#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– بمشاركة مؤسسة القدس الدولية (سورية) ، أقام مكتب الاتصال القومي-القيادة الفلسطينية لحزب البعث العربي الاشتراكي القيــادة المركزيـة ندوة حوارية بعنوان: (آفاق العمل القومي والقضية الفلسطينية) يوم الإثنين 7/8/2023م في قاعة السابع من نيسان-مبنى البرامكة. تحدث فيها: الرفيق الدكتور محمد قيس؛ الأمين العام للقيادة الفلسطينية لحزب البعث العربي الاشتراكي، والرفيق الدكتور خلف المفتاح؛ مدير عام مؤسسة القدس الدولية (سورية)، والرفيق العميد مصطفى حمدان؛ أمين الهيئة القيادية في حركة مرابطون، والرفيق اللواء أبو أحمد فؤاد؛ عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
– بدايةً ، افتتح العميد مصطفى حمدان الندوة ببعض الكلمات من دمشق إلى أهلنا في فلسطين: “أيها الفلسطينيون .. لا كل مقررات القمم، لن نطبقها عليكم، ولن نعطيكم دروساً في الصمود وكيفية الوصول إلى هذا الذي نعيشه اليوم وكيفية الخروج منه؛ فأنتم تقرؤون آياتكم علينا ونحن نشهد، تقرؤون آيات الفتح والنصر المبين والتكبير والكوثر والتكوير وقل هو الله أحد، ونحن نرى الفدائي الذي يخلق من السكين والرصاصة أفقاً، أنتم تقرؤون آياتكم على الأمة كلها من محيطها إلى خليجها ونحن نشهد”.
– مؤكداً أن على جميع العرب اليوم أن يتجهوا نحو فلسطين، ويقاوموا مشروع التفتيت والتقسيم؛ الذي تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إليه.
– وتوجه حمدان بالدعوة الدائمة والمستمرة إلى كل القوى القومية والتقدمية العربية لصياغة المشروع الكفاحي الواحد، والانضمام في مسار ومصير جبهوي واضح الأهداف؛ يرتكز في بنيانه الأساسي على عودة شباب الأمة إلى وعيهم التقدمي القومي العربي في مركزية فلسطين الجغرافية الكاملة والتاريخ.
من جهته، أشار الدكتور محمد قيس أن في السنوات الأخيرة تمت مشاهدة عديد من الأصوات والتيارات التي باتت تهرف بالكلام عن موت “القومية العربية”، وأن الفكر القومي بات آيلاً للسقوط، وأصبح ” موضة قديمة “، والقضية الفلسطينية ؛ هي قضية الفلسطينيين وحدهم، وأن العرب غير معنيين بها لاسيما مع “امتداد سياسات التطبيع لبعض الأنظمة العربية مع الكيان الصهيوني”.
– لافتاً إلى أهمية توسيع مفهوم المقاومة، -خاصة مقاومة الفكر-؛ الذي يغزونا بشكل قسري؛ بهدف تفكيك البنية الفكرية للشعوب العربية.
– كما بين قيس أنَّ ما تتعرض له الأمة العربية من مشاريع لتدميرها وإجبارها للتحول لخدمة المشروع الصهيوني؛ يستوجب علينا العمل لإحياء المشروع القومي العربي، وتوحيده للنهوض بواقعنا العربي اليوم أكثر من أي وقت مضى، وعلينا أن نحرص على عدم الفصل بين القضية الفلسطينية وبين بعدها القومي، بل علينا دائماً الربط بينها وبين المخططات الغربية والصهيونية التي تحاك اتجاه كل الوطن العربي، وبينها وبين تردي الأوضاع العامة والاقتصادية للأقطار العربية.
– بدوره ، تحدث اللواء أبو أحمد فؤاد عن أبعاد القضية الفلسطينية وارتباطها بقضايا الأمة العربية وواجبها نحو الشعب الفلسطيني وقضيته. كما تطرق إلى الاعتداءات المتكررة على سورية، وأضاف: “أين هم العرب مما حدث في مؤتمر القمة العربية بإسناد سورية ووحدتها؟ والموقف من هذه الاعتداءات التي يقوم بها هذا الكيان الصهيوني على الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين”. موضحاً أن القضية الفلسطينية ستستمر قضية الأمة بأكملها وليست قضية الفلسطينيين وحدهم. مشدداً على الوحدة الوطنية التي تقوم على أساس المقاومة واستمرارها وكل الخيارات الأخرى التي سميت: “خيارات سلمية” سقطت وانتهت، وما علينا إلا أن نستمر في المقاومة.
