#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– ليست الانتخابات الحزبية مسالة جديدة في حياة حزب البعث العربي الاشتراكي فهي متجذرة في نهجه الديمقراطي حتى قبل قيام ثورة الثامن من آذار عام 1963 وكانت الانتخابات تشمل كل المستويات من الفرقة وحتى القيادة القطرية والقومية وشكلت أحد اهم روافع الديمقراطية في الحزب واختبار قياداته المتسلسلة من مستوى قيادة فرقة وصولا للقياد القطرية والمركزية لاحقا” ولاشك أن الانتخابات الحزبية والاستئناس الحزبي على اي مستوى كان هو ضرورة وظاهرة صحية في حياة الحزب والوطن لأنه يوفر فرصة حقيقية للجهاز الحزبي كي يمارس حقه في اختيار قياداته وممثليه في المؤسسات الديمقراطية المنتخبة سواء كان ذلك على مستوى المنظمات والنقابات أو على صعيد المجالس التمثيلية وصولا” لمجلس الشعب المؤسسة الديمقراطية الاعلى التي يفترض ان تعكس حجوم القوى السياسية والمجتمعية في فائض قوة حقيقي .
– وفي مراجعة لمسار الديمقراطية الحزبية عبر آلياتها ومنعرجاتها لابد من الإشارة الى انها واجهت نجاحات واخفاقات وتعرضت لمزيد من النقد في اطار تقييم الناتج والمحصلة الانتخابية التي يرى الكثيرون أنها ليست بالمستوى المطلوب من حيث الكفاءة والقدرة على تحمل المسؤولية وتمثيل وتمثل سياسة الحزب الاجتماعية والاقتصادية وأنها لم تفرز الافضل والاكفأ وهذا يطرح السؤال حول المعيارية التي يتبعها الناخبون عند ممارستهم لخياراتهم وما هي المؤثرات التي تدفعهم لتلك الخيارات هل هي الكفاءة والخبرة والمقدرة القيادية ونظافة اليد والمواقف الوطنية والسمعة وغيرها من عناصر طالما تحدث عنها البعثيون وغيرهم كمعايير انتخابية مع انهم في غالبيتهم لم يلتزموا بها وتاثروا بالموروث الاجتماعي السلبي دون التطرق لأشكاله لما يشكله ذلك من حرج لمن يشير اليه بمسمياته ؟؟؟ بحكم المؤثرات غير الموضوعية التي تحكم سلوك وخيارات الكثير من الناخبين بفعل الروابط الاجتماعية والمحسوبيات والاستهدافات لبعض الرفيقات والرفاق ممن يجدون في انفسهم الكفاءة والتميز ويصبحون هدفا” للبعض ما يجعلهم خارج قائمة الفائزين وما يسببه ذلك لهم من اذية نفسية ويجعلهم يحجمون عن خوض العملية الانتخابية .
– إن جهازنا الحزبي بشكل عام ونتيجة لعوامل كثيرة ليس لديه تقبل لفكرة الرسوب في الانتخابات الحزبية وهذه مشكلة حقيقية او اشكالية يجب تجاوزها وضرورة تكريس ثقافة النجاح والرسوب في الانتخابات والمسألة الأخرى التي يجب التوقف عندها هي حالة المجاملات والوعود غير الصادقة التي يبديها الكثير من الرفاق المنتخبين للمترشحين ما يشجعهم على خوض الانتخابات ثم يتفاجؤون بالرسوب وعدم حصولهم على ولو نسبة معقولة من الاصوات التي وعدوا بها ما يجعلهم يتخذون مواقف سلبية مستقبلية من عملية الترشح والانتخاب فعدم شفافية الرفاق في تعاطيهم مع كتلة المترشحين والازدواجية في الوعود هي قضية سلبية وظاهرة تستوجب الوقوف عندها ومعالجتها وتجاوزها كثقافة سلبية لا تليق بجهاز حزبي يفترض به أن يكون شفافا” وواضحا” في خياراته ومواقفه الانتخابية .
