«النظام السوري يتعامل بعنجهية» .. «علينا الانتقام من الأسد» .. «الأسد ربح الحرب .. لن ندعه يربح السلم» .. بقلم : الدكتور أكرم الشلي 

#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية_الدكتور أكرم الشلي_الكاتب والخبير الاستراتيجي

 

 

– كان على سوريا أن لا تقاتل ..

– أن تخضع للهزيمة من دون مواجهة ..

– أن تسمح للإرهابيين بالسيطرة على أقدم عاصمة في التاريخ ..

– وأن تقوم إسرائيل الكبرى على أرضها ..

– أما أن تقاتل وتصمد وتنتصر، فيعني أن تدفع الثمن حصاراً وتجويعاً ..

– «النظام السوري يتعامل بعنجهية» .. «الأسد ربح الحرب .. لن ندعه يربح السلم» .. «علينا الانتقام من الأسد» .. بهذه التعابير، يختصر دبلوماسيون أميركيون وأوروبيون معنيون بالملفّ السوري ، على رأسهم مبعوث الرئيس دونالد ترامب إلى سوريا السفير جيمس جيفري، سياسة بلدانهم ضد سوريا، في معرض تبريرهم لتصاعد حدّة العقوبات ضد الشعب السوري ..

 

هي العقلية ذاتها التي يتعامل بها الأميركيون وأتباعهم الأوروبيون، منذ منتصف القرن الماضي، مع الدول التي لا تخضع لسياساتهم في العالم، فلا تفتح بلدانها اقتصاداتها للنهم الأميركي ولا تسلّم ثرواتها للشركات الكبرى. في حالة الشرق، يضاف أمن إسرائيل واستقرارها إلى لائحة الشروط الأميركية ..

ولم يكن قانون «قيصر»، الذي صادق عليه الكونغرس الأميركي في كانون الثاني الماضي ، سوى واحد من حزمة إجراءات «قانونية» و «عمليّة» ظالمة ، اتخذتها واشنطن لإسقاط سوريا اقتصادياً، بعد فشل إسقاطها عسكرياً، في ما يسمّيه أكثر من مسؤول سوري بــ «المرحلة الثانية من الحرب» .. و«قيصر» ..

أيضاً جزء من الاستراتيجية الأميركية الجديدة ، الهادفة إلى إخضاع محور المقاومة .. وتعتمد تلك الاستراتيجية على تكثيف العقوبات لتطال – عدا عن الكيانات والشركات والأفراد الذين يرتبطون بالمؤسسات الإيرانية والسورية وحزب الله مباشرة – كل من يتعاون مع الدولتين السورية والإيرانية أو من يؤمّن موارد تساهم في الاستقرار الاقتصادي في الدولتين، بما يردع حتى الشركات الروسية والصينية عن التعاون مع دمشق وطهران ، مع توسيع هامش العقوبات في لبنان لكن ضمن ضوابط ..

والبارز في الاستراتيجية الجديدة، هو تقصير المهل الزمنية الفاصلة بين كلّ حزمة وحزمة جديدة ، بعد أن تبيّن للأميركيين قدرة أطراف محور المقاومة، لا سيّما الكيانات الرسمية والعسكرية الرديفة ، على تجاوز العقوبات في فترات قصيرة ..

ويتوقّع مراقبون لمسار ملف العقوبات ، بالتزامن مع إصدار الحزمة الجديدة ضد إيران في أيار المقبل ، صدور حزمة جديدة تستهدف سوريا ، تشمل قطاعات حياتية جديدة تؤثر على الشعب السوري ..

كذلك أكّدت مصادر إعلامية اطلعت على مداولات تدور في الكونغرس الأميركي .. أن عدداً من النّواب سيتقدمون قريباً بقانون عقوبات جديد تحت مسمّى «Anti- Assad Assistance» .