بحضور رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية : الكيان الصهيوني يناقش في ” مؤتمر الأمن القومي ” التهديد الإيراني بواسطة المسيرات الحديثة المتطورة

#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية_رئيس قسم العبري_كرم فواز الجباعي

 

 

 

– عقد مايسمى معهد الامن القومي الصهيوني مؤتمره السنوي بحضور كافة رؤساء الاجهزة الامنية الاسرائيلية وبحضور مستشاراً الامن القومي ورئيسا لهيئة الأمن القومي اللواء الدكتور  إيال حولاتا الذي خدم في جهاز الموساد لعشرين عاماً .

– نظرية الأمن القومي يجب أن تقوم على فرضية أن اتفاقيات السلام مع العرب ، والردع الإسرائيلي، أمام العدو، قد تنهار في أي لحظة، لذلك يجب تبنى المبدئ القديم القائل : “من يريد السلام، عليه أن يستعد للحرب”، لذلك على إسرائيل، الاستعداد الدائم للحرب أو التصعيد، من أجل تأمين حماية الدولة، وتأمين وجودها، وتحقيق الانتصار في كل حرب.

– عودة إلى الأسس :

– صدر عن المؤتمر دراسة موجزة لما دار في اروقة المؤتمر الذي استمر لخمسة ايام وجاء في مقدمة الدراسة ان اسرائيل ومنذ قيامها، تقف أمام تحديات أمنية معقدة، تفرض على متخذي القرارات بلورة مبادئ للأمن القومي، وبلورة استجابات لهذه التحديات، وفقا لأسس نظرية الأمن التي وضعها بن جريون في سنوات الخمسينيات من القرن الماضي. والتي أثبتت فعاليتها مع الزمن بعد ملائمتها لتحديات الحاضر والمستقبل.

– المتغيرات الأساسية في الواقع الأمني، التي تتعامل معها إسرائيل، تنبع من سعي إيران للوصول الى سيطرة على المنطقة، من خلال سعيها للحصول على سلاح نووي، وبناء شبكة تأثير واسع لها، من اليمن حتى قطاع غزة .

– إضافة الى ذلك تتعامل إسرائيل مع متغيرات داخلية مجتمعية منها زيادة حجم السكان، والقوة الاقتصادية، وقدراتها التكنولوجية العلمية، والتفسخات المقلقة بوحدة المجتمع الإسرائيلي.

– خلاصة الدراسة :

– المجال الجغرافي :

هو العنصر الأكثر تأثيرا على الامن القومي، وغالبية سكان إسرائيل ومقدراتها تتواجد في منطقة جغرافية ضيقة، وهي المنطقة الساحلية، وهذا المجال الجغرافي ضروري وحيوي والذي يمكنها من حماية نفسها من صواريخ أرض أرض بعيدة المدى، وحماية المقدرات والمواقع الاستراتيجية وتشويش عملية نقل القوات بين الجبهات.

– المحيط الاستراتيجي  للكيان الصهيوني هو مبعث القلق الدائم وذلك لأربعة أسباب وهي:

– الطاقة, بمعنى النفط والغاز في الشرق الأوسط.

– طرق التجارة التي تمر غالبيتها من منطقة الشرق الأوسط.

– عدم الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط. والغرب معني بوجود إسرائيل حامية لمصالحه

– المواقع الأثرية الدينية في إسرائيل، ومن بينها مواقع أثرية للديانات السماوية الثلاثة، اليهودية والمسيحية والإسلام.

– حالة عدم الاستقرار الذي يسيطر على المنطقة منذ عدة سنوات، يتزايد منذ اندلاع الثورات العربية، التي زعزعت أنظمة الحكم في الدول العربية، وقادت الى صراعات مذهبية بين السنة والشيعة، اضافة الى صراعات داخلية في كل دولة، وكل هذه الأمور لها تأثير على الأمن القومي.

– التهديدات التي تقف أمام إسرائيل اليوم مختلفة عن تلك التي كانت تواجهها في السنوات الأولى لقيامها، التهديد المركزي أبان حرب الغفران، كان محاولة الدول العربية ابادة إسرائيل بالحرب. الآن الهدف الأول لعدو إسرائيل الأول – إيران ومبعوثيها، هو القضاء على إسرائيل بواسطة عدة وسائل مادية ومعرفية. وبالمقابل، يقوم أعداء إسرائيل بإدارة حرب واسعة ضد إسرائيل بهدف اضعاف شخصيتها أمام المجتمع الدولي، وبهدف المساس باقتصادها، وشرعية وجودها، كدولة الشعب اليهودي.

– يمكن تصنيف التهديديات الخارجية التي تواجه إسرائيل وفق عدة معايير وهي:

– تهديد تقليدي، مصدره بالجيوش أو الكيانات التي تمتلك شبه جيوش.

– والتهديد فوق تقليدي، وهو التهديد النووي الإيراني.

– وتهديد أقل من تقليدي: وهو الإرهاب والسايبر.

– الى جانب ذلك تواجه إسرائيل تهديدات داخلية أساسها ضعف وحدتها الداخلية، والخلافات حول القضايا الأساسية المتعلقة بشخصية الدولة. ولمواجهة هذه التهديدات على إسرائيل العمل على ضوء مبادئ الأمن العسكري والاجتماعي، وهذه المبادئ هي:

 -المبادئ العسكرية :

– استراتيجية دفاعية: تهدف الى تأمين وجود الدولة، والمبادرة بالهجوم  وإحباط أي تهديدات حولها من أجل توفير فترة وجود أطول قدر الإمكان.

