#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية_رئيس القسم العبري_كرم فواز الجباعي
– كان يوم العاشر من أيار/ مايو 2021 يوماً مفصليآ في تاريخ الصراع الصهيوني ، إذ أنه لأول مرة في تاريخ هذا الصراع توجه المقاومة إنذاراً للعدو بسحب جنوده حتى الساعة السادسة وإلا عليه أن ينتظر العقاب .
– ولإنه عدو متغطرس وغبي فلم يمتثل، وواقع الحال لم يكن منتظراً منه أن يمتثل ويفقد هيبة الجيش الذي لا يقهر بعد أن كان يراهن على أن صورته الذهنية في عقول العرب قد أعيد ترميمها بعد هزيمته المذلة في العام 2006 وتكشف معركة سيف القدس عن تحول استراتيجي في علاقات القوة بين إسرائيل من جهة، وغزة ومعها محور المقاومة في المنطقة من جهة أخرى الأمر الذي سيجعل لنتائجها تداعيات استراتيجية محلياً وإقليمياً ودولياً وسيكون بعد سيف القدس غير ما قبله .
– يومياً تعتدي إسرائيل على الشعب الفلسطيني لا سيما في مدينة القدس وعلى بواباتها وضواحيها وأقصاها وقيامتها، علاوة على منعها أي إسرائيل الفلسطينيين من إجراء إنتخاباتهم العامة في عاصمة دولتهم الموعودة مما دفع الفلسطينيين إلى تعليق إجراء هذه الإنتخابات، هو المحرك الرئيس لما يجري من اشتباكات ومواجهات شعبية سواء، على طول وعرض المدن والقرى داخل الخط الأخضر والضفة الغربية وسيسجل التاريخ ان سيف القدس هي ام المعارك إلا أن الغاية غير المعلنة للأخيرة تدور حول من يحدد قواعد اللعبة في علاقات القوة بين أطراف المعركة .
– قواعد الاشتباك اللعبة :
– نعم من سيحدد قواعد اللعبة في المنطقة هل هي إسرائيل والمحور الذي أنشأته ومعها الولايات المتحدة الأمريكية في عهد إدارة الرئيس ترامب السابقة ..؟
– أم محور المقاومة بما في ذلك الفلسطينيين حتى وإن لم يكملوا مسيرة توحدهم وإنهاء انقسامهم وهذا بالضبط ما يميز هذه المعركة عما سبقها من معارك سواء من حيث توقيت اندلاعها والسياق الاستراتيجي والسياسي الذي يحيط بها، أم من حيث إحداثياتها ككثافة النيران وآليات القتال وقواعد الاشتباك ونوع السلاح وكذلك أهداف كل طرف من أطرافها سواء المعلنة منها، أم غير المعلنة، بما في ذلك مدتها الزمنية والخطاب الإعلامي المرافق لها، وفوق ذلك كله كيف سيبدو الفلسطينيين والإسرائيليين ومعهم القوى الفاعلة في الإقليم في اليوم التالي لوقف القتال ..؟
– نظرية الأمن الصهيوني في مهب صواريخ المقاومة :
– من مقومات نظرية الأمن لديهم ، كما جاء في التقرير الاستراتيجي العسكري الاسرائيلي :
– أولآ : التعامل في الحرب مع الجبهات العربية على أنها جبهة واحدة، ينبغي أن يكون الكيان أقوى من إمكانات جيوش الوطن العربي مجتمعة، هذا إذا أجتمعت، وأن يقوم الكيان بفرض السلام عليهم حين ينتصر بمفاوضات مع كل طرف على حدة.
– ثانياً : من عناصر نظريتهم هو مبدأ الحرب الخاطفة السريعة، فالكيان لا يحتمل نظرآ لظروف بنيوية خوض حرب طويلة المدى، فالكيان عبارة عن ثكنة عسكرية، وتعبئة الإحتياطي هو تنقيص من قوة العمل بالمصانع والمزارع لذا يتجنب دائمآ إطالة أمد المعارك، وهذا ما حملهم على الصراخ من حرب الاستنزاف 1967-1970 مع مصر، وهذا ما جربوه أيضآ من تجربة إحتلال جنوب لبنان ثم الفرار منه، وكذلك فرارهم من غزة في العام 2005.
– ثالثاً : من عناصر نظرية الأمن هو نقل المعركة الى أرض الخصم (الدول العربية) ومحاول صنع منطقة عازلة بين حدود الكيان وبين العدو، حتى يجنب الجبهة الداخلية مخاطر القصف.
– رابعاً : هو إعتبار أن كل معركة هي المعركة الأخيرة، إذ ليس أمامهم سوى الانتصار وإلا فالهزيمة تعني إنتهاء المشروع بأكمله معتمداً في ذلك على القوى الصانعة للكيان وهي هنا القوى الاستعمارية أو الناهب الدولي الذي صنع الكيان ليقوم بدور الكيان الوظيفي لتحقيق أهدافه .
