ سورية وسرقتهم ونهبهم للثروات والمقدرات الوطنية لا سيما النفط والغاز والقمح والمياه والآثار وما ألحقوه من أضرار جسيمة متعمدة بالإقتصاد السوري وبجهود إعادة الإعمار وتحقيق أهداف التنمية.
– ورغم كل الإجراءات التي قدمتها الدولة السورية إلا أن عودة اللاجئيين السوريين تتعرض لتسييس شديد وضاغظ ويمارس علنية من قبل دول الغرب وعلى رأسهم واشنطن وهدفها الرئيسي عرقلة عودة الراغبين من اللاجئين وهم الأغلبية، إلى وطنهم، وذلك بغرض إستخدام ورقة اللاجئين للعب الغربي السياسي والدليل على ذلك هو مايسمى ب”مؤتمر بروكسل” الذي يقال أنه لدعم سورية والمنطقة ويعقد بدون مشاركة الحكومة السورية أو التشاور معها، بقصد ممارسة الضغط عليها عبر إستخدام اللاجئين السوريين كورقة سياسية لتحقيق أهداف عدد من الدول الغربية الراعية والمشاركة بالمؤتمر والمشاركة بنفس الوقت في الحرب الإرهابية على سورية، حيث خصص مؤتمر بروكسل موارد مالية كبيرة للدول المضيفة للاجئين حصراً، بغية عرقلة عودة المُهجّرين الراغبين وإبقائهم في مخيمات اللجوء، على الرغم من عيش غالبيتهم بحالة مزرية من الفقر المدقع، وذلك بشهادة تقارير المنظمات الدولية المعنية، وصولاً إلى توطينهم في تلك الدول.
– وحتى اللحظة وفي كل منسبة ومؤتمر تشدد الدولة السورية على ضرورة عودة كل سوري مهجر يرغب بالعودة وفسح المجال أمام المهجرين للعودة فسورية تحتاج أبنائها وإعادة الإعمار تكون بسواعدهم.
– خلال الآونة الأخيرة، تصاعدت عمليات النهب الأمريكي للنفط السوري .. إلى متى سيستمر استنزاف الثروات السورية ..؟
– وهل يمكن أن تنفجر مواجهة مباشرة بين الجيش السوري وقوات الإحتلال الأمريكي ..؟
– إن واشنطن ومن معها في حلف الناتو كانت رأس الحربة في الأزمة في سورية والحرب الإرهابية عليها، فأمريكا الدولة الإمبريالية والتي أدعت أنها تحارب الإرهاب منذ عام 2001م، هي من دعمت التنظيمات الإرهابية التي صدرتها لسورية منذ 11 عاما وحاولت عبر التطرف وخيم داعش والنصرة تدمير البنى التحتية لسورية، ثم جاءت واشنطن تحت ظلال سيوف الإرهاب لتحتل مناطق النفط في سورية وتدعم الجماعات الإنفصالية لتقسيم التراب السوري ونهب ثرواته وطاقته بالإضافة إلى حصاره عبر العقوبات أحادية الجانب.
– نعم واشنطن تسرق النفط السوري علناً وأمام بصر المجتمع الدولي وتتسلط على ثروات الشعب السوري وتحرمه من الغذاء والدفىء والعودة إلى حياته الطبيعية وثمة جهات دولية كالصين تحدثت عن سرقة واشنطن لحوالي 82 بالمئة من النفط السوري، وتهريبها عبر العراق وهذا هو نهج واشنطن التي أيضا سرقت سابقاً نفط العراق ودمرت أفغانستان، وأينما حلت يحل الخراب، إلا أن سرقتها للنفط السوري لن تبق مستمرة فهناك في شرق الفرات حيث القواعد الأمريكية غير الشرعية، تتشكل مقاومة شعبية ستخرج واشنطن من سورية عاجلا أم آجلاً، أفقياً عبر الإنسحاب الذي نتوقعه أم عبر التوابيت التي يخاف الأمريكيون من تكرار مشهدها فالأرض السورية تلفظ الغريب والمحتل ولا تقبل القسمة على اثنين كما خطط الغرب.
– وبالتأكيد إن لم يخرج المحتل الأمريكي عبر المفاوضات والضغط السياسي ستتحد قوى المقاومة الشعبية والعشائر مع جنود الجيش العربي السوري لإخراج المحتل وسورية التي قدمت شهداء على مدار 11 عاماً، لن تبخل بالمزيد من الرجال والدماء فداء للوطن وتعافيه وهنا في سورية الصمود إستراتيجي لتحقيق أفضل النتائج بأقل الخسائر، لذلك أي صدام مع المحتل الأمريكي سيكون مدروسا ودقيقا وله مخططاته وجهوزيته العالية وقد بدأ فعلاً من خلال المقاومة الشعبية.