– وفي الختام، أكد الدكتور خلف المفتاح أنَّ المهم من هذه الندوات؛ هو تنشيط الذاكرة باتجاه أي حدث له هذا الموقع المركزي في تاريخنا، ومن المهم إعادة ترتيب الوعي وهندسة الصراع على أسس جديدة؛ لأنه بطبيعته يتميز بديناميكية متحركة في إطار الجغرافية والأطراف؛ فمن هنا تأتي أهمية هذه الندوة؛ كونها تعيد صياغة رؤية كل ما هو راهن في الصراع؛ ولاسيما العربي-الصهيوني، خاصة وأنه صراع مركب؛ فيه البعد: الوطني الفلسطيني، والقومي، والديني، والدولي، والإنساني، ومن خلال هذه الحزمة من العناصر يمكن القول: “إنه صراع ممتد وله جغرافية ثابتة من جهة الأطراف، ويرتبط بالظرف الدولي وصراع القوى الكبرى”. مشيراً إلى أنَّ الفعل المقاوم اليوم -وفي ظل التحولات الحاصلة بعد الحرب على سورية- بدا أكثر حضوراً مع تراجع الحل السياسي.
– وتطرق المفتاح إلى موضوع يتعلق بالجغرافية الحاكمة أو ما يسمى الدولة الحاجز؛ بأنَّ وجود هذا الكيان في المنطقة العربية، ووفق العالم السياسي الألماني راتزل الذي يقول: “إنَّ هناك دولة حاكمة تحول دون تواصل الدول”؛ إذ يعد فلسطين أنموذجاً على ذلك بأنها الدولة الحاجزة؛ التي تحجز ما بين مشرق الوطن العربي ومغربه. مؤكداً على أن لإسقاط تلك العناصر كلها يجب إعادة هندسة الصراع وفق هذه المفاهيم، والبحث في ديناميكية جديدة تبدأ باتجاه تحرير فلسطين والجولان.
– وفي ختام حديثه أشار د.خلف إلى أن الرئيس بشار الأسد حول المبادئ إلى حقائق وانتصار حين قال: “إننا لسنا بحاجة لقمة عربية وإنّما إعادة ترتيب المنظومة العربية والتفكير في أساليب جديدة نحو طريق الوحدة وتحويل هذا الحلم إلى حقيقة”، إذ يشكل هذا القول إضافة لما قدمه الرئيس حافظ الأسد -في المؤتمر القومي الثاني عشر عام 1975م- في إطار الوحدة العربية والخروج من شكلية وجود نظام تقدمي لإقامة وحدة معه؛ فمقاربة الوحدة ليست بطريقة عصابية أيديولوجية وإنّما بطريقة براغماتية تضم منفعة ومصلحة، ويتحقق ذلك من خلال العلاقات الاقتصادية، ورأس المال، والشراكات، والانفتاحات لخلق قاعدة اقتصادية تصبح الوحدة مصلحة للناس. وحول خطاب سيادة الرئيس في قمة جدة: -“علينا معالجة الأسباب لا النتائج؛ عندما نتحدث عن الوضعية العربية وثمة مخاطر تواجه أمتنا ولكنها تمنحنا الفرصة للاستفادة منها؛ سيما في ظل تحولات كبرى يشهدها العالم تنبئ بتعدد الأقطاب بحيث يتحرر القرار العربي من سطوة التدخلات الخارجية ونصبح رقماً في المشهد الدولي فاعلين مع حفاظنا على هويتنا وثقافتنا أمام زحف الليبرالية الحديثة ودفاعنا عن هويتنا الحضارية؛ فنحن أمام مشاريع خارجية تتقدم مع تراجع مشروعنا القومي وتعطيله يستدعي تطوير عمل وآليات الجامعة العربية؛ كي تتماشى مع العصر. إضافة إلى أن العمل العربي المشترك يحتاج إلى خطط تنفيذية بحاجة لسياسة موحدة ومبادئ ثابتة وآليات وضوابط واضحة؛ عندها سننتقل من رد الفعل إلى استباق الأحداث، وستكون الجامعة متنفساً في حالة الحصار لا شريك له ملجأ من العدوان لا منصة له ، وأن يتحول العرب إلى الشراكة في التنمية بدلاً من الحروب والدمار .
– وأضاف المفتاح: : عندما نقول أن السيد الرئيس ألقى خطاباً في مؤتمر القمة؛ يعني أن هذا الخطاب ذو مصداقية؛ لأن مصدر الخطاب ومُصّدره هو سيادة الرئيس ؛ – الذي يعني سورية – ؛ ما يدل على أنَّ الخطاب السوري الذي يتعلق بالقضية الفلسطينية ، وبمقاربة فكرة الوحدة؛ هو خطاب صادق وله تأثير ومردود؛ بدليل أنه يمتلك إرث من النضال والمقاومة والدعم للقضية الفلسطينية. كما يفترض أن تكون نقطة الخطاب مؤثرة في المخاطب أي ليس فقط الملوك والرؤساء وإنما الجمهور العربي؛ بمعنى أنه علينا أن نتحدث عن التغذية الراجعة لهذا الخطاب”. لافتاً على أن رؤية سورية كانت صحيحة ودقيقة في الأزمة التي مرت بها.