#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
و على هامش الدورة الثالثة للحوار الإيراني- العربي من أجل التعاون والتفاعل والذي استضافه المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الايرانية بطهران بعد ظهر يوم الأحد 12 ايار/مايو،قال وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان :”انني على ثقة من أن مثل هذه المؤتمرات يمكن أن تؤدي الى زيادة التفاعل المتبادل وإرساء السلام والاستقرار والأمن في المنطقة”.
واضاف :”لقد تجاوزنا اليوم مرحلة الحوار الإيراني- العربي ودخلنا مرحلة الحوار والتعاون الإقليمي، وإذا اتفق مؤسسو هذا اللقاء،لنستبدل مستقبلا الحوار الإيراني -العربي بالحوار الإقليمي لأننا الى جانب بعضنا البعض، ونحن في مرحلة إيجابية من الحوار والتعاون الإقليمي الإيجابي والقوي”.
واكد امير عبد اللهيان على ان اليوم، أكثر من أي وقت مضى،بحاجة الى مواصلة الحوار للتوصل إلى اتفاقيات وتعاون إقليمي لزيادة التفاعلات بين بعضنا البعض وبالطبع الاعتراف بالتحديات، مشيرا الى ان القواسم المشتركة كثيرة وأكثر من نقاط الاختلاف المصطنعة والمفروضة من الخارج.
واوضح وزير الخارجية الايراني بأن اليوم بحاجة الى عزيمة و شجاعة لمراجعة التصورات التي بعضها أصداء لتفسيرات غير دقيقة لأحداث تاريخية،والكثير منهم من العصر المعاصر، وهي ذات أصول أجنبية وأثيرت لخلق خلافات بين دول المنطقة.
واشار امير عبد اللهيان الى ان إيران عازمة على تعزيز العلاقات بين دول المنطقة، والسياسة الخارجية للحكومة الـحالية تشرف على هذه النقطة الأساسية.
وفي اشارة الى الجهود الايرانية المبذولة لتعزيز العلاقات مع الحكومات الإقليمية، اعتبر امير عبد اللهيان بان عودة العلاقات الطبيعية بين طهران والرياض إحدى علاماتها معتبرا بأن البلدين لديهما فرص كثيرة للتعاون، مبيّنا بأن التقييم المشترك للعلاقات خلال العام الماضي يظهر نجاحا جيدا في تنمية التعاون متعدد المستويات، على الرغم من أننا مازلنا في بداية الطريق.
وصرح وزير الخارجية الايراني بأن إن تعاون إيران مع المملكة العربية السعودية والدول العربية الأخرى في المنطقة هو أحد أجندات الحكومة الحالية، لافتا الى ان ايران تمر بمرحلة جديدة من العلاقات مع قطر والإمارات والكويت، كما ثمّن تحرك البحرين للإفراج عن السجناء السياسيين.
*الشعب الفلسطيني لقن الجميع درسا في الثبات والمقاومة
واعتبر امير عبد اللهيان القضية الفلسطينية رمزا لمعاناة شعب حرم من كافة حقوقه واضطر للتضحية بآلاف الشهداء والجرحى في الأشهر السبعة الماضية من أجل احقاق حقوقه، مؤكدا على ان الشعب الفلسطيني اظهر ثباتا اسطوريا امام جرائم الكيان الصهيوني ولقن الجميع درسا في الثبات والمقاومة.
واضاف بأن الكيان الصهيوني قائم على أساس التنكر والجشع والاستهتار بحقوق الشعب الفلسطيني، وليس لديه إمكانية فهم واقع المنطقة، لافتا الى ان الادارة الامريكية أدارت ظهرها لشعاراتها المتعلقة بحقوق الإنسان من خلال استمرارها في دعم الكيان الصهيوني دون اي قيد أو شرط.
واكد امير عبد اللهيان على انه لا يوجد طريق سوى الصمود والمقاومة وهذا هو الطريق الوحيد أمام الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه الواضحة والمحقة.
وافاد بأن إيران قد سجلت خطة الاستفتاء للشعب الفلسطيني في الأمم المتحدة منذ سنوات عديدة.
