#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– حرب دائمة من أجل كذبة سلام دائم ..هكذا باتت الاستراتيجية الأميركية في سورية وهي تحرك الأحداث بما يتوافق مع الأنفاس المتقطعة للأحادية القطبية لواشنطن ..فبايدن لا يريد أن تنتهي الحرب على سورية على الأقل خلال ولايته الحالية، وربما بدأت وكالة رويترز العالمية والمنحازة في أقلامها لجهة الغرب تعبر عن هذه الأمنية لرئيس البيت الأبيض بنشر المقالات التي تحلل وتحدد مدار وزمن الحرب على سورية، وأن هذه الحرب قد تمتد إلى عشر سنوات وأكثر طالما أن شعار مكافحة الإرهاب باق ويتمدد على حدود خيم “داعش” التي عادت واشنطن لتنصبها من جديد في ظل قواعدها اللاشرعية في سورية.
واشنطن بعماها السياسي تتلمس الخارطة السورية وتبحث عن ثقب أو ثغرة لتظهر مجددا في المشهد السياسي على أنها الطرف الأقوى، بل وتهرب من مأزق الشمال السوري بين مرتزقتها “قسد” والعشائر العربية التي وضعتها في موقف الشلل السياسي إلى الجنوب هناك، حيث يبحث النواب الديمقراطيون عن مزيد من الفتنة والفوضى والاغتيالات ويقدمون أنفسهم للإعلام على أنهم المخلصون والقادمون من المريخ السياسي ضمن أطباق الديمقراطية الطائرة.
بات من الواضح أن واشنطن تجتر التعويذات السابقة للأزمة في سورية، وتصنع المشهد وتفتح علب التصعيد لتتسلل إلى المنطقة الجنوبية تلك التي تحلم بها “إسرائيل”، وتحقق المزيد من أحلامها الاحتلالية في سورية وفي المنطقة، فالمعركة بالنسبة لأميركا ليست كما “إسرائيل” معركة وجود وليست حدودا فقط، بل هي مكاسرة كبيرة للسيطرة على كل الكرة الأرضية، هي مكاسرة بين قوى عالمية، وهو أفول للقطب الامبريالي المهيمن أميركيا وما يحمله هذا الأفول والسقوط من تداعيات ضخمة وتغيير كلي في المناخ السياسي العالمي، ويبدو أن ميدان هذه المكاسرة هي انتصار السوريين واخراج المحتل الأميركي، أو استمرار معاناتهم والحرب عليهم بكل أشكالها السياسية والاقتصادية والعسكرية، ومن يظن أننا نبالغ عليه أن يراجع المشهد، فالنقطة الوحيدة التي تتواجد فيها القوات الروسية الحليفة والقادمة بطلب سوري في مواجهة الاحتلال الأميركي هي سورية ..لذلك فإن الحرب هنا حرب عالمية لا تريدها حتى واشنطن، لذلك تذهب للوكالة وإدارة الأدوات لاستمرار معاناة السوريين، والمد بضعة أشهر أو حتى سنين بعمر قطبيتها الأحادية.
– بقلم : عزة شتيوي ” الكاتبة والإعلامية والخبيرة الإستراتيجية “
– رئيسة المجموعة الإقليمية للإعلام الرقمي والشباب في الإتحاد الدولي للصحفيين .