– إذاً يجب أن نعلم ونستخلص من هذا السرد الموجز السابق ذكره نفهم أن الكيان هو مجرد قاعدة متقدمة للغرب الإستعماري، زرع بشكل جيد شرق مصر بناء علي تصورات تلمودية إسطورية براقة ، لعزل مصر عن مجالها الحيوي وأمنها القومي الموجود في المشرق العربي ، ولضرب مصر إذا ما حاولت أن تنهض من جديد .
– وكما نعلم أن مؤسس الكيان دايفيد بن غوريون قال واصفآ الدور الوظيفي للكيان بقوله : ” نحن عاهرة الموانئ نبيع أجسادنا لمن يدفع ” ، وكذلك قوله ” نحن مجرد حاملة طائرات غربية في هذه المنطقة وهي الأضخم في العالم “ .
– فالوطن العربي الذي يضم الثروات والموقع الجغرافي والقدرة على تحقيق التكامل الإقتصادي الذي يجعله إذا ما أراد أن يكون قوة عالمية عظمة بموارده الطبيعية والبشرية تحت قيادة مصر. وبطبيعة الحال هذا خط أحمر للإستعمار العالمي الذي يريد إجهاض أي إحتمال لتنسيق عربي بقيادة مصر، فهذه سوق كبيرة، ومناطق عمالة رخيصة، وهي كذلك مصدر من مصادر المواد الخام .
– ولابد من أن نشير إلى 5 ظواهر للمقاومة الشريفة :
– الظاهرة الأولى : هي بروز حركة حزب الله والمقاومة اللبنانية بقيادة السيد حسن نصر الله وأركان حربه الذين إجترحوا معجزة بتحرير جنوب لبنان في العام 2000 بالمقاومة بدون إعتراف بالعدو وبدون إبرام إتفاق سلام وبدون الإذعان بقبول إستلام جنوب لبنان منزوع السيادة والسلاح. ولم يكتف المقاومون بهذا النصر العظيم ، بل صمموا على إسترداد الأسرى لدي العدو من لبنانيين وعرب ، وكان إنتصار تموز/ يوليو 2006 وإسترداد الأسرى ورفات الشهداء أيضآ بعد معركة مرًغ فيها المقاتل العربي أنف الغطرسة الصهيونية وأذل جنوده وقادته.
– الظاهرة الثانية : الظاهرة النبيلة الدعم من إيران وسوريا لمحور المقاومة ، وأمدد المقاومة الفلسطينية بما تحتاجه من سلاح، ومن تدريب، ونقل خبرات، بل ودعم لوجستي ومعلوماتي ومخابراتي مكًن المقاومين في الجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي وحماس من الصمود في مناسبات ثلاث ضد عدوان العدو الصهيوني أعوام 2009 ـ 2012 ـ 2014.
– الظاهرة الثالثة : والتي تم الحديث عنها زيارات المجاهد الشهيد قاسم سليماني الى غزة وتقديم كل انواع الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي
– الظاهرة الرابعة : والتي باتت في مهب الريح باعتراف قادة العدو والتي تم العمل على قدم وساق خلال إدارة دونالد ترامب للتحضير لـ”صفقة القرن” ومشروع “نيوم” وتم الإعلان عن (يهودية الدولة) والتطبيع مع عدد من الدول العربية، وظن الكيان أن قيادته للأقليم قد حان وقته وآوانه .
– لقد فوجئ العالم في الأيام القليلة الماضية بتلك المحاولة الدنيئة للعدو للإستيلاء على حي الشيخ جراح في القدس تميهيدآ للسيطرة على المسجد الأقصى ومن ثم هدمه وبناء ما يسمى هيكل سليمان مكانه. يعلم قادة الكيان بينهم وبين أنفسهم، وربما هذا ما صرح به بنيامين نتنياهو في لحظة صراحة نادرة أنه ليس متأكداً أن الكيان قد يكون قادراً على الإحتفال بمئوية “إنشاء الدولة”.
– الظاهرة الخامسة : فوجىء العدو بهذه الروح العالية للمقدسيين في الذود عن مقدساتهم وبيوتهم ووطنهم بصدورهم العارية وتعاطف الملايين معهم. وسقوط شعار الصهيونية الكبار يموتون والصغار ينسون
– وبالفعل سقطت أركان نظرية الأمن القومي الصهيوني بوصول الصواريخ الدقيقة للداخل في فلسطين المحتلة لتنشر الرعب والذعر والحرائق والدمار والهزيمة النفسية قبل أي شيء آخر.
– لقد حاول العدو عبثاً أن يرد بغارات قد تردع المقاومة وترمم صورته الذهنية المتضررة والمهترئة، وإذا به يتحول إلي أضحوكة في نظر “مواطنيه” (أو قل المغتصبين) وفي نظر الشعوب العربية وفي نظر سيدهم الناهب الدولي. هذا يوم من أيام الله ونحن نرى على الشاشات مدن الداخل المحتل وعاصمتهم تل ابيب وهي تحترق وتدك.