– عدم وجود رد على الإعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الأراضي السورية يثير الكثير من التساؤلات حول وجود ضغوط تمارس على دمشق .. ما صحة هذه الإدعاءات ..؟
– وما الذي يُقيد دمشق عن حقها في الرد ..؟
– وهل تتوقعون رداً عسكريا قريبا على هذه الإعتداءات ..؟
– من الواضح وبعد كل ماقامت به واشنطن وغيرها أن قرار سورية هو قرار سيادي ومستقل ولا أحد يستطيع الضغط عليها وثنيها عن حقها في الدفاع عن أراضيها وهو حق مشروع تكفله القوانين الدولية، ولأن سورية صاحبة قرار مستقل وترفض التبعية تآمر عليها الغرب واستهدفها بكل وسائل العدوان والإرهاب ومنها العدوان الإسرائيلي ولو كانت سورية تنصاع للضغوطات الخارجية لما قدمت كل هؤلاء الشهداء دفاعا عن ثوابتها الوطنية والعربية القومية ومواقفها تجاه القضية الفلسطينية.
– وقضايا الشعوب العربية التي تتلاقى معها في مقاومة المحتل والهيمنة الاميركية والغربية ولسورية اسلوبها في مواجهة اعدائها في هذه المرحلة وكل رصاصة في جسد ارهابي هي رد على العدو الصهيوني الذي يكثف عدوانه وغاراته على سورية لرفع معنويات الارهابيين ولخلط الاوراق السياسية وزعزعت الاقتراب من الاستقرار في المنطقة
– والرد السوري على العدو الصهيوني يأتي من القضاء الكامل على أدواته الإرهابية في الداخل حتى التعافي الكامل لسورية من ثم يأتي الرد المباشر.. وللسوريين دائما حسابات أكثر عقلانية لا تسمح للعدو الصهيوني باستجراره إلى الحرب التي يريدها، فكلنا نعلم أن محور المقاومة والتي تشكل سورية جزءاً منه غيّر قواعد الإشتباك وأي رد أو اشتباك مع العدو الصهيوني في لبنان وفي فلسطين عبر المقاومة تكون الصواريخ السورية جزء منه.
– أما من جهة النيات الإسرائيلية في تكثيف العدوان في هذه المرحلة هو دَفعُ سورية بإتجاه التنازلات وتفكيك محور المقاومة، ونلاحظ دائما أن حجة “إسرائيل” في العدوان هي ضرب “أهداف إيرانية” أو لحزب الله في سورية وهذه مزاعم لا أساس لها من الصحة، مع العلم أن التواجد الإيراني في سورية يقتصر على مستشارين عسكريين وبطلب من الدولة السورية لكن في حقيقة الأمر أن التدخل الاسرائيلي بالبداية الزمنية كما قال السيد الرئيس بشار الأسد ” كان مرتبطاً تماماً بمرحلة إنهيار الإرهابيين في سورية، لأن الإرهابي بالنسبة لها هو جيش إسرائيلي ولكن بهوية سورية أو بهويات أخرى، فعندما بدأ هذا الإرهابي يتراجع وتنهار معنوياته كان لا بد من التدخل الإسرائيلي لرفع معنويات الإرهابيين وإعادة تحريكهم، فإذاً ما يحصل الآن من قبل “إسرائيل” يأتي في هذا الاطار “.
– فعقدة “إسرائيل” في سورية أنها داعمة للمقاومة وهي جسرها ورافعتها، ولا شك بأن سورية التي صبرت 11 عاما على الأزمة والحرب عليها بسبب مواقفها؛ لن تتراجع عن وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله لتحرير أرضه المحتلة وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على كل أرضه وعاصمتها القدس، وضمان حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم، وذلك وفقاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
كما أن سورية لن تتنازل عن حقها في استعادة الجولان العربي المحتل منذ عام 1967م، وحتى الآن والذي ترتكب “إسرائيل” فيه أبشع أشكال الإنتهاكات لحقوق الإنسان وللقانون الدولي بما في ذلك بناء المزيد من المستوطنات وتغيير التكوين الديمغرافي والهيكل المؤسساتي لاسيّما من خلال محاولات فرض الجنسية الإسرائيلية ووثائق الملكية الإسرائيلية على أبناء الجولان قسراً.
