متى يمكن بلورة المشروع الوطني الفلسطيني ” هل حان موعده ” أم أن الوقت لازال مبكراً ..؟ بقلم : أبو فاخر” أمين السر المساعد لحركة فتح الانتفاضة “

#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية

 

 

– الأكيد أن المشروع الوطني الذي ندعو نحن وغيرنا لبلورته ليس مشروع الدولة على جزء من فلسطين، وليس المشروع المستند إلى ما يسمى قرارات الشرعية الدولية، وباختصار ليس مشروع التسوية، الأمر الذي يجعلنا نقول أنه بعد معركة سيف القدس بات الأمر يحتاج إلى العمل على إعادة تعريف المشروع الوطني الفلسطيني.. وأي تعريف له يكون ناقصاً ومبتوراً إذا لم ينطلق من تشخيص دقيق وصائب للكيان الصهيوني وللمشروع الصهيوني الاستعماري الاستيطاني الجاثم على أرض فلسطين.

لقد آن الأوان للعودة إلى البديهيات .. إلى المسلمات الوطنية .. إلى التشخيص الدقيق الذي حدده الميثاق الوطني الفلسطيني .. وحددته حركة فتح في نظامها الأساسي المتضمن جملة المبادئ والمنطلقات والأهداف التي تأسست الحركة وانطلقت على هديها.. إن التذكير بها اليوم يأتي على قاعدة الأمل بأن تنفع الذكرى.

لقد قالت فتح في المادة السابعة من نظامها الأساسي ( أن الصهيونية حركة عنصرية استعمارية عدوانية في الفكر والأهداف والتنظيم والأسلوب ).

وقالت في المادة الثامنة ( الوجود الصهيوني في فلسطين هو غزو صهيوني عدواني وقاعدة استعمارية توسعية وحليف طبيعي للاستعمار وللإمبريالية العالمية والرجعية العربية ).

لذلك كان الهدف الوطني لنضالنا الوطني هو (تحرير فلسطين تحريراً كاملاً وتصفية الكيان الصهيوني اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً وثقافياً)، البند الثاني عشر في بند الأهداف.

والسؤال هل تغير شيء في طبيعة العدو ليصبح خصماً وجاراً يمكن مسالمته وصديقاً وحليفاً كما يفعل بعض الأتباع من أبناء جلدتنا فلسطينيين وعرباً.

إن نقطة البدء بالمشروع الوطني الفلسطيني المراد والمطلوب تحقيقه وبلورته وصياغته هو في تشخيص العدو بشكل صائب وتحديد الهدف الوطني وعكس ذلك تفريط ومساومة وتنازل وتبديد وتوهان وضياع.

المشروع الوطني يتضمن تحديد الأسلوب الصائب للنضال الوطني كما جاء في الميثاق الوطني الفلسطيني هو الكفاح المسلح، وكما جاء في النظام الأساسي لحركة فتح بند الأسلوب المادة 17 (الثورة الشعبية المسلحة هي الطريق الحتمي الوحيد لتحرير فلسطين) والمادة 19 (الكفاح المسلح إستراتيجية وليس تكتيك والثورة المسلحة للشعب العربي الفلسطيني عامل حاسم في معركة التحرير وتصفية الوجود الصهيوني، ولن يتوقف الكفاح إلا بالقضاء على الكيان الصهيوني وتحرير فلسطين).

الوضوح مطلوب اليوم في تحديد الأسلوب وتخليص ساحتنا من مقولات ضبابية تحمل ألف معنى ومعنى على شاكلة المقاومة بكل أشكالها، والمقاومة الشعبية، وكأن هناك مقاومة أخرى غير شعبية.

تشخيص العدو وتحديد الهدف الوطني وتحديد الأسلوب مرتكزات للمشروع الوطني المراد تحقيقه، وانطلاقاً من الفهم الذي وضعته الحركة منذ تأسيسها وانطلاقتها فلقد حددت أبعاد قضية فلسطين عندما أكدت في المادة (18) على الاعتماد على الشعب العربي الفلسطيني كطليعة في معركة التحرير وعلى الأمة العربية كشريك في المعركة وتحقيق التلاحم الفعال بين الأمة العربية والشعب العربي الفلسطيني بإشراك الجماهير العربية في المعركة من خلال الجبهة العربية الموحدة.

والحركة بهذا رسخت البعد القومي لنضالنا الوطني وأبرزت أهمية الأبعاد الأخرى، الإسلامي، والإنساني التحرري، الأمر الذي يطرح على بساط البحث والنقاش عند بلورة المشروع الوطني موضوعة التحالفات، فمهما بلغت قوة وإمكانيات وقدرات الشعب الفلسطيني والساحة الفلسطينية تظل بحاجة إلى تحالفات قوية وفاعلة لانجاز مهمتها الوطنية وبالتأكيد فإن الحلفاء هم الذين يرون أن قضية فلسطين هي قضيتهم المركزية وأن فلسطين وطن مغتصب وسليب لابد من استعادته وأن الكيان الصهيوني هو عدوهم وهو حليف طبيعي لمعسكر أعداء أمتنا، للثالوث المعادي المتمثل في الإمبريالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني والرجعية العربية، من الحكام الذين ربطوا أنفسهم ومقدرات بلدانهم ومصير شعوبهم بهذا المعسكر المعادي.. إنهم والحالة هذه هم محور المقاومة وجبهة المقاومة الممتدة من جبل عامل إلى الحديدة.

لقد طرحت معركة سيف القدس وما نتج عنها معاودة طرح موضوعة المشروع الوطني وإعادة تعريفه بالظروف الملموسة ظروف ما بعد المعركة، وهي ظروف أنضجت الشروط الواجب توفرها لإعادة بلورة المشروع الوطني المنشود.

وإذا كان الأمر يحتاج نقاشاً مطولاً يستغرق وقتاً فإن الضرورة الوطنية تحتم العمل سريعاً على تجميع قوى المقاومة في ساحتنا الفلسطينية ، أي أن تؤطر قوى المقاومة نفسها في جبهة مقاومة وطنية متحدة ، فلقد بات لزاماً عليها القيام بدورها القيادي ، دور لا يسمح لأي طرف بالتفرد بقضية فلسطين واعتبار نفسه صاحبها وصاحب السيادة عليها وهو الذي يقرر مصير الشعب ويعود لمسيرة المفاوضات وأوهام السلام،  وتعمل في الوقت نفسه على تصعيد المقاومة وإدارة الصراع في عموم فلسطين بشكل دقيق وهادف، وتعمل في نفس الوقت على إعادة بناء م. ت. ف، فالجبهة والحالة هذه ليست البديل، فالمنظمة تظل هي الإطار الوطني الناظم والجامع للكل الفلسطيني.

مهام كبيرة ملقاة على عاتق جبهة المقاومة الوطنية المتحدة في إطار المشروع الوطني الفلسطيني، لقد حان الوقت لقيامها، فإذا كان الأمر في السابق مبكراً نظراً لعدم توفر الشروط، فاليوم حان الوقت وغداً يوم متأخر ومتأخر كثيراً، الآن هي اللحظة الصائبة الآن هي اللحظة المناسبة لا يجب أن تفوت وأن تضيع.

(أبو فاخر/ أمين السر المساعد لحركة فتح الانتفاضة)