#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– يخوض شعبنا ومقاومته الباسلة في كل أرض فلسطين التاريخية وفي مخيمات اللجوء وتجمعات الشتات الفلسطيني في المهاجر والمغتربات عن بكرة أبيه ومن كل فج عميق المعارك والمواجهات المجيدة، فالمشهد الصراعي يتأصل ويتجذر ويظهر على حقيقته وبما يليق بشعبنا وقضيته الوطنية كقضية مركزية للأمة، فتستعيد القضية ألقها وحضورها وحيويتها وليس على مستوى أمتنا فقط إنما مرة أخرى على مستوى الرأي العام العالمي.
– طيلة شهر رمضان المبارك لم يتوقف شعبنا عن المواجهات داخل أحياء القدس المحاصرة وفي باحات الاقصى وكنيسة القيامة ضد عصابات المستوطنين القتلة المدججين بالأسلحة وبحماية مباشرة من حكومة المستوطنين العنصرية وبإستخفاف منقطع النظير بكل القوانين الدولية بهدف تهويد المدينة وطمس هوية القدس العربية والتاريخية والحضارية ومعها تستمر عصابات المستوطنين في التغول التهويدي وممارسة التطهير العرقي في عموم مناطق الضفة الغربية من شمالها حتى جنوبها.
– غير أن العدو العنصري قد فوجئ على حين غرة بأن القدس تثمل خط أحمراً لدى شعبنا وأمتنا، وخاصةً مقاومة شعبنا التي تحركت على الفور ولليوم العاشر على التوالي لسان حالها بأن القدس وأحيائها المحاصرة لن تترك لقمة سائغة للعنصرية وعصابات المستوطنين، فيما زعيمهم العنصري الفاسد نتنياهو يغذي هذا السلوك العنصري وينافس خصومه من التيارات اليمينة العنصرية المتطرفة في ظل أزمة الكياان ومستوطنيه فإذا به يصعد إلى الشجرة وبات حائراً في كيفية النزول عنها، لقد أساء نتنياهو تقدير الحالة الفلسطينية فراهن على الإستثمار في حالة الإنقسام وتأبيدها، والإستثمار في حالة إنهيار النظام الرسمي العربي بمزيد من التطبيع والإذعان القائم على قدم وساق، فإذا به يجد اليوم نفسه أمام صراع من طبيعة وجودية في قلب الثكنة وعلى أرض كل فلسطين التاريخية والشتات الذي يتمسك بحق العودة جوهر قضية فلسطين.
– إن الشعب الفلسطيني اليوم يجدد عهده بالنضال ومعه جماهير الأمة وكل أحرار العالم الذين يقفون ضد الأبارتهيد والتطهير العرقي العنصري الصهيوني وينشدون تحقيق العدالة لفلسطين، وللمرة الأولى بهذا الحجم خاصة داخل المجتمع الأميريكي نفسه وبالذات داخل الكونغرس فلن يكون مصير هذه العنصرية في القرن الحادي والعشرين أفضل من مصير نظام الميز العنصري (الأبارتهيد) في جنوب إفريقيا، ولعل شرائح صهيونية باتت تدرك عقم هذه الأكذوبة وهذه السردية الصهيونية، فشعبنا الفلسطيني لا يمكن أن يقبل بالمآساة والمجازر التي إرتكبها المستوطنين الأوروبيين بحق أبناء القبائل أصحاب الأرض الأصليين في القارة الأميريكية والذين أطلقوا عليهم زوراً وبهتاناً إسم الهنود الحمر فقضوا على عشرات الملايين منهم وطمسوا حضارتهم.
– إن المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية إذ يقدر لشعبنا وقفته الواحدة والموحدة ضد العدوان وأحترامه للأثمان الباهظة التي تقدم على مذبح التحرر الوطني في ظل حرب غير متكافئة مع العدو، فإنه يتوجه بتحية الفخار والأعتزاز بهذه التضحيات وبهذه الإرادة الكفاحية ويؤكد بأن لهذه الجولة ما بعدها في سياق صراع الوجود المفتوح على الرغم من أن القلوب تتفطر على مئات الشهداء والجرحى والأسرى معظمهم من الأطفال والنساء خاصة في قطاع غزة المحاصر والمدمر أصلاً، فمئات الأطنان من الصواريخ الذكية الفراغية والإرتجاجية والقذائف الفسفورية المحرمة التي ترتقي إلى مصاف جرائم الحرب بحق الإنسانية وفق توصيف القانون الدولي والإنساني، فيما أفشلت الإدارة الأميريكية أربع محاولات كمشروع قرار في مجلس الأمن يهدف إلى وقف العدوان لا بل ذهبت إلى تقديم مساعدة عسكرية بقيمة 835 مليون دولار ثمن صواريخ ذكية وتدميرية تعويضاً على مئات الأطنان التي أسقطت على الأبراج السكنية والمنازل على رؤوس ساكنيها وتدمير المدراس والبعثات الإغاثية الإنسانية وتدمير البنى التحتية فقط فاق حتى اليوم ما انزل على رؤوس المدنيين الآمنيين ما أسقطته قوات العدو عام 2014 التي إستمرت لواحد وخمسين يوماً ، بلغت الخسائر في صفوف الأطفال والنساء حوالي النصف تحت أكذوبة تحقيق بنك الأهداف لأغراض عسكرية، لكنها في الحقيقة إنما هذه الجرائم تستهدف الآمنيين والبيئة الشعبية الحاضنة للمقاومة لكنها لم تفلح في تأليب هذه البيئة فالمقاومة اليوم أمام قواعد إشتباك فلسطينية جديدة فالقدس وأحيائها في القلب منها وسيأتي اليوم الذي لن يكون بعيداً نرى فيه تقديم مجرمي الحرب الصهاينة إلى محكمة الجنايات الدولية ومحاكم جرائم الحرب، وعليه فإن المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية يؤكد على ما يلي:
– أولاً : تستغرب الجبهة التباطؤ في الإعلان عن تشكيل القيادة الوطنية الموحدة للإنتفاضة كونه يمثل مطلباً وطنياً وكفاحياً يجب أن ينفذ على الفور لتأمين المرجعيات الوطنية لحماية وتنظيم التحركات الجماهيرية وتوسيع الإنخراط فيها وفق مروحة الخيارات النضالية المتاحة في كل أرض فلسطين التاريخية والشتات.
