#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية_رئيس قسم الدراسات_نبيل فوزات نوفل
– رغم توقيع مصر لاتفاقات كامب ديفيد لم يتركها الغرب الإمبريالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وكيانها الصهيوني في فلسطين، فبقيت في استراتيجيات الدول الاستعمارية وخاصة في مشروع “الشرق الأوسط ” .
– حيث اعتبرت الجائزة الكبرى التي سيعمل الغرب على ربحها ، فكانوا دائماً يخافون من الجيش المصري، هذا الجيش الذي يمثل مع الجيش العربي السوري قوة عظمى ، أثبتت جدارتها في حرب تشرين التحريرية عام 1973م، لذلك وإن استطاعوا تطويع القيادة السياسية المصرية وإخراجها من محور المقاومة ، وإدخالها في إسطبل التطبيع، إلا أنهم لن يستطيعوا شراء ضمائر الجيش العربي المصري العظيم ، فمعظمه يملك في دمه الانتماء للعروبة، وفيه خبرات علمية متطورة ، وامتلك قوة كبيرة وأسلحة استراتيجية ، وخبرات قتالية كبيرة، كانت على الدوام مصدر قلق للغرب الإمبريالي والكيان الصهيوني.
– فكما نعلم أهمية المياه بالنسبة لأي بلد وخاصة لمصر ، فالنيل يعد هبة مصر ، وسرقة مياهه من قبل إثيوبيا بدفع وتشجيع من الغرب الإمبريالي والكيان الصهيوني الذي ساهم في بناء هذا السد بخبرات صهيونية ،الهدف منه استنزاف الجيش المصري ، وقوة مصر والسودان في حروب الماء ، لكي يتخلص من قوة الجيش المصري الذي سيكون يوماً إلى جانب أمته ،مهما حاولوا تحييده عن قضايا الأمة لقد جاء دور مصر لتدميرها ، وإعادتها عشرات السنين إلى الوراء ، حيث الآن مصر أمام خيارات صعبة ، إما السكوت على ما تفعله إثيوبيا ، وبالتالي سينعكس على الحالة الاقتصادية والأمن الغذائي والمائي لمصر، أو التصدي لإثيوبيا ، وهذا سيؤدي لمواجهة عسكرية بين مصر وإثيوبيا ، وسيكون لها نتائج تدميرية على مصر وإثيوبيا،وإن كنا نثق بقوة جيشنا في مصر، إلا أن تدمير سد النهضة له عواقب خطيرة على السودان ومصر .
– نتمنى أن يكون الجيش المصري حسب لها الحساب ، فكما هو متوقع ويتوقع البعض من المختصين فإن تدمير سد النهضة سيغرق السودان ومصر ب72مليار م3 من مياه السد ، تندفع من ارتفاع 400م عن سطح البحر ، وبالتالي سيلحقون بمصر والسودان دماراً ويعيدهما عشرات السنين إلى الوراء ، وتدمير الأوابد التاريخية ، وبالتالي سيضعفون الجيش المصري .
– إننا نثق بقوة الجيش العربي المصري ، فهو يملك قوة جبارة من مقاتلات رفال وسوخوي 35، وميغ 28، وصواريخ سكالب، والصواريخ المصرية الخارقة للتحصينات، وخبرات كبيرة لدى قادة الجيش،ونعتقد أنه يعلم الخطورة التي سيلحقها قصف سد النهضة ، ونتمنى أن يكون اتخذ الاحتياط اللازم، ليجنب شعبنا في مصر والسودان المهالك ، ولا يوقع في الفخ الذي نصب لمصر ، والذي تحلم به أمريكا والكيان الصهيوني والدول الغربية الاستعمارية .
– من يتابع وسائط التواصل الاجتماعي في مصر هذه الأيام ، يلمس وجود حالة غضب غير مسبوقة، وتحذيرات لإثيوبيا، ولوحظ أن النخبة السياسية المصرية، والقيادات الأكاديمية والفكرية تتوحد مع الطبقات الشعبية في دعوة الجيش المصري للقيام بواجبه بالحفاظ على حقوق مصر المائية حتى لو أدى الأمر إلى إشعال فتيل الحرب وتدمير السد.
– إن إثيوبيا التي تجاوزت كل الخطوط الحمر بمضيها قدماً في إفشال كل جهود السلام، واستمرارها في المرحلة الثانية من ملء خزان سد النهضة، عليها تحمل تبعات هذا التصرف الأهوج المتسم بالغطرسة والعناد والعدوانية،وكما يبدو أن الصبر الاستراتيجي، وسياسة ضبط النفس المصرية وصلا إلى نهايتهما.
قلوبنا مع مصر جيشاً وشعباً، وأن استطاعوا شراء ضمائر القيادة السياسية وجرها للتطبيع ،والخروج من محور المقاومة، إلا أننا نثق بشعبنا في مصر ، وبجيشنا المصري الذي لن يكون إلا مع مصر وأمته ، وهو قوة كبيرة ندعو الله أن يجنب مصر وجيشها كل المخاطر وينصره على أعدائه ، لتعود مصر إلى أمتها ،وتأخذ مكانها الطبيعي للنهوض بالأمة من حالة التشتت والضعف ، واستكمال تحرير أراضيها ومقدساتها وصيانة ثرواتها.