#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– الديمقراطيّة هي فكرة مستجدة على العالم الإسلامي ، جاءته من الدول الغربيّة ، بعد سقوط الحكومات الدكتاتورية ومحاولة إقامة حكومات شعبيّة مبتنية على إرادة الأفراد, وقد عرّفوها بانها نظام الدولة الذي يُمارس فيه الحكم بالرجوع إلى إرادة الشعب .
– وعلى هذا الاساس يحاول السياسيون ان يمرروا رغباتهم وارادتهم عبرهذا المصطلح .
– و14 تموز عام 1958 اختلفت الأراء فيها .. هل إنها كانت مطلباً شعبياً ، وثورة ضد واقع فاسد كان يعيشه العراق ..؟
– إما إنها انقلاب عسكري حدث نتيجة مطامع سلطوية بعيدة عن ارادة الشعب ..؟
– نحن لانختلف من أن الساسة الملكيين كانوا قد تحولوا تدريجياً إلى طبقة أرستقراطية سياسية همها احتكار النظام السياسي ، بالرغم من انهم كانوا يدركون جيداً عمق أزمة النظام الملكي المفتقرة للاصلاح .
– ولكن الذي حدث في الرابع عشر تموز عام 1958, ماهو الا انقلاب عسكري قاده كل من العقيد عبد السلام عارف أمر اللواء 20 , وشقيقه المقدم عبد الرحمن عارف , و المقدم فاضل محمد علي , والرائد عبد الجواد حامد الجومرد, حيث تم فيه إنهاء النظام الملكي واستبداله بحكم عسكري , وبعد اعلان بيان الانقلاب من قبل عبد السلام عارف من مقر الإذاعة والتلفزيون, تحرك اللواء 19 بقيادة عبد الكريم قاسم من مقره في ديالى إلى بغداد للالتحاق بالانقلابيون الذين قاموا بتصفية أفراد العائلة الحاكمة، من خلال التحريض على عمليات السحل والشنق وتحويل المواطن إلى «قاتل» من حيث يدري أو لايدري باطلاقهم شعار (ماكو مؤامرة تصير والحبال موجودة) حيث انهم رفعوا الحبال ولوحوا بها لكل من يعارضهم ويحوك المؤامرة ضدهم, حتى وصل الامر الى الاستهتار بالدين وبالمقدسات .
– فلا يمكن إذن أن نسميها ثورة , لأن الثورة في الحقيقة ما هي إلا تغير نظام الحكم بالطرق السلمية , وبتاييد شعبي وجماهيري , وهنا يكون الجيش سانداً لهذه الثورة ضد النظام القائم .
– ولكن 14 تموز لم تكن معبرة عن إرادة الامة, بل كانت بمثابة انقلاب عسكري حيث سيطرت مجموعة من أفراد الجيش على الحكم, لذا كان اساسها هشا, حين تخاصم الانقلابيون على الحكم, وانقلب عبد السلام عارف على عبد الكريم قاسم سنة 1963، لانه كان يعتبر نفسه أحق بالسلطة والحكم ؛ لأنه هو من نفذ الانقلاب , في حين أخذ عبد الكريم قاسم يستقوي بالحزب الشيوعي على شركائه بالانقلاب , وتكون نهاية قاسم بالقتل على يد رفيق دربه عارف .
– واليوم وبعد ثلاث وستون عاما على تجربة الرابع عشرمن تموز, ومااعقبها من انقلابات اوصلت العراق الى ماعليه الآن .
– اليوم نعيش تجربة سياسية تختلف عن ماسبقها من التجارب , ولكنها تشترك معها في هدف التسلط الحكمي وتجاهل ارادة الأمة .
– فاليوم العملية السياسية في العراق تقودها مجموعة كتل واحزاب لم تستفيد من التجارب السابقة , فالكل ينادي بالديمقراطية.
– ولكن أي ديمقراطية ..؟
– إنها الديمقراطية المصممة من أجل رعاية مصالح الأحزاب وساستها وليس من أجل مصالح الأمة .
– من هنا ارتفع صوت الأمة مطالباً بإصلاح عطب هذه الديمقراطية , وإحترام إرادة الأمة .
– إن الأحزاب والكتل السياسية مدعوة اليوم لإعادة الثقة بينها وبين الأمة بالمطالبة الجدية للإصلاح السياسي , وإلا سيكون مصير تجربتها السياسية كمصير تجربة 14 تموز وليتعظ المتعظون .