حوزة فقه الأئمة الأطهار تقيم مجلس عزاء بذكرى استشهاد ” غرة شمس النهار .. و مشكاة الأنوار ” السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام

#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية_زهير البغدادي

 

 

 

– إن أصدق الدموع تلك التي تذرفها العيون على حبيبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم و بضعته و سيدة نساء العالمين في الدنيا و الآخرة ، الصدّيقة الطاهرة المطهرة السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها والدة سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين عليهما السلام .

– إن السيدة فاطمة عليها السلام .. هي سليلة النبوة ورضيعة در الكرم والأبوة .. ودرة صدف الفخار .. وغرة شمس النهار .. وذبالة ( أي فتيلة ) مشكاة الأنوار .. وصفوة الشرف والجود .. وواسطة قلادة الوجود .. نقطة دائرة المفاخر .. قمر هالة المآثر .. الزهرة الزهراء.. والغرة الغراء.. العالية المحل .. الحالة في رتبة العلاء السامية .. المكانة المكينة في عالم السماء.. المضيئة النور.. المنيرة الضياء.. المستغنية باسمها عن حدها ووسمها .. قرة عين أبيها .. وقرار قلب أمها .. الحالية بجواهر علاها.. العاطلة من زخرف دنياها .. أمة الله وسيدة النساء .. جمال الآباء وشرف الأبناء .. يفخر آدم بمكانها .. ويبوح نوح بشدة شأنها .. ويسمو إبراهيم بكونها من نسله .. وينجح إسماعيل على أخوته إذ هي فرع أصله .. وكانت ريحانة محمد من بين أهله .. فما يجاريها في مفخر إلا مغلب .. ولا يباريها في مجد إلا مؤنب .. ولايجحد حقها إلا مأفون ” الضعيف الرأي ” .. ولا يصرف عنها وجه إخلاصه إلا مغبون .

– وفي ذكرى استشهادها القديم الجديد المتجدد لا تجد الأرواح متنفسا لها إلا ذرف الدموع لعلها تطفئ لهيب المواجع والآلام فكانت مجالس العزاء التي انتشرت في كل مكان تخفيفا للأرواح من أحزانها التي لا تنتهي باستشهاد الزهراء عليها السلام .

– فقد أقامت ” حوزة فقه الأئمة الأطهار التابعة لمكتب المرجع الديني الكبير آية الله العظمى الشيخ محمد الفاضل اللنكراني ” قدس الله نفسه الزكية “ بجوار مقام السيدة زينب عليها السلام ، مجلس عزاء كبير بهذه المناسبة ، حيث بدأ المجلس بتلاوة عطرة من القرآن الكريم بصوت القارئ السيد جمال محمد  طحان .

– بعد ذلك ألقى ” خادم منبر آل البيت الخطيب عليهم السلام الحسيني سماحة السيد أحمد حسين العلي “ مجلس العزاء تحدث فيه بداية عن صفات الصديقة الطاهرة وبأنها سيدة نساء العالمين ” المجهولة قدراً و المظلومة جهراً “ .

– وأكد السيد العلي : على أن من تمسك بهم فاز فوزاً عظيماً أراد آل البيت سلام الله عليهم .

– وتحدث عن قصة أرض فدك التي نحلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم للزهراء بعد نزول جبريل بقول الله تعالى { وآت ذا القربى حقه } .

– حيث سأل النبي جبريل من القربى و ما حقه فقال قرباك فاطمة و حقها فدك و فدك محلة تبعد عن المدينة ١٦٠ متر و تمتاز بأنها أرض خصبة ينابيعها كثيرة و مليئة بالنخيل و الأشجار المثمرة .. وفدك هذه هي مما صالح عليها يهود خيبر النبي صلى الله عليه و سلم بعد أن فتح الله خيبر و نحلها النبي فاطمة .. وفدك هذه خيراتها و إيراداتها تحصى  بين ٢٤ و ٧٠ ألف دينار .

– وعندما تطالب الزهراء بفدك لا يخطرن على البال متاع الدنيا و زخرفها بل هي طالبت بحق أثبته الله لها لأن هذه الأموال لم يأخذها النبي لنفسه و لا الزهراء لنفيها بل كانت لفقراء آل هاشم و ابن السبيل .

– وذكر سماحته تفاصيل رفع يد الزهراء عن فدك و أسبابه إذ قال لقد عرفوا أن فدك ستكون قوة اقتصادية بيد أمير المؤمنين فرفعوا يد الزهراء عنها و أخرجوا عمالها ثم طالبوا الزهراء بالدليل على الملكية .. ثم طالبوها بالشهود و مجرد طلب الشهود من الصدّيقة هو تعد على الله عز وجل و تعد على رسول الله بل فيه تكذيب للقرآن لأن الزهراء ممن أنزل الله فيهم بأنه أذهب عنهم الرجس و طهّرهم تطهيرا فهي منزهة عن الكذب ، ومع ذلك جاءت بالشهود ، ولكن الشهود الأربعة تم رفضهم و هم أمير المؤمنين علي عليه السلام حيث تم رفضه بقولهم إنه يجر النار إلى قرصه ، وفي هذا تكذيب لرسول الله حين قال ” علي مع الحق و الحق مع علي .. تم رفض شهادة الحسن والحسين عليهم السلام ” بحجة أنهما صغيران متناسين أن النبي أثبت لهما مقام سيدا شباب أهل الجنة في صغرهما و أنه قد أذهب عنهم الرجس و رفضوا شهادة أم أيمن بتهمة أنها تحابي الزهراء و نسوا أن النبي شهد لأم أيمن بأنها من نساء الجنة و لا يمكن أن يدخل الجنة كاذب أو محابِ .

– بعد ذلك قالت الزهراء عليها السلام ، إن كنت منعتنيه كنحلة فأعطنيه كإرث فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة .

– ثم استطرد سماحته في صحة الحديث و علله و رواته و تشكيك الزهراء فيه بقولها أيدخلكم الله في حكم و يخرج أبي منه .. إلى أن أعادوا إليها صك ملكية فدك وفي هذا التراجع إشارات كثيرة إلى عدم صحة الحديث السابق .

– بعد ذلك استعرض سماحة السيد أحمد العلي بكاء السيدة الزهراء والدها في بيت الأحزان ثم تحت شجرة الأراك ثم التزمت دارها تبكي أباها إلى أن دنت وفاتها  وكانت تزور قبر النبي صلى الله عليه و سلم و تأخذ من تراب القبر و تدنيه من عينيها وتقول :

– ماذا على من شمّ تربة أحمد … ألا يشمّ مدى الزمان غواليا

– صبت عليّ مصائب لو أنها … صبّت على الأيام عدن لياليا

– كما وتحدث في ختام المجلس قائلاً : كيف نعت السيدة الجليلة نفسها لأمير المؤمنين وأوصته بدفنها سراً ، وكيف تم لها ما أرادت وبكاء أمير المؤمنين عليها وافتراقه عنها بالموت .