– المعركة بين الحروب والاستعداد  للانتصار الواضح في الحرب.

– نقل المعركة لأرض العدو، وتقصير عمر المعركة.

– الاعتماد على الكيف وليس الكم، وتقليل حجم الخسائر قدر الإمكان.

– خارطة التهديديات حول إسرائيل، هي التي تبلور أهمية المنطقة، لذلك في أي اتفاق، يجب أن يتضمن سيطرة إسرائيل على القوة المطلقة، ومناطق العمق الاستراتيجي، مثل غور الأردن.

– المبادئ الاجتماعية :

– الجيش الإسرائيلي هو جيش الشعب، والجيش النظامي والاحتياط هم العناصر التي توحد المجتمع الإسرائيلي، ومعمل الصهر له.

– الجيش الإسرائيلي يقوم على أساس أسطورة المحارب، الذي ينتمى لمليشيات تعتمد على تجنيد القوات المدنية بالنظامي والاحتياط.

– على إسرائيل العمل على إيجاد القوة الكامنة في التجنيد الموجود حاليا، من أجل خدمة الجيش، مثل نموذج الخدمة القومية للجميع. والجيش سيختار منهم من هو ضروري له من المتدينين والعرب.

– حرية العمل للمستويين السياسي والعسكري، بالقضايا الرئيسية، وهذا يعد عنصر موحد بالمجتمع.

– عدم الارتكاز على القوات الخارجية والأجنبية، والاعتماد على القوة الذاتية لإسرائيل، ويجب الاستمرار بذلك.

– المبادئ المؤسسة لنظرية الأمن القومي :

تقوم نظرية الأمن القومي الإسرائيلي، على أساس مبدأ “حائط الحديد” أو الجدار الحديدي، الذي وضعه جابوتنسكي، وبحسب هذا المبدأ، يمكن أن يحدث سلام مع الإعداء، لكن بعد توصل الإعداء الى قناعة بأن جهودهم لن تضر بإسرائيل، ولن يتم السلام الا من خلال الحوار والمفاوضات، وليس بالعنف.

المنظومة الأمنية تعمل على حماية الدولة بشكل متواصل، في أوقات السلم والحرب، ولذلك يتم الاعتماد على تفعيل ثلاثة أنواع مركزية من الجهود والنشاطات وهي:

– الأول : التخطيط للحرب بواسطة بناء القوة.

– الثاني : القيام بالمعركة ما بين الحروب.

– الثالث : سرعة الرد على أي تهديد لسيادة الدولة.

– إسرائيل لا تتحمل المساس بها لفترات طويلة، لذلك ستعمل على احباط أي محاولات للمساس بها، وحماية نفسها على كل المستويات، خصوصا بريا، والحصول على الانتصار في أي معركة.

– البعد الاقتصادي الاجتماعي :

– الأمن القومي يمكن انجازه كذلك من خلال وسائل اقتصادية، ووسائل اجتماعية داخلية، التي يمكن لها أن توحد المجتمع، مثل التعليم، والثقافة، والتطوير التكنلوجي والنمو الاقتصادي.

– المجتمع الإسرائيلي، هو مركب حيوي بالأمن القومي، التحصين الاجتماعي الداخلي هو الذي يوفر فرصة النمو الاقتصادي، والمعنوي، واستخدام القوة المختلفة. هذه الحصانة الداخلية يجب أن تقوم على أساس الشرعية الداخلية، لإستخدام وسائل وجهود الأمن القومي.

– العلاقات مع أمريكا :

– العلاقات الخاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية، هي أساس القوة الإسرائيلية، وتعد العمود الفقري للأمن القومي الإسرائيلي، والمركب المركزي بهذا المجال هو التنسيق بين الدولتين، في المواقف بخصوص الأمن القومي، والمستوى الاستراتيجي، والاقتصادي، والدبلوماسي، والتمسك بالالتزام الأمريكي  بالحفاظ على تفوق إسرائيل النوعي.

– أخيراً : افردت الدراسة فصل خاص حول التهديد ايراني بواسطة المسيرات الحديثة التي طورتها اير ان مؤخرا و عبّر مسؤولون أمنيون عسكريون عن قلقهم المتزايد من المسيّرات الإيرانية التي تقدّمها إيران لحلفائها في سورية ولبنان وغزّة واليمن واكد المؤتمر أن الإيرانيين ” يطوّرون لوحدهم كافة المكونات الأساسيّة – جسم المسيّرة، المحرّك، منظومة التوجيه، القدرة على التهرّب من رصد الرادارات، والقدرة على المناورة بين مدى الرحلة ووزن الحكومة المنقولة “.

– وطورّت إيران ، وفق ما استعرض التقرير سلسلة من الطائرات المسيرة، بعيدة ومتوسطة وقصيرة الأمدية، وقادرة على حمل مواد متفجّرة بشكل متفاوت، وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن هذه القدرات هي بديل رخيص للصواريخ الباليستيّة، التي هي وسائل ” وازنة، وثقيلة، وغير مرنة .. هذه (الصواريخ) ربمّا هي ذراع مهمّة للردع ، لكنّها تثير ضجيجًا ولا تترك مجالا للحفاظ على إمكانية الإنكار، مثلما يحدث عن تشغيل المسيّرات ” .