نتنياهو وشطرنج الشرق الأوسط .. بايدن “ كش ملك” بقلم : عزة شتيوي ” الكاتبة والإعلامية والخبيرة الاستراتيجية “

#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية

 

– هل بايدن ونتنياهو متخاصمان فوق قرار القتل والدمار والإبادة الجماعية في غزة ..؟

– أم إن السياسة الأميركية لا تدار بعقلية رئيس، بل تحقن تحت الجلد السياسي لكل من يجلس على كرسي البيت الأبيض ..؟

– ثمة من يوحي بالإعلام بأن الخلافات بين نتياهو وبايدن قد تصل إلى درجة أن توقف واشنطن محركات الطيران الأميركي وذخائره ودعمه اللوجستي الذي يذبح أهل غزة، ولكن ذلك لا يتعدى كونه كلام جرايد مطبوعاً في غرف التضليل السياسي الذي تمارسه أميركا.

– فالأعمى يستطيع أن يلمس الأيادي الأميركية التي تغتال الغزاويين، ويقرأ في تصرفات واشنطن التي كان آخرها إفشال قرار وقف إطلاق النار الجزائري في مجلس الأمن أن العدوان المستمر على أهل غزة هو أميركي الغطاء والدعم وواشنطن شريكة إسرائيل في قرار الحرب واستمرارها.

– فالحرب على غزة أعلنها بايدن كما أعلنها نتنياهو منذ البداية، والخلافات اليوم على سطح العلاقات بين إسرائيل وأميركا هي فقاعات تكتيكية لا تتعلق بالاستراتيجية الأميركية التي تعتبر إسرائيل جزءاً كبيراً من أمن أميركا القومي ، وأنها أي تل أبيب هي واشنطن ذاتها بالشرق الأوسط &hellip ، فكلا الطرفين بايدن ونتنياهو يتمنى استمرار الحرب .

– لكن من منظورين مختلفين، فالواضح أن نتنياهو يمد بعمره السياسي ويهرب من هاجس قضبان السجن باستمرار الحرب، بينما يفكر بايدن بقنص الفرصة وإعادة ترتيب أوراق الشرق الأوسط والتقاطها بعد أن كادت تسقط من يده من خلال عملية دمج جديده لإسرائيل في المنطقة، ويجب أن تكون الحرب بوابتها.

– نتنياهو يهرب إلى الأمام خوفاً من الوقوع في فكرة وقف إطلاق النار في غزة، لأنها تعني إعداماً سياسياً له، لذلك يماطل في الحلول، ويتلاعب بشروط أي صفقة لأنه يضمن أميركا كالخاتم في يده، وخاصة في الظرف الانتخابي الجديد، فإن رحل بايدن ربما تتحسن العلاقة بين نتنياهو والبيت الأبيض ، وربما يحلم رئيس الكيان بعودة ترامب الذي أهداه صفقة القرن ، ولن يبخل عليه بمزيد من الصفقات وهو القادم من اليمين الأكثر تطرفاً .. وربما يحاول نتنياهو تمرير الوقت للخلاص من بايدن الذي يجلس على رقعة شطرنج المنطقة ويهرب من عبارة “كش ملك” بعد أن أكلت المرحلة كل حظوظة الانتخابية .. في كلتا الحالتين إن ذهب بايدن أو بقي ، يعلم نتنياهو أن أميركا الدولة العميقة هي حبله السري وإن طفت الخلافات على السطح .

– فذلك ليس أكثر من فيلم هوليوودي يحكي قصة رئيس الولايات المتحدة الذي حاول يوماً ما الخروج عن المألوف، وحاول التمرّد على لجام الدولة العميقة.