السياسة الأميركية هدفها تقسيم المنطقة العربية إلى دويلات خاضعا لها .. بقلم : الدكتور فضيل حلمي عبدالله الكاتب والباحث الإعلامي

#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية

 

 

– إن هدف المشروع الأميركي الصهيوني في منطقة الشرق الأوسط هو تجزئة الوطن العربي وتفتيته والسيطرة على ثرواته ، ومن البديهيات أن الجواب حاضر بسبب وجود الكيان الصهيوني في المنطقة العربية ..!!

– فكل مشروع أو مخطط أو قرارات تنفذها الولايات المتحدة الأمريكية في منطقتنا العربية تصب أولاً وأخيراً في مصلحة الكيان الصهيوني.. من هنا يأتي السأل لماذا كل هذا الاهتمام والتفاني في مشروع الشرق الأوسط الجديد ..؟

– إن الولايات المتحدة الأميركية ووشركائها الأوروبين يفكرون ويعلنون بصوت عال بأن أمن الكيان الصهيوني من أمنهم, والحفاظ هلى وجوده ودعمه بكل السبل والأمكانيات من قوة وبناء عسري, وكوني, وأعلامي .. كي يجعلو منه قاعدة عسكرية إرهابية متقدمة, وقوة ناعمة في المنطقة..

– من هنا يأتي دور الكيان الصهيوني من المشروع الأميركي الراعي والحامي لهذا الكيان المصطنع المزروع بالمحيط الشرق الأوسط الذي بشرت به إدارات الولايات المتحدة السابقة والحاضرة..

– فبعد هزيمة هذا الكيان المحتل على يد رجال المقاومة اللبنانية ممثلة باحزب الله والمدعومة من محور المقاومة استطاعت, أن تهزم هذا الكيان شر هزيمة وأعطائه درساً لن ينساه.. وهاهو يتذوق طعم الهزيمة في حربه العدوانية الإرهابية الأجرامية الخاسرة على غزة, والهزيمة الكبرى للقدرى العسكرية المتفوقة بالعدد والعتاد على يد رجال المقاومة الفلسطينية, والمدعومة من سورية, وإيران, واليمن,  والعراق الذين يمثلو محور المقاومة..

– ونتيجة فشل مشروعها العدواني و حروبها العسكرية المتقررة بالهزيمة, اتجهت المخططات الأمريكية الصهيونية لاتباع طرق أقل كلفة عسكرية وأكثر ربحاً بتزكية الطائفية والإثنية والمذهبية بهدف اقتتال الإخوة والأشقاء وأبناء البلد الواحد والدين الواحد والمذهب الواحد! وبذلك يتم تفكيك وتجزئة الأمة العربية من الداخل ووفق الرؤى الأميركية الصهيونية الغربية ( تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ وتفتيت المفتت)..

– إن موقع المنطقة العربية وخاصةً فلسطين وسورية ولبنان أي بلاد الشام و وجودها الجغرافي بين أوروبا وآسيا وتحكّمه في طريق الحرير جعل من دول هذه المنطقة الوحيدة في العالم التي تحتوي على نسيج اجتماعي إنساني ثقافي حضاري متقدم متطور, ومنها انطلقت أولى الحضارات الإنسانية مما جعلها أيضاً منطقة تحتوي على مزيج منوع منوَع من السكان يسوده التسامح وحب الانفتاح والاندماج والتلاقح, ثقافياً وأدبياً وفنياً واجتماعياً, مع الأمم الأخرى – فقد استقبلت هذه البلاد الهجرات, وفتحت أبوابها لكل الأمم على كافة مذاهبها واعتقادها وحضاراتها المتنوعة باعتبار هذه الدول معهد الأديان السماوية ـ فنرى الإسلام والمسحية جنباً إلى جنب ـ كما فيها من هاجر إليها من جراكسة وأرمن وتركمان وداغستان وأكراد وغيرهم الكثير ـ فهناك حوالي 70 حالة من هذه الحالات (الإثنيات) انصهرت كلها في بوتقة واحدة ـ وفي قومية واحدة ـ ولكل منهم له ثقافته, فشكلت نسيجاً متجانساً في لوحة فسيفسائية لا يوجد نظير لها في العالم أجمع وهنا تكمن نقطة قوة بلاد الشام كما هي نقطة ضعفها إذا اسغلت لبث الفتن.. لماذا الوطن العربي؟ لأنها تنادي بالعمل القومي الذي يؤرق الكيان الصهيوني لأنه يعرف أن القومية نداء للوحدة العربية ـ فبلاد الشام وخاصة سورية في المنطقة العربية نقطة الانقلاب على المشروع الأميركي!, والصراع في المنطقة الذي يبشر بولادة عالم متعدد الأقطاب ويلغي تحكم القطب الواحد..

