الجوكر الأميركي وبائعة الكبريت الأوروبية .. بقلم : بقلم : عزة شتيوي ” الكاتبة والإعلامية والخبيرة الإستراتيجية “

#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية

 

 

– تتعلق واشنطن بناقوس الخطر النووي في الأزمة الأوكرانية تقرعه يميناً وشمالاً.. تتهم موسكو بأنه خيارها لحسم الحرب الطويلة.. تقفز في فيلمها الهوليوودي الى ماهو أبعد والى الخطط الإسعافية وكأن النووي وصل للأجواء الغربية.. تقدم النصائح في مترو الأنفاق وتضع اللصاقات على زجاج واجهاتها السياسية.. وإرشادات التعامل مع الضربة النووية بالاستحمام ولو بمياه الصقيع الأوروبي المرتقب .
– هكذا ترسم واشنطن خطة المرحلة القادمة ليس خوفاً على الأوروبيين ولا الأوكرانيين بل محاولة لتشويه الصورة الروسية وكأن موسكو التي لا تملك في تاريخها صفحات احتلالية ولا حتى جرائم نووية مثل واشنطن التي لم تتوقف عنها منذ تفجير قنبلتي هيروشيما ونازاكي وحتى الفوسفور الأبيض في دير الزور في سورية.. واشنطن تصور موسكو وكأنها عازمة على كبس الزر النووي .
– الدعاية الأميركية بأن روسيا ستنفذ ضربات نووية ليست تخوفاً أميركياً بل هي بروباغندا إعلامية لتشويه صورة روسيا في الذهنية العالمية ومحاولة للرقص بالإعلانات وجذب الانتباه الأوروبي عن مآسي الطاقة المرتقبة وأزمة الغاز الروسي الى ماهو أسوأ ..الموت نووياً .
– لم تبحث واشنطن عن مساحات للسلام بل أقفلت عن الأوكرانيين غرف المباحثات والمفاوضات مع الروس ووضعتهم فوق الدبابات وتجهز لحزمة من الأسلحة تقدر بـ١،١مليار دولار لضخها في المطحنة الأوكرانية، فهل هذا هو التخوف من النووي بصب زيت الأسلحة على نار الحرب ..؟! .
– ليس غريباً السخاء الأميركي بضخ الأسلحة ، فهذه حرب أميركا مع روسيا والنظام العالمي الجديد على الأرض الأوكرانية ومن مميزاتها أنها ليست بدماء أميركية بل بجثث أوكرانية وببطون وأجسام أوروبية مرتجفة من البرد .
– فليس مهماً أن تعود أوروبا الى عهد الحطب من جراء أزمة الوقود والغاز أو حتى أن تظهر بائعة الكبريت التي ماتت برداً في أوروبا .. الأهم أن تبقى شخصية الجوكر الأميركية مستمرة في ألاعيبها وانفصاماتها السياسية حفاظاً على أفلام أحاديتها القطبية ..!!

 

 

– بقلم : عزة شتيوي ” الكاتبة والإعلامية والخبيرة الإستراتيجية “

– رئيسة المجموعة الإقليمية للإعلام الرقمي والشباب في الإتحاد الدولي للصحفيين .