– إضافة إلى ذلك، تقوم “إسرائيل” ب”نهب موارد الجولان الطبيعية ودفن النفايات النووية في أراضيه.”
وكما قلنا سابقاً “إسرائيل” دعمت جبهة النُصرة التابعة لتنظيمي القاعدة وداعش في الجنوب السوري وتقوم بشن إعتداءات متكررة على أراضي سورية وتستهدف بشكل ممنهج للمرافق المدنية، بما في ذلك الموانئ والمطارات المدنية بالتالي فهي تسعى لإطالة مدة الحرب في سورية ورفع معنويات ماتبقى من إرهابيين وزعزعة الإستقرار في المنطقة.
– بعد توقف معارك التحرير منذ أكثر من عامين الجميع يتساءل ، متى ستقول دمشق كلمتها لحسم كل الملفات العالقة وعلى رأسها القضاء على ما تبقى من المجموعات الإرهابية وتحرير بقية التراب الوطني واستعادة الثروات المنهوبة ..؟
– وهل تعتقدون أن هذا الحسم سيكون عسكرياً أم سياسياً ..؟
– الدولة السورية مستمرة في تحرير أراضيها حتى آخر ذرة تراب لوثها إرهابي أو غزاها محتل، وعمليات التحرير مستمرة وكل منطقة يوجد فيها احتلال أو إرهاب تخضع للخطط العسكرية والسياسية وخاصة إذا كان هناك إحتلال كما نرى في الشمال وفي الجزيرة السورية الإحتلالين التركي والأمريكي؛ فإن المقاومة الشعبية هناك بدأت تنضج وهي تتواجد في المرحلة الأولى وحيث يتواجد الجيش العربي السوري، ولكن عندما يتطلب الأمر مواجهة مباشرة مع المحتل والإرهابيين فالجيش العربي السوري بخبرته وقدرته القتالية العالية قادر على المواجهة وقد حدث ذلك فعلاً عندما تصادم مع الجيش التركي وهو ثاني أقوى جيش في الناتو وتمكن من تدمير الأهداف التركية في سورية ..أما الإستراتيجية التي يبدو أن الدولة السورية وحلفائها في المقاومة وروسيا يتبعونها لتحرير آخر المناطق وأخطرها في سورية حيث الإحتلالين التركي والأمريكي والإرهابيين في إدلب فهي تقوم على الخطط السياسية والعسكرية حيث يلزم ذلك، والتسويات أيضا وخاصة في إدلب التي أوضحت دمشق تكراراً أنها ورغم تجمع رؤوس التنظيمات الإرهابية فيها فهي كأيّ أرض محتلة هي خاضعة للخطط العسكرية والسياسية السورية من أجل التحرير من التركي أو الإرهابي وسيتم تحريرها مع الوقت.
– حذرت الأمم المتحدة في تقرير جديد لها من احتمال عودة المواجهات إلى سوريا على نطاق أوسع .. إذا ما صح التقرير هل يمكن القول بأن سوريا تعد لمعركة فاصلة لتحرير ما تبقى من الأراضي المحتلة أم أن هناك عودة مرتقبة للجماعات الإرهابية في ظل تلويح غربي بتنشيط الإرهاب مجددا في المنطقة ..؟
– برأيي الشخصي، علينا النظر إلى الواقع السوري الحقيقي وليس إلى مجرد تقارير تصدر عن منظمات أممية ليس لديها إلا القلق. سورية اليوم تحاصر الإرهاب في مناطق معينة ولا تزال واشنطن وأنقرة تغذيانه بطريقة أو بأخرى، فلماذا لا تذكر التقارير الأممية الإحتلالات غير الشرعية من قبل أمريكا وتركيا أيضاً ؟!.
مسألة عودة نشاط الإرهابيين هي مسألة يجب النظر إليها من زوايا أخرى فالإرهاب لا ينبع أو يخلق من عدم، هناك دول تغذية وتعمل على تنظيمه وتمده بالأسلحة وتتبنى تهريب وتصدير الإرهاب كواشنطن مثلاً.. لذلك على المنظمات الدولية أن تدين الإحتلال وتطالب واشنطن وأنقرة بالإنسحاب من الأراضي السورية لأنهما أصل وجود الإرهاب وتمدده وعودته إن عاد.
– والحديث عن عودة داعش هو رواية أمريكية أكثر من كونها واقع حقيقي تهدف من خلاله واشنطن لإطالة عمر الأزمة في سورية وتبرير احتلالها لثروات الشعب السوري وسرقتها.