– فمشروع الشرق الأوسط الجديد هو إيقاظ للفتن وإجاد مايسمى الفوضى الخلاقة, والولايات المتحدة الأميركية لا تريد السلام وهي صانعة الإرهاب والحروب في المنطقة العربية, وهذا ما بشر به زعماء الإدارة الأميركية السابقة والحاضرة, ولأن حروب الكيان الصهيوني لم يهزم به محور المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق وسورية واليمن, فتم تزكية الحروب الداخلية في الوطن العرب وهي حروب بالنيابة عن الكيان الصهيوني, وأطلقوا عليها اسم الربيع العربي ـ التسمية التي ابتدعتها هيلاري كلينتون!.. ومن أجل الشرق الأوسط الجديد تم تقسيم العراق (النفط), والسودان (النفط والصمغ العربي), ووصل الكيان الصهيوني إلى جنوب السودان وسيتحكم بمنابع نهر النيل, وسيحاولون تجزئة تونس, وليبيا (النفط), ومصر (قوة كبرى مع سورية), وسورية (قوة كبرى مع مصر), وقسموا الصومال (اليورانيوم), ولم تنس الولايات المتحدة الأميركية أو الكيان الصهيوني الموقف العربي في حرب تشرين عام 1973 حيث استخدم, لأول مرة, النفط أداة فاعلة في الصراع مع العدو الصهيوني, وأعلن الملك فيصل أنه سيعود إلى الخيمة والجمل ..! فماذا فعلوا به ..؟ لقد لغتيل من أقرب أقربأئه ..!! وسيأتي الدور على السعودية بالتقسيم , والدور آت على كل الأقطار العربية دون استثناء, وهذا ما نشر في خارطة على الإنترنت, والمشكلة أنهم يخططون وينشرونخططهم علينا لتلاقي التأقلم والقبول والتطبيع, ونحن أمة اقرأ لكننا لا نقرأ ..!

– ثم يشرعون في التنفيذ ويبدو الأمر أكثر من عادي .

– المشروع الأميركي الصهيوني في المنطقة العربية :

– خططت الإدارة الأميركية الاستعمارية لتفتيت الدول العربية والإسلامية القائمة في آسيا الغربية, على أن يتم التنفيذ خلال السنوات القليلة المقبلة بالتدريج على دفعات كلما سمحت الفرصة, وهي استكمال للخرائط التقسيمية القديمة المتتابعة وفق السياسة الاستعمارية (فرق تسد). فالخرائط التي وضعها بريجنسكي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا ونُشرت منذ عشرات السنين تبين تقسيمات كثيرة لعدد كبير من الدول بهدف تفتيت الدول القائمة إلى شعوب وأقليات طائفية ودينية ولغوية وعرقية, وقد بدأ بعضها يرى ذلك على أرض الواقع والحقيقة, وأما خريطة الشرق الأوسط الجديد ( الموسع المجزأ ) الأميركية فتتمثل بالآتي ( كما وردت في خرائط بريجنسكي ):

1- يقسم العراق إلى ثلاث دول (دولة كردية – دولة سنية – دولة شيعية).

2- تقسم سورية إلى ثلاث دول (سنية – دولة علوية- دولة درزية).

3- تقسيم السعودية إلى ثلاث دول (دولة شيعية في الإحساء – دولة نجد – دولة الحجاز).

4- تقسم مصر إلى ثلاث دول ( دولة قبطية عاصمتها الإسكندرية – دولة سنية عاصمتها القاهرة – دولة نوبية عاصمتها أسوان).

5- يقسم السودان إلى ثلاث دول (دولة نوبية مكماة للدولة النوبية في مصر – دولة عربية – دولة أفريقية هي جنوب السودان) ولم تكن في حينها قضية دارفور موجودة, ولو كانت موجودة لزادت الدويلات.

