#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– بصورة مفاجئة، أصدرت السعودية بيان حرب على المجلس الانتقالي، المدعوم إماراتيا، جنوب اليمن، فما ابعاد وتداعيات التصعيد السعودي باتجاه عدن، وما خيارات الانتقالي في مواجهة تحديات تحجيمه؟
البيان السعودي الذي حمل الانتقالي تداعيات التصعيد عسكريا وسياسيا، كان واضحا بانه بمثابة ضوء اخضر للفصائل التابعة للسعودية لمهاجمة معاقل الانتقالي وقد التقطت هذه الفصائل لإشارة بهجوم خاطف تمكنت خلاله من السيطرة على مديرية لودر .
توقيت البيان السعودي الصادر باسم الحكومة، لم يكن ذات بعد يتعلق بالصراع المحلي في اليمن كما تحاول دول التحالف تصويره بأنه بين الانتقالي و “الشرعية”، فالسعودية استأنفت مؤخراً إدارة مفاوضات بين الطرفين اللذان يتواجد فريقهما على أراضيها وقيد اقامتها الجبرية، لكنه بكل تأكيد يتعلق بصراع إقليمي وتحديد داخل دول التحالف ذاته خصوصا إذا ما تم ربطه بتطورات خارجية كقرار السعودية حظر السفر إلى الإمارات وما سيله من تبعات اقتصادية ستقود لكارثة بالنسبة لــ أبوظبي التي تمثل محطة ترانزيت في المنطقة، وكذا رد الإمارات بالتحفظ على اتفاق روسي – سعودي بشان زيادة إنتاج النفط بمليوني برميل وما سيليه من تعميق للخلافات بين عملاقي إنتاجه داخل منظمة أوبك.
فعليا لم تكن هذه التطورات وليدة اللحظة، فتاريخها يعود إلى العام 2019 عندما فجرت الإمارات حربا بالوكالة في عدن وهدفت من خلالها لعرقلة تولي القوات السعودية إدارة المدينة هناك وما تلاها من تطورات أوصلت الحليفتين إلى طاولة المفاوضات في الرياض والتي تم بموجبها توقيع اتفاق بين وكلائهما جنوب وشرق اليمن، تنازلت بموجبه السعودية للإمارات عن عدن ومنحتها جزيرة سقطرى مع ابقاء وجود محدود للقوات السعودية، لكن هذه الخطوات لم تكن كافية للإمارات التي تسعى لنفخ نفوذها في المنطقة على حساب اليمن والسعودية، فقررت ابوظبي السير في خطوات التصعيد قافزة بذلك على الاتفاق مع الرياض، ولم تعد تطمح فقط للحصول على محافظة شبوة الغنية بالنفط والغاز مقابل حضرموت للسعودية، بل تحركاتها الأخيرة تشير إلى انها تسعى لالتهام السواحل مع الهضاب النفطية عبر دعم فصائلها المنتشرة في الساحل الغربي لليمن والجنوبي وصولا إلى الشرقي إلى جانب الفصائل المنتشرة في الهلال النفط من شبوة وحضرموت وصولا إلى مأرب.
إستراتيجية الإمارات الجديدة تشير إلى أن ابوظبي استفادت من الاستنزاف الكبير الذي لحق بفصائل الرياض في مأرب مؤخرا وتحديدا حزب الإصلاح ، وتسعى للانقضاض على ما تبقى تحت سيطرته من مناطق جنوبا على أمل أن يشفع لها بالاستحواذ على كافة المناطق جنوب وشرق اليمن قبل اي حل سياسي تحاول إطراف إقليمية ودولية صياغته وفق حل الدولتين، لكن هذه الإستراتيجية يبدو بانها بدأت تقلق السعودية التي تتعرض لضغوط عسكرية ودبلوماسية للتسليم في اليمن وقد دفعتها للتصعيد ضد ابوظبي على كافة الأصعدة بدء بتحريك الفصائل الموالية لها في اليمن للقضاء على أخر مسمار للإمارات في الجنوب مروراً بحصار جوي ناعم وصولا إلى ” أزمة خليجية جديدة” مرتقبة في حال لم تنجح الجهود الخليجية التي بدأت تتبلور في إحتواء التصعيد ” .
– متابعات : صوت المقاومة الشعبية في جنوب اليمن :