– ثانياً : تحذر الجبهة من إستمرار الخطاب السياسي للسلطة الفلسطينية، فمنذ أن أعلن ترامب عن نقل السفارة الأميريكية للقدس وإعتبارها (عاصمة للكيان الصهيوني) فإن هذا الخطاب على مستوى القمم العربية ومجالسها الوزارية وعلى مستوى منظمة التعاون الإسلامي لم يرتق إلى مستوى إجرائي فيما التطبيع مستمر ذلك ما طمع نتنياهو وحكومة المستوطنيين بالإستشراء العنصري وسياسة التطهير العرقي التي يرى الجميع معالمها والقدس وكافة مناطق الضفة الغربية من شمالها حتى جنوبها، ذلك ما يتطلب الوقف الفوري في العمل بإتفاقات أوسلو ومطالبة الأطراف العربية بوقف إتفاقات وادي عربة وكامب ديفيد وإلغاء كل عمليات التطبيع التي طمعت العدو، وفي هذا السياق وقف العمل بإكذوبة المبادرة العربية التي لا وجود لها على أرض الواقع ومغادرة أي حديث عن الشراكة السياسية مع العنصرية الصهيونية.
– ثالثاً : التحرك على المستوى الدولي وخاصة على مستوى الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعادة الإعتبار للقرار 3379 الصادر عام 1975 والذي يعتبر الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية، والذهاب إلى كل المؤسسات الدولية ذات الصلة بما فيها محكمة الجنايات الدولية ولجنة حقوق الإنسان واليونيسكو لمحاسبة العنصرية الصهيونية على جرائمها في محاولة تغيير وتزوير وطمس المعالم الحضارية التاريخية الفلسطينية.
– رابعاً : مغادرة الأوهام حول الإنتخابات السلطوية ومؤسسات أوسلو والذهاب إلى حوار وطني شامل حقيقي يعيد الإعتبار لمنظمة التحرير ووحدتها وإستراتيجيتها الوطنية كإطار إئتلافي جبهوي عريض من شأن ذلك أن يقطع الطريق على المحاولات الإقليمية في إخضاع الشعب الفلسطيني لقواعد التحكم والسيطرة الأميريكية الصهيونية التي إستمرت على مدار ثلاثة عقود وإستبدت أكثر بتكريس حالة الإنقسام، فالوحدة في إطار م ت ف وحدها القادرة على إستجماع عوامل القوة وعناصر المناعة للحالة الفلسطينية الوطنية والقادرة على إحكام الربط بين كافة الحلقات النضالية الوطنية في كل أرض فلسطين التاريخية والشتات.
– خامساً : لقد إنكشف دور إدارة بايدن وإدعائها بالحرص على حقوق الإنسان، فالعلاقة الأميريكية-الصهيونية هي علاقة من طبيعة عنصرية مركبة وتنظر لشعوب العالم وكافة الملونين عبارة عن فائض بشري فعلى الشعب الفلسطيني وقواه الحية أن يدرك بأن الإمبريالية الأميريكية هي عدو بإمتياز وشريك مباشر في إستباحة الدماء الفلسطينية من خلال التغطية وتقديم الدعم المطلق للعدوانية الصهيونية فلا يجوز للبعض أن يعقد الآمال والأوهام على إمكانية دور أميركي حيادي سيما وأن صمت هذه الإدارة عن كل أجراءات إدارة ترامب على عكس وعودها الإنتخابية وإطلاق العنان لسياسات العنصرية الصهيونية في الإستيطان والتطهير العرقي وإستمرار الإدارة الأميريكية الجديدة في لعب دور الحماية لهدا الكيان العنصري. ذلك ما أفضى إلى وقوع هذه الحرب وإرتكاب المزيد من المجازر في مخالفة صريحة للقانون الدولي الإنساني ومن الخطورة بمكان إستمرار إستفرادها بالمشهد الفلسطيني بإسم الرباعية الدولية وعليه من المرفوض تماماً تغطيتها بما يسمى الرباعية العربية لإرساء قواعد اللعبة التي تؤمن سيطرة وتحكم بالمركب الأميركي-الصهيوني بشعبنا الفلسطيني.
– سادساً : علينا أن نراهن على أمتنا وعلى قوى المقاومة في بلادنا خاصةً في ظل مخاض عالم متحول نحو منظومة دولية جديدة متعددة الأقطاب فالإمبريالية الأميريكية لم تعد قدراً وفق الأرقام والوقائع فالصمود وإدامة الإشتباك بات رهاناً إستراتيجياً فلسطينياً بكل مافي الكلمة من معنى.
– الخلود للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للأسرى والمجد لفلسطين .