6- يقسم المغرب العربي إلى (دولة عربية – دولة بربرية – دولة إفريقية).

7- يقسم لبنان إلى أربع دول (دولة سنية – دولة شيعية – دولة مارونية- دولة درزية).

وقد نشرت مجلة أميركية (القوة العسكرية) في تموز عام 2006 تقريراً خطيراً بعنوان “حدود الدم” مأخوذاً كتاب: NeYet Quit Tne Fient لكاتبه “رالف بيترز”, الذي تحدث في كتابه عن عملية تغيير لمعالم دول الشرق الأوسط من الناحية الجغرافية تنشأعبرها دول جديدة, وتقسيم دول أخرى, وتتغير معالم دول, وتندمج دول أخرى. ويرافق التقرير المنشور في المجلة خرائط لمنطقة الشرق الأوسط الجديد بشكلها الحالي, وخرائط للشكل الذي يتم العمل على تحقيقه, وهذه الأخيرة حددت ملامح جديدة لخارطة شرق أوسطية جديدة, والتقرير يفترض أن الحدود الحالية بين الدول غير مكتملة, وغير نهائية, أي أنها دائمة الحركة والتغيير وفق المتطلبات, وأن هذه الحدود الدولية “الظالمة وغير العادلة” بقيت دون تغيير, والشرق الأوسط ملتهب ومتوتر منذ عقود بسببها, ولذلك يجب تغييرها وإعادة رسنها لإعطاء الأقليات المذهبية أو القومية والإثنية حقوقها المسلوبة, هذه الحدود التي شُكلَت أوروباَ (فرنسا وبريطانيا سايكس بيكو) في أوائل القرن العشرين قسمت المجتمعات على جانبي الحدود, وأصبحت كتلاً كبيرة ومبعثرة على عدة دول تضم إثنيات وطوائف عديدة, وقد طرحت الولايات المتحدة الأميركية تصورها عن شرق أوسط “ديمقراطي” جديد يبدأ من إلغاء خرائط “سايكس بيكو” القيمة التي أنشأتها فرنسا وبريطانيا لانتقاء الحاجة إليها بسبب المتغيرات القومية والطائفية الجديدة للبلدان المعنية بالتقسيم والمحيطة بالكيان الصهيوني..

يقوم مشروع الشرق الأوسط الجديد على تقسيم الدولة الواحدة إلى عدة دويلات تقوم على أساس ديني, قومي, طائفي, مذهبي أثني أي تقسيم فسيفساء البد الواحد وتوزيعه على دويلات بعدد ألوانه تضم كل دولة نمطهً واحداً ..!!

– وأعيدت التقسيمات بعناية فائقة على أساس وقائع ديموغرافية (الدين والقومية والمذهبية والطائفية).

