هجرة الأدمغة الفكرية والعلمية بين مطرقة المستقبل وسندان المصير المجهول .. بقلم : راميا محمد العموري

#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية

 

 

– عنوان التجديد والتغيير هي رسالة العقول التي تبدع في إنجاز مهام حياتية مطورة والتي تعمل لتحصيل كل مايلزم لتلك العقول من تنشيط للفكر والوعي والذات محدثة بذلك التغيير الجذري للحياة البشرية بكل تفاصيلها حيث تعتبر تلك الأدمغة علم بحد ذاتها لتنتهج طريقها وتتمحور تفاصيلها : حول هجرة العقول أسبابها ..  الحلول التي تعمل للحفاظ على الأدمغة الوطنية .. ايجابيات وسلبيات هجرة الأدمغة الفكرية “ .

– ماهية الأدمغة :

– نعيش ونحيا كبشر قادرين على العطاء والدفع نحو مستقبل مجهول الهوية ولكن بالفكر البشري والعقل المدبر والمؤسس نستطيع تحديد المستقبل بأبعاده وتبعياته وتقديم كل مايلزم لأنتاج الإبتكارات المطورة تكنولوجيا وتخديمها بما يحقق الفائدة والرفاهية للمجتمعات حول العالم .فالادمغة هي خلق الله وإبداعه لذلك نرى بالعقل المكنة المحركة لكل ماحوله فهو المسيطر والمدرك والذي لايمكن أن يتحدد بأطر معينة فيسعى لجعل عالم البشر عالم مختلف يعتمد على قواعد واسس حياتية جديدة مقدمة من قبل ذاك الدماغ البشري المحفز على النهج المعرفي والتقانة الحديثة .

– فمستويات الذكاء الفكري المنتج والمبدع للادمغة البشرية تتحدد من إنسان لأخر ضمن المجال المتاح له كفكر عقلي يتميز عن غيره من العقول ليبحر بعالم الغرائب وليدهش الإنسان نفسه بما صنع ووصل إليه ذاك العقل الصانع الذي لم يكن حكرا على انسان بعينه ففي كل توزع بشري حول العالم يوجد عقول مبهرة لها من الأهمية مايجعلنا متمسكين بها محفزين ومقدمين لها كل المقومات التي تساعدها في تحديد المستقبل بنهجه المتجدد وعلمه المتطور .

* هجرة العقول وأسبابها :

– ربما تعتبر هجرة الأدمغة نوع من انواع الهجرة المتعددة للإنسان وسفره من مكان لأخر بقصد العمل وأخذ وطلب العلم أو الوصول إلى هدف وغاية تخدم الإنسانية فهجرة العقول تتميز عن غيرها بأنها نقلة نوعية تحدد للفرد والمجتمع عوالم خلاقة بحسب المكان والزمان التي وصلت إليه وبالتالي بثه ونشره للعالم على حد سواء لان غاياتها واه‍دافها تصب بالدرجة الأولى نحو خدمة الإنسانية ورقيها فأسباب الهجرة تكمن ب
– الرغبة بالحصول على دخل مادي كبير يلبي متطلبات العقول العلمية الفذة
– البحث عن امكانيات قادرة على تبني أفكارهم وبلورتها على أرض الواقع
– الرغبة والبحث في الشهرة والانتشار الواسع على مستوى عالمي
– المبالغ المالية المغرية ووجود الإمكانات التي تساعد وتسهل عملية الإبداع التقني لتلك العقول من قبل الدول المستضيفة لها
– ضعف وقلة الدعم المادي والإعلامي والمعنوي المساعد على الانتشار والشهرة والوصول إلى العالمية واثبات براءة اختراعهم
– عدم إيجاد مستوى تعليمي متميز بمهارات تعليمية تنموية تنمي قدراتهم العقلية ضمن وطنهم الأم
– الأزمات الاقتصادية والحروب التي تمر بها البلاد ولاسيما بلدان العالم الثالث لتبحث تلك العقول عن مكان محتضن لها وآمن
– قلة الرعاية العلمية والبحث العلمي الأدمغة المتواجدة وتأطير دورها الفاعل .

* الحلول التي تعمل للحفاظ على الأدمغة الوطنية :

– الأدمغة ثروة وطنية كباقي الثروات التي نحافظ عليها ونعمل لأجلها لذا فالحفاظ عليها ضرورة علمية واجتماعية واقتصادية نسعى لها بحلول منها
– انشاء مراكز تعليمية مؤهلة لتقديم كل مايلزم من تقنيات البحث العلمي المطور لتلك الأدمغة
– احتضان الافكار والعقول التقنية وتبني اختراعاتهم المقدمة من قبلهم لخدمة اوطانهم
– التحفيز المادي والمعنوي واعطاء الأولوية لها ولاسيما في عمليات الإنتاج الصناعي والتكنولوجي المبتكر
– ثقافة الحس الوطني والشعور بالمسؤولية تجاه أفراد المجتمع والوطن وبالتالي رفض أي مغريات مقدمة لها
– ايجاد دور رعاية ومدارس خاصة لذوي المهارات العالية تحفزهم على الاجتهاد وابتكار الأعمال التي ستعود عليهم وعلى مجتمعاتهم بالنجاح والتقدم
– النهضة الفكرية العلمية للمجتمع بجميع شرائحه والرغبة بالبحث عن العلم المتوسع المعرفي

– هجرة العقول وسلبياتها :

– إن هجرة العقول تحصد الكثير من السلبيات
– الاختلاط الفكري والتغير الثقافي المنفتح واختلافه مع الثقافة الام
– التخلي عن الكثير من المبادئ والقيم التي نشأ بظلها وتعايش معها
– الشعور بالغربة وعدم الاستقرار المعيشي وفقدهم للأمان الداخلي والخارجي
– العقود الاقتصادية العلمية والعلاقات الجائرة التي تربط تلك العقول بمجتمعات تربطها بها فقط المصلحة الذاتية منها والعامة لها :
– عدم قدرته تنسيب براءة اختراعه لبلده الام
– افتقار المجتمع المحلي الأدمغة العلمية واضمحلال العلم وتأطير دوره ضمن شريحة علمية متوسطة الفكر
– قلة الإنتاج المحلي العلمي الحديث مما يجعل منا بلاد مستهلكة وليست منتجة لتكثر بذلك عمليات الاستيراد الصناعي والتكنولوجي على نطاق واسع وكبير

* هجرة العقول وايجابياتها :

– تتمحور تلك الإيجابيات بمحاور عدة
– توفير التقنيات التكنولوجية وبلورة الاختراعات التي تخدم الانسان
– الانفتاح العالمي ثقافيا وفكريا واقتصاديا
– توسع دائرة التجارة وحريتها في الاستيراد والتصدير من سلع وخدمات وغيرها
– تطور السوق المحلي وانفتاحه على السوق العالمي
– التطور العلمي الذي تعول عليه العقول ونقل هذا التطور إلى أوطانهم محققة مهارات علمية جديدة ونشاطات إبداعية .
– دائما وابدا نحن نحيا بالعقل الذي بدوره يزهر بالعلم ويبدع بالعمل المنتج ويحقق بصمته الكبرى حول العالم فتقنيات تكنولوجيا العلم يحكمها عالم واحد وأوحد عالم الأدمغة المبرمجة على النهضة الفكرية الإنسانية فننعم معها بحياة سهلة ومريحة ومنفتحة نطلق من خلالها العنان لأنفسنا للعمل والتقدم بماهو خير لنا بقادم المستقبل المزهر .