– تتماوج الإبداعات الأدبية في الحركة الثقافية الفلسطينية شغفاً و تعلقاً وارتباطاً وثيقاً بما يجري على الأرض المقدسة الطاهرة .
– فالأدب المقاوم صورة صادقة عن المقاومة فهو الكشاف الذي يستشرف الآفاق كلها ويرسم ويلون كل ما في فلسطين بلون المقاومة والشهادة والتضحية والفداء .
– ولعل من الإبداعات المتجددة في هذا المجال ” كتاب : التلاحم النضالي و الإبداعي الإنساني في الحركة الثقافية الفلسطينية “ للكاتب والباحث الإعلامي الدكتور فضيل حلمي عبد الله .
– ولأهمية هذا الكتاب من حيث المضمون الملامس للواقع الثقافي الفلسطيني ، أقيم في المركز الثقافي العربي أبو رمانة ندوة فكرية لتسليط الضوء على الكتاب في دراسة نقدية فكرية حوله ، بمشاركة عدد من الأدباء و الباحثين في الثقافة والفكر المقاوم .
– وقد أدارت الندوة الإعلامية والأدبية لبنى مرتضى التي أكدت في تقديمها على أن طريق المقاومة شاق وطويل وعالم الأدب المقاوم مترامي الأطراف وهو بحاجة إلى ثورة في الفكر والمعنى وارتباط وثيق بين النسيج الأدبي و الواقع .
– وكان من بين المشاركين الباحث الأديب بكور العاروب الذي ألقى الضوء على معاني المقاومة ودورها الإنساني في حماية الأرض وكرامة الإنسان وأهم السبل الواجب إتباعها للكتابة عنها ؛ مشيراً أن أدب المقاومة هو وجود المقاومة والبوتقة التي تذوب فيها وكذلك لاتساع مجالاتها وأهمية التعامل المنهجي والتوثيقي في مجال من مجالاتها.
– وشدد العاروب على أن الكاتب المناضل عندما يكتب عن المقاومة و النضال و التضحية والأرض تشعر أن الحالة الوجدانية تغلب عليه و على كتاباته في عكس ما يتلقاه ، وإن كان الدكتور فضيل قدّم عدداً من المواضيع بشكل منهجي دقيق ، وخاصة في مجال مواجهة التطبيع .
– بدوره أكد ” الراصد الإعلامي لشوؤن الكيان الصهيوني ” كرم فواز الجباعي ” رئيس القسم العبري في وكالة إيران اليوم الإخبارية ، في كلمة حول الكتاب أكد فيها احتواءه على دراسات تناقش العلاقة الجدلية ما بين الإنسان والواقع .
– مشيراً إلى أن الثقافة هي سلوك إنساني وحضاري، خاصة وأن الدكتور فضيل أخذ من الشعر العربي عنواناً لمرحلة التحرر الإبداعي ، والمسمى ما قبل الحداثة وما بعدها في الشعر والأدب .
– ونوها الجباعي : أن الكاتب فضيل قدّم من خلال كتابه دراسة تتعلق بالحياة الثقافية في سورية وفلسطين بنظرة تحليلية إيجابية في أزمة الصراع الفكري وتداعياته في أعقاب أزمة الهوية الفلسطينية التي تشكل الإرث الثقافي ما بين الأرض والإنسان والنكبة وذاكرة الانتماء .
– وأشار الجباعي إلى التلاحم الثقافي وكفاح الشعوب القائم بين الانتماء الوطني والهوية في مواجهة الاحتلال والصراع مع المحتل الزائل .
– وأكد الجباعي أن الهوية هي الجوهر الفكري لحالة المقاومة والمواجهة الشعبية المجتمعية ولعل الحالة الفلسطينية ، ورأى الجباعي أن عنوان الكتاب ومضمونه يؤكد القيم في التلاحم الثقافي والنموذج الثقافي ، بتجسيد المشهد الثقافي والحالة والهوية وتحويله إلى قدرة وإرادة على المواجهة .
– وكان لمؤلف الكتاب الباحث الأديب الدكتور فضيل حلمي عبد الله مشاركة قيمة في النقاش أكد من خلالها وجود عدد من الدراسات التي تخص القضية الفلسطينية ، كأدب السجون وما يمثله من الأدب الفلسطيني المقاوم الذي هزم الفكر الإرهابي الصهيوني وانتصر عليه .
– كما أشار إلى أن الكتاب تضمن تاريخ المسرح الفلسطيني بأشكاله المختلفة السمعية والبصرية والتأملية ، إضافة إلى الحياة الثقافية وأزمة الصراع الفكري في أعقاب أزمة الهوية الفلسطينية.
– أما مدير المركز الثقافي في أبو رمانة السيد عمار بقلة ، فقد أكد في مشاركته ضرورة أن يعكس الأدب المقاوم الواقع المعاش ليكون المرآة الحقيقية لواقع الاحتلال ومن يسانده ويشد على يده .
– وفي الختام أجمع المشاركون وأجمعت المداخلات على أهمية الطرح الذي تضمنه الكتاب ليكون الأدب الفلسطيني والدراسات الفكرية و النقدية في الحركة الثقافية الفلسطينية خير سند للمقاومة والمقاومين .