– إن إعادة ترتيب حدود هذه الدويلات يتطلب توافقاً مع إرادات الشعوب, وهذا قد يكون مستحيلاً في الوقت الراهن, ولضيق الوقت لابد من سفك الدماء للوصول إلى هذه الغاية التي يجب أن تُستغل من قبل الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها, وبما أن الكيان الصهيوني لا يمكنه العيش مع جيرانه الحاليين فإن دويلات الطوائف المتباينة والمتناحرة فيما بينها ستجد الملاذ والحماية والمرجع عند هذا الكيان الصهيوني الذي تحول من كيان غير مرغوب فيه إلى حاجة وضرورة في المنطقة, ولا بد من وجوده للحفاظ على استقرارها !! – فاللأكراد على سبيل المثال موزعون على عدة دول دون كيان سياسي, وعليه فإن أمريكا وحلفاءها لا تريد أن تفوت الفرصة الساخنة, بعد احتلالها للعراق, أستفادة من فراغ القوة التي كان يشكلها هذا البلد لتجعل الأكراد ورقة هامة بيدها في المنطقة وتحركهم كيفما تشاء,- والدول المستهدفة بالتقسيم والاستقطاع هي: الجمهورية الإسلامية الإيرانية, تركيا, العراق, السعودية, باكستان, الجمهورية العربية السورية, الإيمرات, اليمن, وهناك دول ستوسع لأغرلض سياسية بحتة, هي الأردن, أفغانستان, والدول الجديدة التي ستنشأ من تقسيم العراق هي: (كردستان, وسنيستان, وشيعستان), ودولة (كردستان الكبرى) ستشمل كردستان العراق, وضمنها طبعاً كركوك النفطية, وأجزاء من الموصل وخانقين وديالى, وأجزاء من تركيا, وإيران, سورية, وأرمينيا, وأربيجان, وستكون أكثر دول موالية للغرب وللولات المتحدة الأميركية, أما دولة (شيعستان) فستشمل جنوب العراق والجزء الشرقي من السعودية والأجزاء الجنوبية الغربية من إيران (الأحواز), وستكون بشكل حزام يحيط بالخليج العربي, وأما دولة (سنيستان) فستنأ على ما تبقى من أرض العراق وربما تدمج مع سورية, وثمة دولة (بلوشستان الجديدة) التي ستقتطع أراضيها من الجزء الجنوبي الغربي لباكستان والجزء الجنوبي الشرقي من الجمهورية الإسلامية الإيرانية, فإيران ستفقد أجزاء منها لصالح الدولة الكردية, وأجزاء منها لصالح دولة شيعية عربية, وأجزاء لصالح أذربيجان الموحدة, وستحصل على أجزاء من أفغانستان المتاخمة لها لتكون دولة فارسية, وأفغانستان ستفقد جزء من أراضيها الغربية لصالح بلاد فارس, وستحصل على أجزاء من باكستان, وستعاد إليها منطقة القبائل والسعودية ستعاني أكبر قدر من التقسيم كباكستان, حيث ستقسم إلى دولتن: دولة دينية (الدولة الإسلامية المقدسة) على غرار الفتكان, وتشمل كل المواقع الدينية المهمة لمسلمي العالم, ودولة سياسية (السعودية) وسيُقتطع منها أجزاء لتمنح إلى دول أخرى منها اليمن والأردن, وستنشأ دولة جديدة على الأردن القديم (الأردن الكبير) وسيُقتطع لها أرض من السعودية – وربما من فلسطين (الضفة الغربية) المحتلة لتحوي كل فلسطيني الداخل وفلسطيني الخارج, واليمن سيتم توسعته من اقتطاع أجزاء من جنوب السعودية وتبقى الكويت وعُمان دون تغيير, هذا التقسيم والاقتطاع يهدف إلى إضعاف الدول الجديدة والتي ستكون بالتأكيد موالية تماماً للإدارة الأميركية بحكم العرفان بالجميل!! والدول التي ستتوسع ستكون مدينة أيضاً بموالاتها لمشروع التقسيم والضم, أما الأردن الكبير فسيكون الحل الأمثل للقضية الفلسطينية واحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين لخليص الكيان الصهيوني من مشكلة تواجه بأستمرار وهي التغيير الديموغرافي للسكان لصالح الفلسطينيين في حال تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة, وستكون هذه الدويلات بؤر جديدة للتوتر والاقتتال فيما بينها كما في (الكوريتين), تنكفىء إلى فيما بينها كما في عما كان يٌسمى بالقضية الفلسطينية ويسهل السيطرة عليها..ولهذا كله, فإن إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط الجديد وفق الرؤية الأميركية الصهيونية سيتم على أساس قومي أو أثني في بعض الأحيان’ وطائفي ومذهبي في أحيان أخرى, وفي جميع الأحوال والظروف حافظت هذه الرؤية على عاملين اثنين أساسيين يشكلان خطاً أحمر يمس الأمن القومي للولايات المتحدة الأميركية: العامل الأول هو: حماية أمن الكيان الصهيوني ودعمه بأي ثمن وإعطائه الدور الأساس في المنطقة العربية.

– العامل الثاني هو : تأمين النفط والمصالح الاستراتيجية الأميركية الأخرى.

– وعلى العموم, فإن الاستراتيجية الأميركية الجديدة في منطقة شرق الأوسط تتضح معالمها من خلال الأدوار التي لعبتها أميركا في أفغانستان والعراق, ومن خلال الأدوار التي تلعبها مؤخراً, بمساعدة أوروبا, في عدد من الملفات سواء في سورية أو لبنان أو فلسطين.. بل في المنطقة العربية بكاملها..

