الأطباق الإعلامية الفاسدة .. وعشاء السلام “السري” .. بقلم : الكاتبة والإعلامية ” عزة شتيوي “

#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية

 

 

– تقول الحكمة : لا تأكل كل طبق تقدمه وسائل الإعلام .. فكيف إذا كانت الوجبة الاعلامية تتضمن دعوة (حاخام) إسرائيلي لسورية .
– أي عقل يستطيع هضم هذا الكلام المفبرك وخاصة في الظرف السياسي والميداني الذي يزخم بالعدوان الإسرائيلي وجرائمه على سورية ..؟ ، وبالموقف المقاوم والثابت لدمشق التي لم تقبل يوماً الجلوس إلى مفاوضات إلا معلنة وتحت الأضواء العالية لعملية سلام عادل وشامل تستعيد فيه سورية أرضها المحتلة .. وإلا لماذا تدفع ثمن مقاومتها حتى اللحظة عداء غربياً وحصاراً وحروباً إرهابية عليها ..؟!
– الأكثر من ذلك أن التاريخ حافل بالحروب التي لقنت فيها سورية دروساً عسكرية لكيان الاحتلال وخاصة في حرب تشرين التحريرية ، والنتائج علنية يذكرها كيان الاحتلال في كل تطبيع يوقعه مع دول في المنطقة ، بأن الجيش العربي السوري الذي هزم الاحتلال في القنيطرة لن تساوم قيادته السياسة على الجولان بسلام مجاني ولن تدخل عشاءً سرياً للمفاوضات .
– فما جرى من هذه المفاوضات في تسعينات القرن الماضي كانت تحت عنوان استعادة كامل الأراضي العربية السورية المحتلة في الجولان ورفض التنازل عن قطرة ماء في طبريا مقابل السلام الذي عجزت عنه إسرائيل سابقاً وتعجز حتى اللحظة لم تخفِ دمشق أي حقيقة سابقة .
– فما بالكم إذ هي اليوم دمشق عاصمة محور المقاومة من سورية إلى العراق ولبنان وفلسطين وإيران فهل تقبل بمفاوضات تعلن على برنامج حواري أو ثرثرات هدفها صناعة الإشاعة وجباية نسب المشاهدة العالية والنجومية الإعلامية فوق بحر من أكاذيب .
– كان موقف سورية ولا يزال وسيبقى علنياً وشفافاً في كل ما يتعلق بالعدو الإسرائيلي ويتعلق بالخطوات السياسية التي تعلنها دمشق على الملأ ودون حرج أو مواربة ، كتلك الدول التي طالما ربطتها علاقات سرية مفضوحة مع إسرائيل .. لكنه إعلام التطبيل بالإشاعات ربما يرسل بالونات الاختبار لفحص حرارة الجو السياسي والذهاب إلى فرضيات وأخبار لملء ساعات الهواء بما يخلط الأوراق .
– ويخدم الطرف الإسرائيلي، أما الأخبار التي جاءت صراحة على لسان مسؤولي بعض الدول الخليجية حول سورية.. فلم تلق أذناً مصغية عند بعض وسائل الإعلام، وخاصة أن هذه التصريحات تشي بتحولات كبرى في المشهد السياسي للمنطقة، وتثبت فشل المحاولات الأميركية وعدوانها على سورية، وتضع الجميع أمام حقيقة واحدة فقط هي انتصار سورية العسكري والسياسي والرغبة العربية بالعودة إليها من بوابة الوساطة الروسية ، حين فشلت واشنطن ولن تستطيع أن تتقدم أكثر بعدوانها .
– لم تسلط الأضواء الإعلامية كثيراً على التطورات ، فالأطباق الإعلامية الحالية مسبقة التحضير، ولا يوجد في قوائم الخيارات لبعض المحطات طبق صحي للحقيقة في هذا الفضاء الإعلامي المسموم .