#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– هي كلمات دمشق تضع نقاطها على حروف المرحلة ; فالإيجابية هي عنوان السياسة الدمشقية تجاه كل المبادرات حتى لو كانت من تركيا، وحتى لو فرضت على السوريين مصافحة دبلوماسية من عيار الحفاظ على العلاقة مع الجار .. كل ذلك وارد في القاموس السوري ، ولكن للكلمة وزن وإيقاع ومعنى يجب أن تقرأه أنقرة .. فلا يمكن أن تجلس دمشق إلى طاولة المصالحة فوق خرائط الاحتلال التركي في الشمال السوري .
– ومن غير المعقول أن نقول أهلاً بالطيب رجب أردوغان مجدداً في علاقاتنا السياسية الدولية وهو محتل وداعم للجماعات الإرهابية في إدلب .. فهو في هذه الحالة لا يشبه إلا “إسرائيل” لكن الفارق بينهما حتى اللحظة هو أن الكيان عدو واضح وتاريخي لا مجال حتى لتبادل التصريحات معه .
– أما أردوغان فهو يمثل دولة جارة وليس كياناً محتلاً ، ولا يجوز أن يورط أردوغان تركيا باحتلال الأراضي السورية، فهذا يزيد التوتر بين الدولتين ويشحن الأجواء على صعيد العلاقات الاستراتيجية بين البلدين .
– تركيا دولة ذات ثقل اقتصادي وموقع جيوسياسي ولا ننكر دورها السياسي في معادلات المنطقة والذي كادت أن تخسره لولا أنها غسلت وجهها السياسي واستفاقت من تنويم أميركا المغناطيسي لها على وسادة الناتو، واستخدامها كمدرب وراعٍ ومهرب للإرهابيين وتنفيذ مخططات الغرب .. استفاقت تركيا أخيراً على حريقها الاقتصادي ، ودخان ملف المهجرين ، ورعب الزلزال الانفصالي الذي يهدد به حزب العمال الكردستاني .. استفاقت من حلم أردوغان ولكن حتى اللحظة يبدو أن الرئيس أردوغان يقدم المبادرات تجاه دمشق لتحقيق إنجاز سياسي يدعم وجوده شخصياً في قصر الرئاسة التركية .
– لذلك تتمهل دمشق في قراءة المشهد لأنها تعلم أنه حتى المصالحة مع تركيا ليست مجانية ، بل يجب أن تحقق انسحاب الاحتلال التركي من الأراضي السورية وعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل أن توظف واشنطن تركيا كرأس حربة في الحرب على سورية .
– بقلم : عزة شتيوي ” الكاتبة والإعلامية والخبيرة الإستراتيجية “
– رئيسة المجموعة الإقليمية للإعلام الرقمي والشباب في الإتحاد الدولي للصحفيين .