إدارة الغضب .. بقلم : الدكتور خلف المفتاح – مدير عام مؤسسة القدس الدولية (سورية)

#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية

 

 

 

– يرى عديد من علماء النفس أن الانفعالات الحادة والغضب هي من أكثر العوامل التي تؤثر في حياة الإنسان وصحته النفسية، ولها انعكاس كبير على محيطه الاجتماعي والأسري والوظيفي إضافة لمزاجه العام، وللغضب درجات ومستويات ترتبط بطبيعة الشخص وبنيته النفسية وطبعه سواء كان ذو ترجيع قريب أو بعيد ونظراً لتأثير الغضب على السلوك الاجتماعي والعلاقات الإنسانية تشكلت في بريطانيا جمعية سميت الجمعية البريطانية لإدارة الغضب مهمتها تقديم النصائح والحلول والعلاجات لعدم الوقوع بحالات الغضب المؤذي للفرد والجماعة سيما وأن الغضب يحدث غالباً بمؤثرات خارجية تتفاعل مع بنية نفسية ومزاج خاص للفرد او لمجموعة أفراد إذ يحصل لدى الشخص نشاط هرموني يؤدي به إلى الاضطراب، وسبب ذلك الاستجابة عالية الحساسية؛ لذلك الحدث الطارئ وكل ذلك يترافق بارتفاع عدد دقات القلب من 80 إلى أكثر من 140 في الدقيقة الواحدة يصاحبها حركات في بعض مفاصل الجسم مع توتر عصبي يؤدي ببعض الأشخاص ممن لديهم مشاكل قلبية إلى ارتفاع في الضغط إلى درجة الإصابة بالجلطة الدماغية أو القلبية، إضافة إلى أن الغضب؛ يؤدي لارتفاع نسبة الكوليسترول في الجسم ويجعل الشخص يستنشق ثلث حاجته من الاوكسجين .

– وبالعودة للعنوان، فإنّ ثمة عوامل عديدة للغضب بعيداً عن الأسباب الذاتية، منها: الحياة الاقتصادية والمعيشية كما هو حاصل في بلادنا حالياً بحكم ظروف الحصار والضغط الاقتصادي وانعكاسه على المزاج العام للمواطنين في يومياتهم، وتأمينهم للحاجيات الضرورية، يُضاف للعوامل الاقتصادية والاجتماعية ظروف المناخ، والطبيعة؛ التي يعيشها وسطها الإنسان فثمة فرق بين سلوك وردود فعل سكان الصحراء الجرداء وسكان المناطق الجبلية التي تكسوها الأشجار وتغمرها المياه.

– وعندما نتحدث عن دائرة التأثير في قطاعات العمل لا بد من التأكيد على دور الإدارة في خلق بيئة نفسية إيجابية لدى العاملين. إذ تشير الدراسات المتعلقة بالأمن الوظيفي إلى تحذير العاملين من السلوك الغاضب وقت العمل الذي يصل إلى درجة (الجنون الطارئ) حيث المثل الشعبي: الغضب يطفئ فانوس العقل.

– ولمعالجة حالات الغضب يقدم الاختصاصيون في الدراسات النفسية حزمة من النصائح للتخفيف من حالات أو نوبات الغضب حتى لا تتحول إلى حالة من السخط والهستيريا، منها: التزام الغاضب الصمت وعدم تحريكه لأطرافه بما يدل على التهديد والوعيد، وعدم تقطيبه لحاجبيه في مواجهة من أثار غضبه، وضرورة تغيير الشخص لمكان جلوسه وشربه الماء البارد ما يساعد على الإقلال من نسبة الهرمونات المتدفقة، وكذلك عدم مغادرة المكان والخروج للشارع أو قيادة السيارة، وتبقى النقطة الأهم في المعالجة؛ متمثلة في زوال المؤثرات الخارجية المستفزة والضاغطة من تصريحات ووعود كاذبة ومخالفة للواقع، واحترام مشاعر الناس وظروفهم ما يساهم في امتصاص مشاعر الغضب لا رفع وتيرتها وتخصيبها الذي قد يصل إلى درجة الانفجار .