– فأمريكا وتركيا هم من يحميان الإرهابيين والإنفصاليين والدليل أن التنظيمات الإرهابية المسلحة تتواجد بالقرب من القواعد الأمريكية وبإشراف مباشر من أنقرة في حين أنها لا تتواجد في المناطق السورية التي دخلها الجيش السوري وحررها ولم تعود اليها.
– بعد إعلان حماس رسميا عودة العلاقات مع دمشق .. ما دلالات وأهمية هذه العودة في هذا التوقيت بالذات ..؟
– وهل هي مقدمة لتوحيد كافة الجهود بين محاور المقاومة في سبيل مواجهة العدو الإسرائيلي الأمريكي ..؟
– حتى اللحظة الدولة السورية لم ترد على بيان عودة حماس لعلاقاتها مع دمشق وهذا شيء طبيعي خاصة أن حركة حماس هي تنظيم وليس دولة لها سفراء ودبلوماسية ولكن سورية دائما توحد موقفها مع قوى المقاومة وتقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وكل حركات المقاومة من المحيط للخليج ضد العدو الإسرائيلي، وهنا نتحدث عن قوى المقاومة وليس من يستغل المقاومة لتحقيق مكاسب سياسية بل لتحرير الأراضي ..فالمقاومة لا يجب أن تكون تابعة لمصلحة دولة مثل تركيا أو تربطها مصالح مشتركة مع دولة أخرى. المقاومة تتبع التحرير والقضية وبوصلة سلاحها وتوجهها السياسي دائما ضد العدو وليس حسب المصالح أو المعادلات والتوازنات الإقليمية الجديدة أو الراجحة.
– كيف تواجه الحكومة السورية الأزمات الإقتصادية المركبة في ظل قانون قيصر؟
– ولماذا لا تفتح دمشق خطا تجاريا واسعا مع حلفائها روسيا والصين لكسر كل العقوبات الأمريكية المفروضة ..؟
– العقوبات والحصار على سورية ليس أمراً جديداً فمنذ نهاية عقد السبعينات ، تواجه سوريا عقوبات من قبل الغرب، والجديد في الأزمة هو سرقة النفط السوري والقمح، من قبل المحتل الأمريكي.
– لذلك ممكن القول إن سورية تمتلك خبرة واسعة في مواجهة العقوبات وقامت الدولة السورية خلال الأزمة بوضع إستراتيجيات وبالبحث عن بدائل لإستمرارية عمل مؤسسات الدولة الإقتصادية والإجتماعية المختلفة.
ومن راهن على فشل الدولة وإنهيار مؤسساتها فقد فشل رهانه. ومنذ عام 2018م، ومع بدء عملية التحرير الكبرى من قبل الجيش العربي السوري لمعظم المناطق وعودة الآمان لها سعت الحكومة السورية لإعادة تدوير عجلة الإنتاج وتأهيل مدن صناعية كاملة خاصة في مدينة حلب التي تعتبر شريان الإقتصاد والصناعة السورية وقد أولتها الحكومة إهتماماً كبيراً، وذلك للإسراع في تلبية احتياجات الشعب الأساسية وتأهيل وإصلاح البنى التحتية والمرافق الخدمية وكما لاحظنا فإن شعار الحملة الإنتخابية للسيد الرئيس، حينها كان ” الأمل بالعمل “، وهذا يعكس أن الدولة السورية قادرة على النهوض بإمكاناتها ولكن ليس بشكل كامل فإعادة الإعمار تتطلب رفع العقوبات وعودة الثروات السورية التي تحتلها واشنطن إلى الدولة.
– أما بالنسبة للحلفاء فالشعب السوري لن ينسى الوقفات الإنسانية والسياسية والعسكرية والإقتصادية لروسيا وإيران والصين، وهناك خطوط ائتمان ومساعدات واتفاقيات تجارية متبادلة معهم ولكن بالنهاية سورية بلد قادر على الإكتفاء الذاتي والمهم حتى تكتمل إعادة الإعمار، خروج الأمريكي الذي ينهب الثروات.
وأيضا هناك شركات من دول عربية عديدة عبّرت عن رغبتها بالإستثمار في سوريا وأوجدت طرقا للإلتفاف على العقوبات رغم الضغوط عليها وهذا شيء مبشر ويدعم الإقتصاد السوري الذي صمد بصمود الشعب السوري الذي رغم المعاناة الكبيرة وشحيح المواد النفطية والغذائية والدوائية لايزال صامداً ومؤمناً بقدرته على النهوض، وإعادة الإعمار ولو بشكل تدريجي فهناك من المستثمرين السوريين مثلاً من قام بإعادة إعمار منشآته بالإضافة إلى ماتقوم به الدولة السورية لإعادة الحياة إلى منشآتها الإقتصادية.