– إن مسألة التلاعب أو التحكم بورقة الأقليات وحقوق الإنسان مسألة معروفة قديماً في العرف السياسي الأميركي الخارجي, وهذا الأسلوب يظهر الولايات المتحدة الأميركية بمظهر المدافع عن حقوق الناس وحريتهم في وقت تمارس هي عنصرية بغيضة تجاه الاقليات سواء العرقية أو القومية..

– إن الخطة الأميركية الجديدة تقوم على استعمال ورقة الأقليات لزعزعة استقرار ووحدة الدول القائمة في الشرق الأوسط, ولا سيما أن لهذه الورقة قوة كبيرة قد تؤدي إلى مواجهات عنيفة وعرقية.. إن إعادة تشكيل الدويلات, في مشروع الشرق الأوسط الجديد, على أساس طائفي وعرقي ومذهبي يهدف – إضافة إلى ضمان أمن الكيان الصهيوني وسيطرنه على هذه الدويلات – إلى تحقيق ما يلي:

* إضعاف الدولة العربية السورية وتفريغها من مضمونها القومي التي لديها, و سحب الحساسية الكبيرة التي هي بطبية الحال تجاه سيسهل عملية الاختراق الأميركي للدول التي تأبى الانصياع لما تريده, أو التي ترفض التغيير بحسب الوصفة المقدمة على الطريقة الأميركية نفسها.

* ضمان عدم التحام هذه الأقليات والطوائف والأعراق (تدمير الوحدة الوطنية والجبهة الداخلية للدول), وضمان عدم ذوبانها, أو على الأقل انسجامها, مع الأغلبية في أي بلد من بلدان الشرق الأوسط وفي إطار جامع (على الشكل الذي كانت فيه منذ قرون), لضمان أنها ستكون بحاجة إلى مساعدة خارجية, وكل ذلك من أجل أن تبقى هذه الأقليات برميل بارود يمكن تفجيره في الوقت الذي تراه القوى الغربية مناسباً, وبالتالي ستكون أميركا جاهزة للتدخل في أي مكان وزمان تراهما مناسبين في أي بلد من هذه البلدان إذا رأت أن في ذلك مصلحتها, وبحجة الحماية بطبيعة الحال كل معتاد.

* إن ورقة الأقليات هي تبرير وضمان لوجود الكيان الصهيوني, وتوسيع رقعة المشاكل والنزعات الإقلية الداخلية العرقية والقومية لإشغال العالم العربي والإسلامي وشعوب هذه الدول بالمشاكل الداخلية المستجدة لديهم والمخاطر التي تتهدد بلدانهم المعرضة آنذاك للتفتيت والتقسيم (بمعنى تقسيم المقسم أصلاً وتجزئة المجزأ), حتى تصبح القضية الفلسطينية في آخر اهتمامات الشارع العربي والدول الأسلامية, وإن تذكير بعد ذلك أحد!! وبالتالي ينعم (الكيان الصهيوني) بدوام احتلاله للأراضي العربية.

* إفساح المجال أمام العدو الصهيوني الغاشم للدخول والتغلغل في هذه الدويلات عبر الأقليات سواء القومية أو الطائفية أو العرقية أو المذهبية, ولنا في العراق, ولبنان مثال على ذلك, إذ إن الدولة المدمرة أو المفتتة أو التي يتم إضعافها عبر ورقة الأقليات سيكون من السهل على الكيان الصهيوني اختراقها كما حدث في جنوب السودان, وتدخل برنارليفي الفرنسي الصهيوني وتنظيمه لما سُمي الربيع العربي..

* تحجيم نفوذ الدول الكبرى تقليدياً في المنطقة, إضافة إلى الدول الكبرة (روسيا, الصين, الهند, إيران) وهذا على سبيل الميثال:

– السعودية: التي تشمل دائرة نفوذها الإقليمية دول الخليج العربي، زذلك لاعتبارات اقتصادية وديموغرافية وجغرافية وعسكرية.

– مصر: التي تشمل دائرة نفوذها أو دائرة تأثيرها منطقة شمالي أفريقيا والسودان وفلسطين على الأقل, وذلك أيضاً لأسباب ديموغرافية واقتصادية وتاريخية.

