#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– ما فعله منظمو احتفالية افتتاح أولمبياد باريس, يبدو وكأنه فعل هزيمة ودفن للحقائق التاريخية والإيمانية والحضارية الثقافية , وإطلاق النسخة التي إعتمدها من يقفون وراء الستار لتدمير العالم وتحويل البشر من مؤمنين وخيرين ومسالمين , إلى أشرار فوضويين مهووسين مضللين ساعين إلى تزيين الطريق نحو جهنم .
لطالما انتظر عشاق الرياضية لحظة إنطلاق النسخة الجديدة للألعاب الأولمبية هذا العام في العاصمة الفرنسية , وانتظروا حفل الإفتتاح على ضفاف نهر السين , على الرغم من بعض الأحداث الأمنية التخريبية التي جرت قبل ساعات من الموعد المحدد لبدء الإحتفالية , سارت الأمور كما يجب وسط إجراءات أمنية كبيرة , استطاعت الأجهزة الفرنسية المختلفة استعادة الهدوء والحماس في ليلةٍ باريسية تاريخية واعدة بمشاهد ولوحات وعروض تكرس انتصاراً الرياضة وروح المنافسة والسلام والتاّخي، لكن الحدث الصادم والفضيحة الكبرى لم تقتصرعلى البداية ورفع العلم الأولمبي المقلوب, وبحمل المتحولين جنسياً للشعلة الأولمبية.
تجمهر حوالي 300 ألف متابع على ضفتي نهر السين , وعلى الشرفات المطلة , في وقتٍ لم يكن أحد يتوقع أن يقدم الحفل مشهداً صادماً تبنى السخرية من لوحة ” العشاء الأخير” لليوناردو دا فينشي ، جسّدها عدد من الفنانين والمؤدين المعروفين بأدائهم الفاضح وبأسلوبهم الاستفزازي , وبأزيائهم الموحشة الغريبة, وبتلك والأقنعة والعروض الرخيصة.
فيما بقي جوهر المشهد تلك المقارنة مع لوحة العشاء الأخير التي ينظر إليها المسيحيون ليس على أنها مجرد لوحة فنية, بل كرمز مقدس يجلّه ملايين المسيحين وحتى المسلمين حول العالم ، والذي يعبر عن لحظات إيمانية رفيعة بالنسبة إلى الإيمان المسيحي.
ومن الواضح أن منظمي ألعاب باريس الأولمبية تعمدوا المساس بالقيم الثقافية والمشاعر الدينية لملايين البشر, الأمر الذي عرّض حفل الإفتتاح إلى موجة من الإنتقادات والإتهامات بعدم احترام التاريخ والمشاعر الدينية.
لقد ركزت الإحتفالية على دلالات تُروج للمثلية الجنسية والهستريا والفوضى, وعلى مصطلحات كالإخوة والقوة والأمل والقدرة …إلخ, تم وضعها في شعلةٍ حملها شخص مجهول بلا وجه وكأنه مانح هذه “الهبات” , يسير في طرقات مخفية بقدرات خارقة , ليضعها في أيدي رياضين ناجحين معروفين للدلالة عليه وتشهد له !, ياله من عرضٍ يفضح تلك “العين التي ترى وتراقب كل شيء”.
ومن المؤكد بأنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها تسييس الألعاب الأولمبية وتوظيفها لخدمة قضايا وأهداف خبيثة , تصب كل جهودها وطاقاتها وقدراتها لنسف المعتقدات والقيم الإنسانية والثقافية , وتجدر الإشارة إلى أولمبياد لندن 2012 التي تعمدت إظهار رموز الأهرامات في لوحات أعمدة المصابيح في الملاعب , واستخدام ما يطلق عليها بـ ” الشخصيات المرحة ” بلون أجسادها الأزرق ( الملائكة المتدحرجة ) ووجوهها الخالية من أية ملامح وطبيعة بشرية , وإحتفاظها بعينٍ واحدة تملئ كامل مساحة الوجه , في أكبر تحدي لإلهنا العظيم القدوس الذي خلق الإنسان على صورته ومثاله , ياله من تشويهٍ متعمد لخليقة الله جل جلاله.
إن ما فعله منظمو احتفالية افتتاح أولمبياد باريس, يبدو وكأنه فعل هزيمة ودفن للحقائق التاريخية والإيمانية والحضارية الثقافية , وإطلاق النسخة التي إعتمدها من يقفون وراء الستار لتدمير العالم وتحويل البشر من مؤمنين وخيرين ومسالمين , إلى أشرار فوضويين مهووسين مضللين ساعين إلى تزيين الطريق نحو جهنم .
للأسف خيبت عروض الحفل الإفتتاحي اّمال المتابعين حول العالم , بعدما تفاوتت سرعة استيعابهم لأهداف تلك العروض الرخيصة , وسارع العديد نحو وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن استهجانهم واستيائهم , فيما أدار البعض ظهورهم للإحتفال , وانطلقوا نحو متابعة الفعاليات الرياضية التي يعشقون.
بغض النظر عن الميداليات التي قد يحصدها الرياضيين الفرنسيين , تبقى فرنسا والفرنسيين أكبر الخاسرين , بما يؤكد حقيقة أن ماكرون سرق الأولمبياد الفرنسية , وأرادها ” أولمبياد – ماكرون ” لتأكيد تبعيته وولائه لأسياد اللعبة الخفية , الذين منحوه فرصة التحول من صبي مصارف الروتشيلد إلى رئيس فرنسا “العظمى”.
يتوجب على ماكرون الإجابة حول التساؤل عن مصدر الأموال الضخمة التي صرفها لإنتاج هذا المشهد , في وقتٍ تعيش فيه فرنسا أدق وأصعب ظروفها الاقتصادية , والجوع والبطالة تضرب مجتمعها , وأكل الشتاء والبرد ما أكل من أجساد مواطنيها , نتيجة سياساته الخارجية , وانخراطه في عشرات الحروب والأصراعات , وخصوصاً الحرب الأمريكية – الأطلسية على روسيا , ويسأل البعض أيضاً .
– هل أموال الإحتفالية تعبر عن الحصة الفرنسية من الأموال الروسية المجمدة ( المسروقة ) في أوروبا بعدما تم السطو الغربي الجماعي عليها ..؟
– بقلم : المهندس ميشيل كلاغاصي الكاتب السياسي والخبير الاستراتيجي