– مؤتمرات العشائر العربية الذي أنعقد مؤخرا في سوريا .. كيف سيساهم في قطع الطريق على المشاريع التركية والأمريكية الرامية لإستهداف النسيج المجتمعي السوري ..؟
– خلال السنوات التي مرت من عمر الأزمة في سورية والحرب الإرهابية عليها نضج وعي شرائح عديدة من المجتمع السوري بضرورة المقاومة الشعبية التي تساند الجيش العربي السوري في حربه ضد المحتل والإرهابي وخاصة في المناطق التي يتواجد فيها المحتل الأمريكي حيث الثروات السورية وهي مناطق يغلب عليها النمط العشائري ولدى هذه العشائر شعور قوي بأن هناك من يسرق أرضها وثرواتها. وتجمعت هذه العشائر والشرائح من مختلف المدن السورية لتقول كلمتها بضرورة طرد المحتل وقد قامت الدولة السورية بتنظيم هذه المقاومة الواعدة التي تشربت خبرة ودعم المقاومة في المنطقة وانطلقت بهمة سورية وحلفائها، ولهذه المقاومة مفعول قوي يخافه المحتل فالبيئة عندما تلفظ المحتل لا يستطيع أن يثبت أقدامه وهو يخاف من كل خطوة يخطوها على الأرض، لأنه مهدد بعملية مضادة في أي لحظة.
– وكما شاهدنا خرجت تظاهرات عديدة من هذه المقاومة بوجه الإحتلال الأمريكي، ووقعت مصادمات شعبية مع وحدات الإحتلال، ونفذت عمليات ضده أقلقت الأمريكي حتى لم يعد يعرف من أين تأتيه الضربة. والدولة السورية تعول على هذه العشائر والشرائح المقاومة.
– وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد، تحدث عن حتمية إنسحاب قوات الإحتلال الأمريكي، مؤكداً أنه سيلقى مقاومة شعبية تجبره على الخروج. وهذه إشارة واضحة بهذا الإتجاه. العشائر العربية والسورية وكل السوريين يؤمنون بأن المقاومة الشعبية هي النواة الحقيقية والأولى لتحرير الأرض، وهي من تساند الجيش العربي السوري في معركته مع المحتل .. وعودة علم سورية العزيز الغالي ليرفرف في كل مكان من أرض وطننا الغالي، وهذا مدعاة للفخر من جهة، وإثبات أن العودة لأراضينا متحققة لا محالة ما دام أهل الأرض منتمين لأرضهم وملتفين حول قيادتهم وجيشهم.
– رسالتكم الأخيرة للشعب السوري ولكل شعوب المقاومة ..؟
– في ختام الحديث ، المقاومة هي السبيل الوحيد لشعوب المنطقة في سورية وفلسطين والعراق واليمن ولبنان وإيران وغيرها من البلدان، للخلاص من مخططات واشنطن وأطماع “إسرائيل” ..فالمقاومة هي كلمة الشعوب وقرارها وطموحها لأن تعيش بكرامة وتدافع عن حقوقها وقضاياها.
– وكما شاهدنا خلال السنوات الماضية، لم تقدم الحلول السياسية والطرق السلمية ما يثلج قلوب شعوب المنطقة بل كانت أداة لشرعنة الإحتلال ونشر المزيد من الفوضى في بلادنا العربية، لذلك تبقى المقاومة هي الخيار الأول والأخير أمام المشاريع الصهيونية طالما أن هناك من يقامر بمصير الشعوب العربية ويبيع قضاياها وثرواتها وأمنها للإسرائيلي والأمريكي.
– لذلك نقول إن المقاومة باتت قصيدة أمة شطرها الكرامة وعجزها البندقية.
– كل التحية والإجلال والإكبار للشعوب الحرة في المنطقة ومنهم الشعب السوري والفلسطيني وكذلك الشعب اليمني الذي صمد رغم الحرب والمجاعات، الشعب الذي ذاق مرارة الحرب ولوعتها حتى وصلت الحرب إلى معدة أطفاله وبقي اليمن السعيد رغم كل طعنات الغدر والحرب الجائرة عليه.
– حوار – حلمي الكمالي