#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– لروسيا قاعدتان خارج روسيا .
– أمريكا لديها ١٧٨ قاعدة عسكرية في جميع أنحاء العالم .
– من هو المعتدي ..؟
– لم يكن يعرف قائل هذه العبارة السياسي الأميركي جيسي فينتورا أن عليه أن يكرر سؤاله وفق إحصائيات جديدة كل سنة أو ربما كل بضعة أشهر بما يتناسب مع التضخم المتزايد لعدد القواعد الأميركية في العالم والتي بلغت حتى الساعة 800 قاعدة عسكرية أميركية في ٧٠ دولة ، ناهيك عن عدد القواعد غير الشرعية .
– فمن يعتدي ليس على روسيا فقط بل على العالم ..؟!
– ماذا يريد البنتاغون من رفع عدد قواعده العسكرية إلى حدود الألف وربما أكثر في قادم الأيام ..؟
– هل تريد لكل إنسان على الأرض أن ينام وفي ظهره سلاح أميركي يفرض شروطه السياسية والاقتصادية والعسكرية أيضا ..؟
– أم أن أميركا قررت اعتقال العالم بأسره خاصة أنها باتت تشعر بالخوف والقلق من انهيار قطبيتها الأحادية ..؟
– أميركا لا تحاصر بقواعدها خصومها فقط بل تضع حلفاءها تحت الإقامة الجبرية لقرارها السياسي، فتبني قواعدها على ضفاف التحالفات بحجة حماية الحليف، وهي إذ ترصده بالقواعد العسكرية، وتقيد جيشه بالاتفاقيات والأسلحة، وتتجسس عليه من خلال تواجدها قادرة على رصد أي تحرك يخالف اتجاهاتها كما تفعل اليوم بصديقها المفخخ اردوغان .
– اليوم تبني أميركا قواعد عسكرية في اليونان لتحتل لها خطاً متأخراً في البحر المتوسط، وترصد من إطلالتها هناك كل التحركات التركية وفي الشرق الأوسط عموماً، خاصة بعد ما سبح أردوغان في المياه السياسية الدافئة مع روسيا بما يخص الملف السوري ، ووصل إلى نقطة الوعود في التفاهمات بأن ينسحب من الأراضي التي يحتلها في سورية ، فقررت أميركا إغضابه وإجباره على الاستدارة مجدداً ، والضغط عليه بمزيد من القواعد في اليونان فهناك حيث تطفو على المتوسط صراعات واتفاقات حول الغاز تريد أن تكون واشنطن قريبة لما يجري وقادرة على إحباط أي تفاهم خارج عن سيطرتها خاصة أنها لا تثق بأردوغان رغم تواجد أكبر قواعدها على الأراضي التركية ، فهي تشك في ولائه إذا ما تعلق الأمر بالمواجهة مع روسيا خاصة أن الحليف الروسي لسورية موجود بشكل شرعي، ويسعى مع الجيش السوري لطرد القوات الأميركية.
– إذاً واشنطن تطوق حلفاءها وخصومها بالقواعد العسكرية .. وارتفاع وتيرة نشر القواعد وزيادة الميزانية لها بما يقارب ٢٠٠ مليار دولار هو دليل على قلق واشنطن التي يلاحقها كابوس انهيار قطبيتها وظهور القطبية المتعددة القائمة على الشراكة بين الدول وليس الهيمنة .
– لذلك سنرى تزايداً للانتشار الأميركي الذي يريد اعتقال العالم بأسره ، وربما نرى تغييراً في تعريفات واشنطن العسكرية فهي إذ تعرف اليوم القاعدة العسكرية بأنها “ أي موقع جغرافي محدد توجد فيه قطع خاضعة بالولاية القضائية لأحد مكونات البنتاغون مملوكة أو مُؤجَّرة له “ .
– فهي لا تجد مسمى لاحتلالها الأراضي والثروات النفطية في سورية سوى الإقامة بالحجة الداعشية ، وهي تأخذ التراخيص بنشر جنودها بختم وجود الإرهاب وذريعة مكافحته .. فالأصح أن يكون هناك من يتساءل من ينشر الإرهاب في العالم ، وكيف تفرش أميركا قواعدها في ظلال خيام داعش والنصرة دون أن يلسعها لسعة واحدة في سورية أو غيرها .
– بقلم : عزة شتيوي ” الكاتبة والإعلامية والخبيرة الإستراتيجية “
– رئيسة المجموعة الإقليمية للإعلام الرقمي والشباب في الإتحاد الدولي للصحفيين .