#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
الأحداث في المنطقة تتسارع والتحول النوعي للفلسطينيفي مواجهة العدو الصهيوني يفرض نفسه قوة رادعة , فلاقبة حديدية تجدي , ولا حلفاء جاهزون لنصرته , وقد تعرى الكيان الصهيوني ليكشف عن زيف ديمقراطيت , ةالحرية الكاذبة والعالم اليوم يشهد تحولات في نظرته لهذا الكيان الغاصب , وفلسطين اليوم تنتفض , وشعبها نارا وبركان ولهيبا يقول كلمته , ومهرولون وراء التطبيع يركعون خانعين, وخونة وغادرون مأجورون , ورجال مقاومون , وانتصار يصنعه محور المقاومة اليوم , والمؤامرات تحاك في الظل يقودها العملاء والمخابراتوأقطاب دولية وعرابون للاستسلام خانعون , في وقت الحدث يعصف في ذاكرتنا اليوم لنذهب الى تاريخ المقاومة الفلسطينية وأعمالها البطولية , ومن أرشيف المقاومة الفلسطينية عمليات تعددت لكن أميزها على كل الأصعدة كانت عملية الجليل البطولية , والمناضل أبو نورس ناصر تكلم الكثير والمفيد والمطلوب لانطلاق الانتفاضة الحقيقية لتكون جماهيرية شعبية فلسطينية , فهي الخيار الوحيد اليوم .
لذلك وحتى لا ننسى تاريخ بطولات المقاومة الفلسطينيةالمفصلية , نعود بالتاريخ الى 20 أيار عام 1985 يوم تجسيد الانتصار للمقاومة, وكيف تم تركيع العدو الصهيوني عامين وأكثر ومن خلال الوساطة والمساومة التي عمل من خلالها وعليها , ومن خلال وسطاء متعددين ومن خلال منظمة الصليب الحمر الدولي , وسفير النمسا انذاك ” هيربيرت أموري مبعوث السيد كرايسكي المستشار السابق للنمسا “, وقيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة والعدو الصهيوني .
إن عملية الجليل ليست سوى واحدة من المعارك التي تخوضها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة باتجاه بوصلة تحرير الوطن المحتل فلسطين , فعندما يوقع “شموئيل قمير او عالوس بارون ” على صك تحرير الاسرى وهم صاغرون , فان المسافة امام الفلسطين الحر لاستعادة الوطن لم تعد امامه شاسعة او مستحيلة , وحين يتم التقايض على ثلاث افراد من افراد العدو الاسرائيلي (الاسرى الثلاث انذاك) ” يوسف غروف – وحارعماشاي – ونسيم شيلمو “الذين كانو في قبضة الجبهة الشعبية القيادة العامةمقابل اطلاق سراح ماتعداده 1150 من المناضلين الاسرى في سجون العدو الصهيوني , والذين حاول العدوالصهيوني اثناء المفاوضات جهده لرفض اطلاق سراح بعض الرموز من المناضلين الفلسطينيين واخرين غيرهم , والذين حكموا احكاما عالية المدد للغاية , حاصة والاسرى كانوا من عموم الفصائل الفلسطينية … لكن موقف الجبهة الشعبية القيادة العامة كان واضحا نتيجة اصرار الجبهة وقيادتها على التمسك بشروطها بحذافيرها كاملة غير منقوصة .
لقد كانت اتفاقية المناضل الحر أحمد جبريل صفقة لتبادل الاسرى جرت يوم 21 أيار مايو من عام 1985 بين الحكومة الإسرائيلية برئاسة شمعون بيريز والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة , وكجزء من الاتفاق، أطلقت إسرائيل سراح 1150 سجينا أمنيا احتجزوا في السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق سراح ثلاثة سجناء إسرائيليين هم ” (يوسف غروف، نسيم سالم، هيزي شاي) ” , وهم الذين قبض عليهم أثناء حرب لبنان الأولى , وكان هذا أحد العديد من اتفاقات تبادل الأسرى التي تم تنفيذها بين إسرائيل والجماعات التي صنفتها على أنها منظمات إرهابية في ذلك الوقت , ومن بين السجناء الذين أطلق سراحهم من قبل إسرائيل هو “كوزو أوكاموتو ” – أحد منفذي عملية مطار اللد في مايو 1972، الذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة، والشيخ أحمد ياسين، زعيم جماعة الإخوان المسلمين في غزة، الذي حكم عليه بالسجن لمدة 13 عاما في عام 1983، والذي أصبح فيما بعد الزعيم الروحي لحماس , وكان السجين الاخر المفرج عنه هو علي جدة الذي قضى 17 عاما في زرع قنبلة بالقرب من مستشفى بالقدس في عام 1968 أدى إلى اصابة تسعة إسرائيليين.
لقد واجهت الحكومة الإسرائيلية انتقادات عامة قاسية لموافقتها على اطلاق سراح الـ1150 سجينا امنيا، من بينهم الذين حكم عليهم بالسجن مدى الحياة ومسؤولون عن قتل العديد من الإسرائيليين، وخاصة ان هذا التبادل لم يشمل الإسرائيليين الثلاثة الذين تم القبض عليهم في معركة السلطان يعقوب في عام 1982 , وقد استقال حينها أحد المفاوضين الإسرائيليين احتجاجا على الاتفاق , وقد أيد كل وزراء الحكومة، باستثناء إسحاق نافون الاتفاق .
