#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– تُعتبر مساعي ( تيار الصدر ) ، على مدى الأشهر القليلة الماضية؛ للتحالف مع “الحزب الديمقراطي الكُردستاني”، بقيادة “مسعود بارزاني”، بالتوازي مع استعداد، “مصطفى الكاظمي”، رئيس الوزراء العراقي، لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة في تشرين الأول / أكتوبر المقبل، مسألة بالغة الأهمية، طِبْقاً لما اعتبره مراقبون سياسيون؛ كما لفت انتباه التيارات السياسية العراقية.
ولعل الاقتناع بتلكم المسألة غير مسبوق بالنسبة لشخصية بوزن: “مقتدى الصدر”، بأبعادها النفسية وسوابقها، ومن العسير أن ينصرف زعيم سياسي في قامة: “الصدر”، فجأة وبشكل صادم عن التحالف مع أكبر أحزاب “إقليم كُردستان العراق” نفوذًا؛ وكذلك المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة. وَفْقاً لـِ “آرمان سليمي”؛ الخبير الإيراني في الشأن العراقي، في موقع (الدبلوماسية الإيرانية)؛ المقرب من “وزارة الخارجية”.
لقد أعلن “مقتدى الصدر”، زعيم (التيار الصدري)، ومؤيد كتلة (سائرون) في “البرلمان العراقي”؛ باعتبارها الكتلة الأكبر، الانصراف رسميًا عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية المبكرة.
وعلى الفور تصدر القرار وسائل الإعلام واستحال الموضوع الرئيس في المشهد السياسي العراقي، بل إن بعض التيارات والقيادات السياسية سعت إلى إقناع، “الصدر”، بالعدول عن القرار.
ويطرح مجموع هذه التطورات الأسئلة عن أسباب قرار “مقتدى الصدر”، المفاجئ، وأهدافه من وراء هذا القرار؟ كذلك ما هي احتمالات أن يُعيد “الصدر” النظر في قرار مقاطعة الانتخابات؟
وللإجابة على هذه الأسئلة المحورية؛ يعتقد كاتب المقال؛ أنه من الممكن فقط فهم قرار “الصدر”، في ضوء الأبعاد النفسية، لـ”الصدر” نفسه.
وبالنظر في رؤية “الصدر”، تجاه التطورات العراقية بعد 2003م، يمكن تحليل أسباب تصرفاته غير المتوقعة، التي تُمثل سمة بارزة في القرار الرسمي بخصوص مقاطعة الانتخابات؛ بواسطة قراءة أبعاد “الصدر” النفسية.
– النرجسية :
“النرجسية” والبحث عن سلطة ومكانة سياسية ودينية؛ من أهم خصوصيات، “الصدر”، النفسية.
والحقيقة أنه شخص يسعى للسلطة، ودائمًا ما يعترف بقيمة تزيد عن الحد لكل تصرفاته ولا يقنع بحصته، ويُجدر الانتباه إلى أن الشخصيات الانفتاحية؛ مثل: “مقتدى الصدر”، في حال حققت كل أهدافها، فإنه يشعر بالرغبة في السلطة ويتحرك باتجاه هدف آخر مجهول.
على سبيل المثال؛ في السنوات الأخيرة، وضع “الصدر” أسس جديدة لنفسه تقوم على مكافحة الفساد وتشكيل حكومة تكنوقراط.
وفي حال تحقق هذه الأهداف واقتلاع جذور الفساد من “العراق”؛ وتشكيل حكومة تكنوقراط على النحو الذي يريد، فإنه سوف يبحث مجددًا عن موضوع آخر، وهي أداة “مقتدى” للجديدة للتغطية على رغبته في السلطة.
– استخدام الصدمة للبقاء في الميدان ولفت الانتباه :
من المكونات الأخرى المهمة في شخصية “مقتدى الصدر”؛ عدم الاستقرار في القضايا والموضوعات السياسية والاجتماعية العراقية المختلفة على نحو يضرب بجذوره في روح “مقتدى” النرجسية.
فلقد اتخذ، على مدى العقدين الماضيين؛ الكثير من المواقف المتضاربة والمتناقضة، والهدف الرئيس هو لفت الانتباه؛ بدًء بقطع العهود ثم نقضها، مرورًا بالنضال ضد القوات الأميركية، ثم دعم المتحالفين مع “أميركا”، حتى الحصول على منصب وزاري بحكومة، “نوري المالكي”، ثم الاعتذار، وإعلان دعم، “بشار الأسد”، ومعارضة السياسات السعودية، في “البحرين” و”اليمن”؛ وإدانة “آل سعود”، ثم زيارة “السعودية”، وكلها من أهم النموذجات على تصرفات، “مقتدى”، والدخول في مسار الصدمة؛ بغية البقاء في دائرة الاهتمام.
– تقديم نفسه في صورة الزعيم والبطل :
إن نظرة عامة على سلوكيات وخصوصيات، “مقتدى الصدر”، الشخصية تكون النتيجة، أنه شخصية انبساطية هستيرية، وتظهر عليه علامات الهستيريا.
هو يتمتع بثقة كبيرة في النفس، ويبحث عن السلطة، ويحب الشعبية، وعنيد ومستبد وفي الوقت نفسه؛ كثير الكلام، ويبحث عن الإثارة ويحب لفت انتباه الناس.
ويتحسس “مقتدى”، بشدة حيال أملاكه أو بعبارة أخرى أوراقه، ويعتبر خسارة هذه الأوراق بمنزلة تهديد، لذلك فكل من يقترب من أملاك أو أوراقه فإنه سيواجه رد فعل، “مقتدى”، المضاد.
وهو دائمًا يبحث عن الأمور المثيرة في المجتمع، حتى يتمكن بهذه الوسيلة من تهيئة المجال أمام طرح نفسه وتياره.
والحقيقة أن، “الصدر”، يسعى، خلال المراحل الزمانية والمكانية المختلفة؛ لأن يحتل مكانة “القائد” أو “البطل القومي”.
وهو يتلذذ بصدارة وسائل الإعلام وتكريم الشخصيات السياسية والدينية له وأسرته.
وحاليًا؛ هو يظن أنه لن يكون محل اهتمامًا، في انتخابات 10 تشرين الأول/أكتوبر المقبل، ولذلك لا يمكنه التواجد في الميدان ؛ إلا أن يكون الرجل الأول. وعليه يبدو أن يُصنف المشاركة في الانتخابات كإجراء على مسار تقليل شعبيته، ويترصد تحسن الأوضاع للعودة إلى الساحة.
“ آرمان سليمي : موقع الدبلوماسية الإيرانية
– ترجمة : د. محمد بناية