” سيف القدس”.. مفاجآت المقاومة ومعادلاتها .. بقلم : محرز العلي ” الكاتب السياسي والخبير الاسنراتيجي “

#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية_محرز العلي

 

 

 

– بعد أن استطاعت المقاومة الفلسطينية أن تقصف تل أبيب ومحيطها بنحو 130 صاروخاً خلال يوم واحد، وكذلك مستوطنات أسدود وعسقلان والقرى المغتصبة في محيط غزة، وأن تجبر حكومة العدو على إغلاق المدارس وإيقاف رحلات الطيران إلى كل المطارات الإسرائيلية ولاسيما مطار بن غوريون، وأن تجعل ملايين المستوطنين يختبئون في الملاجئ خوفاً ورعباً ، وأن تثبت عجز منظومة القبة الحديدية في التصدي للصواريخ المنهمرة على المدن والمستوطنات الصهيونية ، وأن تكبح غرور المجرم بنيامين نتنياهو الذي أشعل فتيل الأزمة الحالية وصعَّد عدوان جيشه المحتل على قطاع غزة .

– سيدرك نتنياهو وزمرته المجرمة أن ثمن إجرامهم سيكون باهظاً جداً، وأن التفوق العسكري والقوة الإسرائيلية ستتآكلان أمام جبروت الشعب الفلسطيني المقاوم، حيث لا يمكن للكيان الصهيوني أن ينكر حالة الرعب التي تسود مجتمعه وقطعان مستوطنيه وأعضاء حكومته المتطرفة وكذلك في صفوف جيش الاحتلال رغم استخدامهم كل أنواع الأسلحة الثقيلة والمتطورة والمحرمة ضد المدنيين الآمنين في غزة.

– منذ عصر يوم الاثنين العاشر من الشهر الجاري وهو توقيت بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وبدء ردود فعل المقاومة الوطنية الفلسطينية على العدوان وحتى هذه الساعة وحكام كيان الاحتلال ومستوطنوه يعيشون حالة من التخبط والفزع جراء المفاجآت اليومية التي تظهرها المقاومة من ساعة إلى أخرى، وهو ما يؤكد جهل جيش الاحتلال واستخباراته بمدى تطور هذه المقاومة التي غيرت قواعد الاشتباك عبر الانتقال سريعاً من الحجر إلى البندقية وصولاً إلى الصواريخ بعيدة المدى التي تطال الأهداف الإسرائيلية على مساحة جغرافية فلسطين .

– والأكثر من ذلك استخدام الطائرات المسيرة الأمر الذي شكل هزيمة لحكومة نتنياهو على الصعيد الميداني حيث استخدمت المقاومة استراتيجية القصف بالقصف دفاعاً عن النفس ونقل المعركة إلى داخل الأراضي المحتلة عام 48 حيث الأهداف الإسرائيلية المهمة ، وعلى صعيد جبهته الداخلية التي باتت على قناعة تامة أن جيش الاحتلال لم يعد قادراً على حمايتها ولم يعد الدعم الأميركي ينفعها ولا تجديها مهرجانات التطبيع المجانية لفرض سياسة الأمر الواقع.

فما بعد عملية سيف القدس ليس كما قبلها، فكلما زادت وحشية نتنياهو وزاد من قصفه للمناطق السكنية في قطاع غزة وأدى ذلك إلى استشهاد المزيد من النساء والأطفال – وهي جرائم حرب موصوفة – كلما زادت وحدة الشعب الفلسطيني خلف قرار المقاومة وكلما زادت الرشقات الصاروخية التي أسفرت عن انقطاع الكيان الصهيوني عن العام الخارجي عبر إغلاق مجاله الجوي، وكذلك استهداف منشآته الاقتصادية من خطوط وقود ومعامل كيماويات وغيرها وهو ما تسبب خلال الأيام الماضية بانهيار عملته المحلية وخسائر اقتصادية كبيرة قدرت بمئات ملايين الدولارات ، كما أوضح ذلك إعلام العدو مؤكداً أن “إسرائيل” في حالة صدمة وهزيمة أمام المقاومة .

– ما أنجزه الشعب الفلسطيني الذي هب في الضفة والقطاع وفي الأراضي المحتلة عام 1948 وحتى في الشتات من خلال الوقفات التضامنية للدفاع عن حي الشيخ جراح والمسجد الأقصى وحقوق الفلسطينيين شكل بداية لمرحلة جديدة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عنوانها ازدياد قوة المقاومة مقابل تآكل قوة الكيان الصهيوني حيث لم يعد باستطاعة كيان الاحتلال بعد هزائمه أن يزعم بأن جيشه لا يقهر، والعالم لاحظ الرعب الذي يعيشه جنود الاحتلال خلال سماعهم لأصوات صواريخ المقاومة ورفض عدد منهم الذهاب إلى محيط قطاع غزة ، والأكثر من هذا أن ترسانتهم النووية ستكون وبالاً على المستوطنين أكثر من كونها مصدر قوة ، وإضافة إلى ذلك عدم قدرة جيش الاحتلال على خوض حرب برية لأن القطاع سيكون مقبرة لجنوده وآلياته ، حيث ثمة تحضيرات من جانب المقاومة لمثل هذه الحرب وقد أعدت لها مفاجآت لن تكون بأقل أهمية من مفاجآت الصواريخ والطائرات المسيرة ، التي برهنت على فشل القبة الحديدية في تأدية مهمتها المزعومة ، وهذا ما يبشر بنصر قريب للشعب الفلسطيني واقترابه أكثر من استرجاع حقوقه المسلوبة التي توهم العدو أنها يمكن أن تسقط بالتقادم .