#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
الاغتيال المستهدف للشهيد سيد رضي موسوي كأعلى مسؤول عسكري في مجال المقاومة بعد الشهيد الفريق الحاج قاسم سليماني، ليس مجرد عمل عادي ويظهر تغيراً في استراتيجية الكيان الصهيوني تجاه ايران.
بتعبير أدق؛ وبالنظر إلى دور ومكانة الشهيد موسوي في مجال المقاومة، فاليقين في هذا الإجراء هو أن تل أبيب كانت على علم بالتأكيد بمكانة ودور ونفوذ الشهيد سيد رضي، ومن الطبيعي أن تفكر في عواقب اغتياله.
من جهة أخرى؛ يظهر هذا العمل الإرهابي ليس كمثل الاغتيالات السابقة للكيان الذي لم يتحمل مسؤوليته رسميا عنه ولم يحقق منه سوى مكاسب أمنية وعسكرية ودعائية في إطار خطط إعلامية وعمليات نفسية.
وفقا لهذا؛ ويمكن التأكيد بشكل واضح وموثق تماما على أن مسؤولية هذا العمل تقع على عاتق الكيان الصهيوني، سواء قبله رسميا أم لا.
إن عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر من هذا العام قد أدخلت عمليا الكيان المصطنع إلى وضع مختلف تماما، وينبغي تحليل وتقييم كل التحركات والأفعال اللاحقة لهذا الكيان في شكل هذا النص التشعبي وتوجيهه إلى الإحداثيات المشكلة حديثا.
والحقيقة أن تاريخ تشكيل هذا الكيان المزيف يجب أن ينقسم إلى ما قبل عملية طوفان الأقصى وما بعدها؛ لقد انهار كل ما حاولت أجهزة الدعاية الإسرائيلية ترسيخه في العقل العام للعالم طوال 75 عاماً دفعة واحدة في صباح السابع من أكتوبر.
بالإضافة إلى؛ إن الكيان الذي جلب اليهود من جميع أنحاء العالم إلى الأراضي المحتلة جورا وكذبا من أجل إقامة وترسيخ دولة إسرائيل الموعودة وخلق الأمن الصلب لهم، لم يفشل في الوفاء بوعوده فحسب، بل يعيش الآن على أعلى مستوى الخلافات السياسية داخل الحكومة، والأزمات الاجتماعية، وخاصة من وجهة نظر التمييز العنصري، والأزمات الاقتصادية وانهيار سوق رأس المال وانخفاض قيمة العملة، وما إلى ذلك.
على الجانب الآخر؛ إن الضغط غير المسبوق الذي يمارسه الرأي العام في العالم والعديد من الحكومات أوصله إلى درجة أن العديد من الحكومات المتحالفة مع الحركة الصهيونية لم تعد مستعدة لدعم إسرائيل علناً.
كما إن الاحتلال والعدوان والإبادة الجماعية في فلسطين المحتلة لم يهيئ المجال لتهديد وجود الكيان فحسب، بل يشهد العالم اليوم جبهة متماسكة تتكون من جماعات المقاومة من ساحل البحر الأبيض المتوسط في سوريا إلى مضيق باب المندب في البحر الأحمر، الذي يعد الشريان الاقتصادي لهذا الكيان المصطنع.
وفي مثل هذا الوضع، اتخذ بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الكيان الصهيوني، والمسؤول عن قيادة هذه الحرب القاسية، استراتيجية مواصلة الحرب وتوسيع أبعادها، لأنه يعلم جيداً، نهاية الحرب. وبغض النظر عن النتيجة، فستكون بداية محاكمته العاصفة بسبب قضايا الفساد الاقتصادي العديدة وقراراته الاقتصادية والقضائية البعيدة المدى، والتي ستتزامن بلا شك مع استجابة حكومته الضرورية للرأي العام العالمي من أجل وقف إطلاق النار بعد ارتكابها مجازر إبادة جماعية لم تسبق.
إن المزيج المعقد من الأزمات الداخلية والتحديات الإقليمية المحيطة بالكيان الصهيوني والواقع السياسي جعل الوضع أكثر تعقيدًا بالنسبة لإسرائيل. إن السياسة المعلنة للجمهورية الإسلامية والتأكيد على عدم التدخل الميداني في حرب 7 أكتوبر، والتي انعكست في التصريحات الصريحة لقائدالثورة الاسلامية في الأيام الأولى بعد الحرب باتت عملية أكثر من أي وقت مضى، ولا مجال لتطوير أبعاد الحرب كخيار استراتيجي لنتنياهو. إن مواقف إيران الصريحة، والتي تم التأكيد عليها على أعلى المستويات، هي ورقة اللعب التي حاول “نتنياهو” استخدامها لإِشراك إيران في أزمة غزة في الأيام الأولى، لكي تصبح ورقة رابحة في الساحة الداخلية والإقليمية والقضايا الدولية.
ومع ذلك، وفقاً لتل أبيب، التي تحاول، في ظل غياب حلفاء إقليميين وعالميين أقوياء، إيجاد طريقة للخروج من الطريق المسدود في غزة، لا تزال هناك إمكانية لممارسة ألعاب أخرى. أهم مشهد في هذا العرض تم تنفيذه في الهجوم الإرهابي على قائد عسكري كبير في إيران، والذي تم تنفيذه في محاولة للزج بإيران إلى الحرب وإعطاء ذريعة لدخول المشهد.
مع هذه المبررات، الأمر المؤكد هو أن؛ لا يمكن لكيان الاحتلال الإرهابي أن يغتال الشهيد السيد رضي موسوي بحجة عملية 7 أكتوبر، لأنه على الرغم من أن إسرائيل ونتنياهو بحاجة إلى مواصلة الحرب بسبب الأزمات التي قيلت أكثر من أي وقت مضى، إلا أن مؤيديهما، وخاصة أمريكا على الأقل في المرحلة الحالية، لا يبحثون عن تصعيد الأزمة، لذا فإن مواقفهم غير متطابقة.
وفقا لهذا؛ إن هذا الإجراء من جانب الصهاينة، والذي سيرافقه بطبيعة الحال ردود فعل متناسبة بسبب تغير المعادلات الأمنية في المنطقة، هو في الواقع محاولة لتصعيد الأزمة، وإشراك المزيد من مناصري هذا الكيان في الحرب، وإيجاد مخرج أخيرا من الأزمة التي يعيشها وحالة اليأس التي تخيم عليه.
نورنيوز