كما اكد وزير الخارجية الايراني على ان السلام والاستقرار والأمن في المنطقة لن يتحقق إلا بنزع سلاح الكيان الصهيوني وازالته من الوجود، مضيفا بانه ينبغي ان تكون قضية فلسطين مركز ثقل التلاحم بين دول المنطقة والعالم الإسلامي.
واكد على ان ايران وفي إطار الواجبات الإنسانية والأخلاقية والسياسية، تعلن استعدادها الكامل لتقديم المساعدة الشاملة لدول المنطقة من أجل تحقيق المطالب والتطلعات الفلسطينية، موضحا بأن استراتيجية ايران هي التنمية الإقليمية المستدامة والأمن والتقارب الإقليمي.
*تمسك ايران بمسار رفع العقوبات
واشار امير عبد اللهيان الى تمسك ايران بمسار رفع العقوبات وتنفيذ الاتفاق بما يحقق مصالحها داعيا الأطراف الأخرى إلى اتخاذ إجراءات بناءة في هذا المجال.
وفي اشارة الى ان هذه الأيام تتزامن مع انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل المشترك الشاملة، صرح امير عبد اللهيان بأنه وبحسب التقرير الخامس عشر للوكالة الذرية الدولية فإن ايران التزمت بتعهداتها وحتى إجراءاتها التعويضية مقابل اتفاق وتقاعس الأوروبيين وصبرها الاستراتيجي لمدة عام أدى إلى اعتماد نهج جديد ، مضيفا بأن الحكومة الحالية لم تخضع اقتصادها لخطة العمل المشترك الشاملة.
*خرازي: على أمريكا أن تتوقف إرسال الأسلحة إلى الكيان
الى ذلك، قال رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية كمال خرازي: إذا كانت أمريكا تريد عدم إيذاء سكان غزة، فعليها ألا تقدم الأسلحة للكيان الصهيوني وتترك الحرب في غزة تتوقف باعتبارها القضية الأكثر أهمية في الشرق الأوسط.
و خلال المؤتمر الثالث للحوار الإيراني- العربي بعنوان “من أجل التعاون والتفاعل” والذي يستضيفه المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في طهران، أضاف خرازي: قضيتنا الأهم في الشرق الأوسط هي حرب غزة وعلى الجميع أن يحاولوا وقف هذه الحرب، لكنها للأسف مستمرة بدعم من أمريكا وأوروبا.
وتابع: من ناحية، أوروبا والولايات المتحدة تقدمان أسلحة فتاكة للكيان الصهيوني، ومن ناحية أخرى، فإنهما تذرفان دموع التماسيح على المواطنين الفلسطينيين نساءً وأطفالاً.
وقال رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية إن الدول الإسلامية بذلت جهودا ونظمت اجتماعات في منظمة التعاون الإسلامي وأصدرت بيانات ولكن هذا لا يكفي، وينبغي عليهم فرض عقوبات على إسرائيل ومحاولة وقف الحرب في غزة.
وأعرب خرازي عن أمله في أن يحقق هذا المؤتمر التقارب الفكري بين المشاركين وأن ينعكس ذلك في بلدانهم وأن يكون فصلا لمزيد من التفاعل بين إيران والدول العربية.
وانطلقت مساء الأحد في طهران أعمال المؤتمر الثالث للحوار الإيراني- العربي بعنوان “من أجل التعاون والتفاعل” والذي يستضيفه المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية.
هذا المؤتمر يأتي بعد مؤتمرين عقدا بمبادرة مشتركة بين المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية ومركز الجزيرة للدراسات خلال العامين الماضيين.
ويشارك في المؤتمر نحو 40 مفكراً وخبيراً من 15 دولة عربية، وسيناقشون مع نظرائهم الإيرانيين أهم القضايا التي تمس المنطقة والعالم الإسلامي. علما أن المؤتمر يهدف إلى التوصل إلى فهم أفضل للموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين إيران والعالم العربي.
ويتضمن هذا المؤتمر ثمانية لقاءات متخصصة تعتبر فيها قضية فلسطين وحرب غزة ومستقبلها موضوعات خاصة.
وستخصص اجتماعات أخرى لأهم قضايا المنطقة، بما في ذلك النظام العالمي الجديد ودور منطقة غرب آسيا في هذا النظام، والقضايا الأمنية والاقتصادية.