– إن الحديث عن بعض سلبيات عملية الاستئناس الحزبي او الانتخاب لا يعني تجاوز ايجابياتها التي تفوق بشكل كبير تلك السلبيات التي يمكن تجاوزها مع استمرار وتكريس العملية الديمقراطية وتحصينها بالاشتراطات المتعلقة بالترشح وهذا دور قيادة الحزب وكذلك الحراك والحوار الذي يجب ان يسبق عملية الاستئناس ويمهد لها ويفرش لها الارضية والوعي المطلوبين فالتمهيد للعملية الديمقراطية من قبل القيادات والنخب الفكرية ووسائل الاعلام الحزبي والجماهيري عبر خطاب واضح ومحدد الملامح يساهم حتما” في تجويد المردود من خلال وحدة قياسه عبر تحليل الناتج .
– إن الحديث عملية ديمقراطية مثالية هو حديث بعيد عن الواقع وهذا ينطبق على كل الديمقراطيات في العالم فثمة خصوصيات لكل مجتمع وثقافة انتخابية تميزه عن غيره من حيث المؤثرات التي تحيط بالعملية الديمقراطية ولكن الوصول الى مستوى مقبول من الخيارات الصحيحة والمناسبة والمعقولة مسألة ممكنة من خلال حراك توعوي تقوده المؤسسات الحزبية القيادية والاعلام الحزبي واللجان المشرفة على العملية الانتخابية من الفها الى يائها وهذا يفترض ان يسبق ذلك العملية الانتخابية سواء كان ذلك عبر جولات على الشعب والفروع أو قبل عملية الانتخاب وهذا يرتبط بالقدرة على تقديم خطاب مقنع قادر على التأثير في كتلة الناخبين التي تضم بالتأكيد أعدادا” غير قليلة ممن يمتلكون الوعي المناسب لاختيار الأفضل والأكفأمن بين المترشحين ولاشك أن اخذ هذه الامور بعين الاعتبار سيكون له نتائج ايجابية على العملية الديمقراطية ويوصل الى محصلة انتخابية جيدة قادرة على ان تحظى بتأييد قاعدة شعبية واسعة ومنافسة للحصول على أكثرية اصوات الناخبين عند اجراء الانتخابات العامة في الخامس عشر من شهر تموز القادم 2024 وبمنافسة مع القوى السياسية والاجتماعية الأخرى بحيث تعكس فائض قوة اجتماعية وطبقية تبرز وتظهر ليس فقط قاعدة الحزب من منتسبيه وإنما قاعدته الشعبية بطيفها الوطني الواسع ما يجعل الحزب قادر على ايصال ممثليه لمجلس الشعب ليكونوا صوته فيه من خلال قدرتهم على تمثل سياساته وبرامجه وتعبيرهم عن مصالح الجماهير الوسعة التي نذر الحزب منذ تأسيسه لتحقيقها واصاب قدرا” كبيرا” من النجاح في تحقيقها ما زال امامه الكثير من الاهداف والتحديات التي فرضتها ظروف الحرب على سورية ولاسيما الواقع المعيشي والاقتصادي ودور الحزب الاجتماعي ناهيك ‘ن ان ثمة تحديات تواجهنا منها ما يتعلق بسيطرة قوى خارجية على الجغرافية الوطنية والمحاولات البائسة في ضرب وحدة التراب والشعب السوري عبر عناوين كاذبة ومخادعة تحتاج لجهد شعبي وتوعوي ومقاوم لاسقاطها وهزيمتها جنبا” الى جنب مع قواتنا المسلحة الباسلة التي استطاعت بتضحياتها الجسيمة هزيمة اكبر مشروع استعماري غربي صهيوني استهدف الامة والمنطقة بكاملها
– د . خلف المفتاح