#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– لا يخفى على أحد كيفية وصول بني سعود إلى الحكم و سيطرتهم على جزيرة العرب وتأسيسهم دولتهم باسم عائلتهم عام 1936م ، و طول تلك الفترة وهم مختبئون بعباءة الإسلام ، يدّعون حماية المسلمين و خدمة البيت الحرام لكن في الواقع كانوا طيلة فترة حكمهم خدم للصهيونية و حلفائها .
– بدأ التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني بعد حرب تشرين التحريرية 1973 وتوقيع كامب ديفيد، فتهافت العرب للتطبيع السياسي مع الصهاينة بشكل علني تحت ذريعة تحقيق السلام والأمن في المنطقة العربية متناسين أرض فلسطين التي بيعت لليهود بعد خسارة العرب في حرب 1948 .
– حيث وجدت الصهيونية في التطبيع طريقة بسيطة للتخلص من إشعال الحروب التي كلفتها خسائر فادحة في الأموال والعتاد ؛ فالتطبيع طريقة حديثة وعصرية تشبه الغزو الثقافي الذي لا يُكبد العدو خسائر مادية مطلقاً، ولا يكلفها خسارة رصاصة واحدة لا سيما بعد رفضهم التعاون مع العرب ، فهو غاية عظمى يسعى إليها المحتل من أجل زيادة التغلغل الصهيوني في المنطقة العربية ، و تمييع الصراع العربي – الصهيوني ، وتغيير قناعات الأجيال القادمة بتزوير التاريخ العربي والروايات الفلسطينية بضخ السرديات الإسرائيلية في سبيل تغيير العقيدة وغسل العقول وتدمير الثقافة العربية و تفتيت شخصية الأمة العربية وكيانها وصولاً إلى الإنهيار القومي ، وخلق جيل جاهل فارغ لا يملك هوية ويشعر بالخجل من تراثه وتاريخه المزور بعدما نسيّ تاريخه العربي العريق .
– هذا ما أرداته الصهيونية حسبما أفاد الصهيوني “ ابن غوريون “ في قوله : ” الكبار يموتون والصغار ينسون” ، فينشأ جيل جديد ينسى القضية الفلسطينية و ينسى حق العودة و حضاراته الموغلة في القدم وتاريخه المشرف .
– بالعودة إلى بداية حكم بني سعود الأسرة التي حظيت بتمجيد من سائر العرب والمسلمين ” ليس لنسبهم الشريف “ بل للمنزلة التي نالوها من قداسة الحرمين و رفاة الرسول الأعظم ( ص ) .
– حيث وصل إلى الحكم محمد بن سلمان عام 2017 معلناً تحول مملكته من الإسلام المتشدد إلى الانحلال من خلال فتح المراقص وحفلات الغناء والمجون والترويج للخمر بذريعة الإنفتاح ، فعارضه العديد من أفراد عائلته ، فقام بالتخلص منهم الواحد تلو الآخر من خلال الإستيلاء على أموال البعض و زج البعض الآخر في السجون بتهمة الخيانة أو التدبير لإنقلاب كضربة استباقية للإنفراد بالحكم .
– لذا أصفهم ببيت العنكبوت ” أوهن البيوت “ لضعف التماسك الأُسري بين أفراده ، وسيطر ابن سلمان على ثروات البلاد و احتكر لعائلته المناصب الحكومية و زادت ممارساته التعسفية حد الإجرام .. فما قتل الخاشقجي إلا مثالاً حيّاً على الجرائم التي ارتكبت في عهده ، هذا ما ظهر منها وما خفي كان أعظم ..! فلا نعلم كم من خاشقجي يُقتل يومياً في سجون السعودية !! .
– ومع ولاية بن سلمان خرج النظام السياسي السعودي من حالة الولاء السري للصهيونية إلى الولاء العلني يلبون دعوة الصهاينة في قتل العرب والمسلمين ، والقبول بتدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين ، ومحاولة بث الطائفية في لبنان و سوريا والأردن والعراق ومصر ، وتغذيتها بالمال وإشعال الحروب وتمويلها بكل وقاحة خدمةً للصهيونية .
– فلا يخفى على أحد دور السعودية في إشعال حرب في سوريا راح ضحيتها آلاف الأبرياء وسالت دماؤهم الطاهرة على أرض الشام التي يقصفها الكيان الصهيوني كل تارةٍ باعتبارها محور المقاومة بعد فشل مساعي النظام السعودي في تدمير حضارة سوريا و وجودها السياسي الذي يشكل عائقاً بوجه المحتل الغاصب، وكان آخر حروبها أيضاً شن حرب شعواء على اليمن بعد سنوات من القتل والتدمير أضحت اليمن في كارثة إنسانية، مدمرة تعاني الفقر والجوع في سبيل القضاء على حضارتها العريقة و إزاحتها من وجه الصهيونية ، ليبارك نظام بني سعود بعدها لأميركا بصفقة القرن و دفع الأموال لها كل حين وآخر حتى أصبح بني سعود جباة أموال المسلمين التي يجمعونها ليقدمونها لأميركا .
– تطور التطبيع السعودي :
– بعد إعلان النظام السعودي أن العدو في المنطقة العربية ليس الكيان الصهيوني وإنما إيران ، وأن عدائها معها يبرر هذا التعاون مع الصهاينة لكن الهدف الحقيقي هو تشتيت شمل الأمة العربية وتجزئتها إلى شيع و مذاهب متناحرة لتحويل دفة المقاومة العربية من الصهيونية ، إلى إيران وأتباعها في المنطقة العربية ؛ مما سيؤدي مستقبلاً إلى فرز حقائق جديدة و ولادة شرق أوسط جديد بمباركة سعودية _ صهيونية وبدعم أميركي ، صاحب ذلك تطبيع في كافة المجالات كان التطبيع الفني أكثرها خطورة لما له نتائج من تدمير الحضارة العربية و تزوير التاريخ العربي بإدعاء أن شعب إسرائيل الذي ذُكر في القرآن هم ذاتهم الكيان الصهيوني المتواجد في فلسطين العربية، وأنهم شعب مضطهد .. وشعب حضاري ومسالم ، فما يُعرض على شاشاتنا العربية من دراما سعودية ما هي إلا سهام تصيب عقول الشباب السعودي والشباب العربي لقلب الحقائق أولاً ، و لقياس مدى رضا الشعب السعودي بالتطبيع و محاولة التمهيد له من خلال عرض مشاهد درامية عن أن الفلسطينيين هم من باعوا أرضهم و تنكروا لكل دعم عربي ، وأن القضية الفلسطينية ليست قضية سعودية بل قضية فلسطينية .
– لذا جديرٌ أن أقول لهم : أن قضية فلسطين هي قضية كل مسلم ، قبل أن تكون قضية كل عربي وكل فلسطيني ، وهي قضية للرجال فقط ، فمن لم يجد نفسه رجلاً فليتنحى جانباً ففي فلسطين نساء عربيات مقاومات بقوة ألف رجل ” فما بالكم برجالها “ ، و من سلَ سيف البغى سيقتل به يوماً .
– فطوبى لأهل فلسطين والشام بالبشرى التي خصهم بها رسولنا الكريم ( ص ) حين قال : لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر ربهم وهم كذلك .
– فقالوا : يا رسول الله ومن هم ..؟
– قال : في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس .
– ختاماً : في مقالتي هذه ، لا أتحدث عن عموم الشعب السعودي ، لأنني أعرف أنه اُبتلى بحكم بني سعود فغالبية المعارضين لسياستهم يقبعون في ظلام السجون .