المقاومة اليوم في نهجها الجديد قد أصبح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين الذين تم الإفراج عنهم في هذا الاتفاق فيما بعد , العمود الفقري لقيادة الانتفاضة الأولى، التي اندلعت بعد أقل من ثلاث سنوات من الاتفاق , ومهدة لانطلاق فصائل مقاومة جديدة , فقد أشير أن الاتفاق مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة استمر قرابة عام , وقد جاء اسم الاتفاقية كإشارة إلى الزعيم الفلسطيني , الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة , القائد المناضل المسلح الحر أحمد جبريل ” أبو جهاد “.
في 30 حزيران عام 1985، تم الإفراج عن 39 أجنبيا تم أسرهم على متن رحلة تي دبليو إيه رقم 847 من أثينا إلى روما، وتم اختطافهم إلى بيروت , في 1 حزيران 1985، حيث أعلنت إسرائيل أنها مستعدة لإطلاق سراح المعتقلين المقاومين الشيعة من سجونها ,وخلال الأسابيع التالية، أطلقت إسرائيل سراح أكثر من 700 سجين مقاوم شيعي، لكن إسرائيل نفت أن يكون الإفراج عن السجناء مرتبطًا بالاختطاف , في حزيران 1985، زعم 331 شيعيًا لبنانيًا أفرج عنهم من الاعتقال الإسرائيلي أن إطلاق سراحهم كان جزءًا من اتفاقية لتبادل السجناء، لكن الحكومة الإسرائيلية أنكرت رسميًا تلك الصلة . من جنيف .. فقد أقلعت ثلاث طائرات تحمل 879 محررا من سجون العدو الصهيوني بالاضافة لطاقم الحماية و قادتها وبعض الصحفيين ومراسلي وكالات الأنباء العربية و العالمية ووجودا فلسطينيا مميزا متوجهة الى ليبيا , حيث كان في استقبال الرفيق المجاهد المقاوم الكبيرالقائد الحر احمد جبريل الامين العام للجبه الشعبية القيادة العامة , والذي لم يغمض له جفن طيلة فترة المفاوضات هو متابع سيرها بتفاصيله والى جانبه قيادته المعنية ,عبر اصراره فرض الشروط القصرية على العدو الذي تعند في تنفيذ كل هذه المطالب حتى تم تنفيذها بكل دقة و ثقة عالية .
من انصار الى عتيليت الى النقطة الحدودية في القنيطرة تم تحرير 150 اسيرا , في نفس الوقت فقد كان في استقبالهم الرفيق القائد المناضل الدكتور طلال ناجي الامين العــام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلســطين القيادة العامة .. , وفي نفس الوقت ومن سجن عتيليت تم تحرير 121 اسير تم ايصالهم الى اهلهم وذويهم في الضفة بفلسطين .
هذا يدل على ان عملية الجليل البطولية لها مدلولات واضحة في النضال الوطني والقومي العربي عموماً ، فقد اثبتت هذه العملية أن العرب يستطيعون اذا امتلكوا الارادة الحاسمة والمصداقية في رؤيتهم الموحدة ان يفرضو على هذا العدو المغرور ان يقدم التنازلات وان يتراجع وان يدحروه من خلال ارادتهم الصلبة القوية المتماسكة , اما ان يتم التفريط والتنازل عن حقوقنا الوطنية والقومية , فان من شأن ذلك ان يزيد العدو غرورا و تمسك في مطامعه و عدوانه ضد الأمة العربية والشعب العربي الفلسطيني , فقد حان الوقت لتفهم دول الخليج وبعض الرؤساء العرب كل ذلك وعليهم ان يصحو من غفلتهم واى أين هم ذاهبون .
لقد كانت هذه العملية البطولية تاكيداً على استمرار النضال , وامتداد لتقاليد الثقافة النضالية للمقاومة الفلسطينية التي شاركت في رسم معالمها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة الى جانب فصائل منظمة التحرير الفلسطينية, والتي اكدتها خلال نضالها الطويل وحتى هذا اليوم , فمازالت هذه العملية تحدث اثر واسع في صفوف المجتمع الصهيوني وقلق لا يزال حتى اليوم يهز كيانه بشدة , وهي من اهم واحد الاسباب لقيام الانتفاضة في الوطن المحتل , ومن الجدير ذكره , ان العدو الصهيوني قد حاول جاهدا وبشتى الوسائل افشال هذه العملية في اواخر لحظاتها , والقائمون على قيادتها وانجازها لا يزالون في مطار جنيف و كلها باءت بالفشل لدقة التصرف و حسن القيادة الذي عملت من خلاله الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة , بحنكة وقيادة قيادتها , الممثلة بالأمين العام القائد المناضل الحر أحمد جبريل ومعاون القائد العام للجبهة الدكتور طلال ناجي , وكان الانتصار في تحقيق هذه الصفقة التي أزهلت العدو الصهيوني وأجبرته على الانصياع لمطالب المقاومة الفلسطينية وتنفيذها حرفيا .
ان عملية الجليل البطولية ليست إلا إمتداد لعملية النورس البطولية التي تمت عام 1979 ولن تكن الاخيرة , وانتفاضة البركان لشعب فلسسطين العظيم اليوم هي من سيتكلم , وليس خونة فلسطين عذراء العروبة التي يحاولون استباحتها , ولم يتعلموا ولن يتعلموا أبدا من التاريخ , أن فلسطين قدس الأقداس هي القرار والكلمة والموقف للعالم أجمع , فهي مهد الأديان والرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام .
– نحن باقوون على العهد حتى تحرير كامل فلسطين ..
– عشتم وعاشت سورية عربية حرة مستقلة .. سورية لن تركع ..
دمشق اليوم الخميس 20 أيار 20210.