– سورية والعراق: حيث تمتد دائرة نفوذ الدولتين إلى الدول المجاورة لهما: لبنان وفلسطين بالنسبة إلى سورية والأردن والخليج بالنسبة إلى العراق.

إن دائرة النفوذ التي تتمتع بها هذه الدول على الدول الأخرى من شأنه أن يحد من التدخل الأميركي بحيث يصعَب على الولايات المتحدة الأميركية التدخل في أي موضوع أو ملف في الدول الواقعة تحت النفوذ, إذ إن الأمرآنذاك سيتطلب من الولايات المتحدة جهداً ووقتاً مضاعفين تباحثاً مع جميع الأطراف- وربما جوائز ترضية للدول الكبرى! وقد تفشل في النهاية في الوصول إلى هدفها أو قد تصل إليه بصعوبة..    

  لكن عندما تكون دويلات المنطقة منكفئة على نفسها ومشغولة بوضعها الداخلي فقط, فإن ذلك يقيد الولايات المتحدة الأميركية من عدة جوانب:

– يسهل على الولايات المتحدة مهمة التدخل في شؤون أية دولة دون تعقيدات تذكر- حيث تصبح العلاقة مباشرة وفردية بين الولايات المتحدة الأميركية والدول الأخرى, وبطبيعة الحال فإن أغلب الدول الأخرى دول صغيرة وضعيفة ولاحول ولاقوة لها في وجه الإملاءات الأميركية حتى لو أرادت فعلاً رفض ما يُملى عليه ..!!

-إن تحجيم النفوذ يؤمن الاستقرار للعدو الصهيوني ويبقي الدويلات, الواحدة تلو الأخرى, دون أن يكون لها أي حليف أو نصير, وبالتالي فإن الملف يصبح أسهل – والنتائج أضمن – والإملاءات والشروط أكبر – والتهديدات بالعقوبات والعمليات العسكرية في حال عدم التنفيذ أجدى..ويمكن إدراك المخطط الأميركي الضهيوني في الحالات الواضحة التالية:

1- تم عزل السودان (سلة غذاء الوطن العربي زراعياً وحيوانياً) عن محيطه تاعربي, زراعياً وحيوانياً) عن محيطه العربي, وتُرك وحده في مواجهة الويالات المتحدة الأميركية والقوى الحليفة لها, فقُسَم وتم الاستلاء على منابع النفط والنيل فبه!.

2- تم عزل مصر عن المحيط العربي فانكفأت على نفسها وانشغلت بوضعها الداخلي, وتم تكبيلها بمعاهدات إذعان وذل – وصارت التهديدات والعقوبات الأميركية والامبريالية واضحة لأي مراقب.

3- تم عزل العراق ومحاصرته وقصفه وتدميره واحتلاله وتجزئته وسرقة نفطه وكنوزه وآثاره, وتحجيم نفوذه إلى أن وصل ما هو عليه الآن من خراب ودمار وانهيار نتيجته عدم تنفيذ الإملاءات والشروط الأميركية.

4- في سورية بدا أسلوب محاولة تحجيم النفوذ واضحاً لا يحتاج إلى شرح وإيضاح – حيث التخل أصبحت قدرة الولايات المتحدة على التدخل في ملف لبنان أكثر بكثير, أنها تتحرك وتجول في لبنان بمساعدة أعوانها “تيار المستقبل” وغيرهم, وسيف التهديدات لسورية لم ينته, وسلسلة المطالب تجاه العراق ولبنان وفلسطين وخاصة بحجة دعم سورية الواضح لغزة وصمود المقاومة الفلسطينية في غزة أمام العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني, وبهذا الدعم يكبر يكبر يوماً بعد يوم المشروع الأميركي إذ كانت العائق الدعم والحلف المقاوم يقف أمام تنفيذ المشروع الصهيوني والمخطط الأميركي الشرق الأوسط الجديد ما أدى إلى سقوطه- وخسائر أميركا ومعها العدو الصهيوني جاءت من مواقف سورية المشرفة, وبصمود المقاومة الفلسطينية الباسلة في غزة هذه هي نقطة الانقلاب على المشروع الصهيوني والمخطط الأميركي في المنطقة العربية.