المشاريع التقسيمية مهمة دائمة للقوى الاستعمارية .. بقلم : نبيل فوزات نوفل

#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية

 

 

– منذ مؤتمر كامبل وقراراته في عام 1907م ، لم توفر القوى الاستعمارية والصهيونية أي جهد لتقسيم المنطقة وضرب المشروع القومي العربي وقد نجحت في قطع أشواط مهمة على هذا الطريق فقامت بتنفيذ اتفاقات سايكس بيكو 1916 التي قسمت المنطقة على أساس جغرافي وبعدها زرعت الكيان الصهيوني في فلسطين وصنعت أنظمة عربية لحراسة مشروعها التقسيمي الخطير ، وهي بذلك استخدمت الوسائل كلها ومنها العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية والدينية ومع الزمن وجد قادة المشروع الامبريالي الصهيوني أن التواجد العسكري والمواجهة المباشرة مكلفة لهم فطرحوا مشروعاً وآليات جديدة للتقسيم على أساس طائفي وعرقي وعشائري فبنوا مستوطنات داخل الكيانات العربية المصطنعة ،وعملوا على تربية العملاء تحت عباءات مختلفة سياسية واقتصادية ودينية وثقافية لاستخدامها عند اللزوم بعد تهيئة الظروف المناسبة من خلال خرق حكومات البلدان والدويلات بإتباع سياسات تسيء للشعب وفئاته الفقيرة بحيث يصبح المواطن يكفر بكل القيم والمبادئ مقابل تأمين لقمة العيش لأبنائه .

– وهذا ما حدث في أكثر من مكان وبدأ الكثير من المفكرين الغربيين يقدمون الدراسات والأبحاث بالتخلي عن المواجهة المباشرة والقتال والتدمير عن طريق أبناء هذه البلدان نفسها فبدؤوا يقاتلون بدماء وأموال وأبناء شعوب المنطقة من دون أن يدفعوا أي تكاليف سواء كانت بشرية أو مادية من خلال مستوطناتهم وخلاياهم النائمة التي زرعوها وأوصلوا بعضها إلى مراكز سلطوية عبثت تخريباً في إضعاف الأوطان ووضعتها تحت تبعية القوى الأجنبية وأدخلت بعضهم في الأحزاب الوطنية والقومية فوصلوا إلى مراكز قيادية وعند تعرض البلد للعواصف سرعان ما غيروا لونهم واتجاههم والتحقوا بركب العملاء فهم وصوليون انتهازيون كالحرباء .

– لقد مثلوا هؤلاء مع القوى الطائية والعرقية والعشائرية أذرع سرطانية في جسد الأمة نمت وتكاثرت مستغلة حالة الفساد التي مارستها الحكومات وحالة الأنانية وضع الشعور الوطني والقومي وحس المسؤولية عند بعض من تسلموا مهام قيادية فحرضوا الجماهير الشعبية التي وقفت وناضلت وضحت وقدمت الشهداء لحماية الوطن والحفاظ على ثوابته الوطنية لكن حالة الجوع والفقر والسياسات الاقتصادية التي لا تخدم إلا فئة قليلة من الشعب والتي جاءت تنفيذاً لتوصيات البنك الدولي الصهيوني سمحت لهؤلاء الصبيان والخونة تصدر المشهد السياسي والعبث بالأحزاب الوطنية وإضعافها وظهور المستوطنات التقسيمية لتعبث بمصائر الأمة .

– إننا نناشد كل القوى الوطنية والتقدمية أن لا تقع في فخ الأعداء ودعم المشاريع التقسيمية الاستعمارية وفي الوقت نفسه محاربة الفساد والمفسدين وتقويم أعوجاج النهج الاقتصادي الذي يقوم على اقتصاد السوق وخصخصة القطاع العام وحماية ثروات الشعب من اللصوص الداخليين والخارجيين ،فمشاريع التقسيم ما زالت مستمرة وتقودها الولايات المتحدة وتركيا والغرب الاستعماري والكيان الصهيوني وما على أبناء الأمة إلا الوحدة والتعاضد لأن المصيبة ستصيب الجميع إن نجحت مشاريع التقسيم الجديدة وأملنا بالقوى المقاومة كبير ، وبالقوى الوطنية والقومية والمثقفين الشرفاء أن يستنفروا ويفضحوا ويعروا كل هذه المشاريع والعوامل المساعدة على انتشارها وأدواتها ومستوطناتها .

 

– بقلم : نبيل فوزات نوفل ” رئيس قسم الدراسات ” وكالة إيران اليوم الإخبارية .