#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية_رئيس قسم الدراسات_نبيل فوزات نوفل
– أكبر انتصار في حياة الإنسان أو الشعب هو يوم الانتصار على الذات وتخليصها من كل الشوائب التي لحقت بها،لقد تعرض شعبنا خلال السنوات الماضية للكثير من التشويه في حياته القيمية والسلوكية والفكرية والأخلاقية،نتيجة الحرب العدوانية الإرهابية التي شنت عليه من قوى الاستكبار العالمي منذ مطلع العام 2011م، والتي استخدم فيها كل أنواع الدعاية والكذب والخداع وتشويه الحقائق، ولكنه تجاوز الكثير منها، وسيكون 26 أيار يوم الانتصار على الذات وتطهيرها لتعود طاهرة نقية ،كما كانت ، وكما كان شعبنا عبر التاريخ طاهراً مناضلاً مضحياً قادراً ومساهماً في صنع الحضارة الإنسانية، وعنوناً للكرامة وحصناً للعروبة المقاومة ،فإن
– جماهير شعبنا ستعبرعن عمق وفائها للذي وقف معها في أيامها الحلوة والمرة،وهي إذ تختار الرئيس القائد بشار الأسد تعبر عن أصالة الشعب وقيمه الحضارية التي لن تغدر ولن تخون، وتقدر من حمل همومها وأصبح رمزها وأملها ،الذي يمتلك رؤيا استراتيجية،ومنظور شامل للمضامين الوطنية، تأكدت من خلال :
– الرؤية المستقبلية للغايات ، والحرص على تعزيز الثقة بينه وبين الشعب ، من خلال الحرص على توفير أخلاقيات التعامل، والتأكيد على القيم وتحفيز العنصر البشري، والحرص على ممارسة دور القدوة ، فكان يطبق القرارات على نفسه أولاً ويمارسها قولاً وسلوكاً، وامتلاكه للمبدئية وعدم التنازل عنها مقابل أي شيء، وامتلاكه لصفة قول الحقيقة والجرأة في قول الحق ، ويراها حق وواجب على القيادة أن تمارسه، وهو يعرف ما يريدن ويملك العزم على عمله، ما عزز الثقة بينه وبين الشعب ، وأضحى الأمل في كل ما يواجه الشعب من تحديات فوقف بشجاعة في كل ظرف يستدعي رفع كلمة الوطن، وخدمة قضية الجماهير الكادحة ، وكان صريحاً لا تعقد لسانه عن قول الحق مصلحة عارضة،أو مجاملة فارغة، أو نوال مكسب رخيص ، وهو الذي يشار إليه من قبل الجميع على أنه المعطاء بلا حساب والمضحي بلا جزاء والأقرب إلى الناس.
– إن ما يميز القائد الرئيس هو التفاؤل ، وامتلاكه الهيبة والتي بناها بواسطة حسن معرفته بالدوافع الكامنة لأبناء شعبه الذي يقودهم، الذين جعلوا منه رمزاً لهم فأسقطوا عليه أحلامهم ، وأمانيهم ، وتطلعاتهم، يعطي من الأفكار ما يريد ويلتقطها متى يريد، ويملك القدرة على التفريق بين العدو الذي لا هوادة من التعامل معه وبين الخصم الذي يمكن أن يضعه في موقع يأمن شره ، وهو يحرص على آلا يتحول الخصم إلى عدو ، وعلى عدم وضع الصديق في موقع الخصم.
– وتقديره للأمور التي تصدر دائماً عن قيم ثابتة في مقدمتها، كرامة الأمة، وحق شعبها، وما لها من مسؤولية في تنظيم شؤون المنطقة، والتأمل وإمعان النظر في المواقف الحرجة، إنه رجل الفكر الثاقب، والنظر الصائب، لا يستكين إلى الواقع المهين، يعد العدة بدقة قبل أن يخوض أي معركة سياسية كانت أو عسكرية،لا يستسلم للضغوط الخارجية التي تمس كرامة وسيادة وطنه وشعبه، يبقى متفائلاً بانتصار قضية شعبه، يمتلك التعامل بمرونة مع التحديات،يملك القدرة على التمييز بين الصراع الأساسي والصراعات الهامشية،وإجراء مراجعة شاملة لتحقيق عملية التكييف بين الأهداف الموضوعية ، والأدوات والوسائل المتاحة ومسارات التطور.
– فهو يتميز برؤيا قومية تقوم على إسقاط ما يجزئ لصالح ما يوحد،وعلى إهمال ما يشكك لصالح ما يؤكد، وعلى إزالة ما يعيق لصالح ما يشق الطريق، وعلى التخلي عما هو آني، ومؤقت، لصالح ما هو دائم.
– وامتلاكه للواقعية المبدئية، أي في قدرته على اكتشاف القوانين التي تحكم المجتمع، وتطويعها لخدمة الوطن، وفي براعته في الربط الموضوعي بين الهدف الاستراتيجي وطريق الوصول إليه، واعتبار مصلحة الوطن وكرامة الشعب،ومستقبل الأجيال، العناوين البارزة لنهجه .
– وهو يعمل على بناء نظام سياسي ديمقراطي يتيح للشعب الفرصة الكاملة للمساهمة بكل طاقاته في معركة البناء والأعمار، ومعارك التحرير ، وترسيخ المؤسسات الديمقراطية ، المستندة إلى التعددية السياسية ، والاقتصادية .
– كما امتلك فهم عميق لتاريخ البلد والإقليم المحيط به، ومن الموقع الجيو-سياسي الذي لعبه، وما زال يلعبه في سياسات المنطقة،وما ىجاورها، وكذلك القوى السياسية الحليفة والمعادية، وعلى مدى علاقته وانخراطه في مشكلات وبؤر التوتر في المنطقة.
– ومن هنا فقد نجح في نسج علاقات قوية وصائبة مع قوى دولية مؤثرة مثل روسيا وإيران والصين وكوريا الشمالية.
– لقد امتلك القائد الأسد علم إدارة الأزمات، وهو علم المستقبل، وعلم تحريك الثوابت وقوى الفعل في المجالات الإنسانية كافةً وبرز ذلك في إدارته لمواجهة الحرب العدوانية الإرهابية على سورية منذ مطلع العام 2011م وإلى اليوم، والإحاطة بالمشكلة في أبعادها المتعددة ، فهماً ، وتحليلاً ، واستيعاباً ، مقرونة بقدرة استثنائية على إعادة تركيب ما تبعثر من الصور وتشتت ، تركيباً يكون من شأنه أن يجعل المشكلة قابلة للحل، وفق أسس لا بد من التمسك بها، وتجنب الانهيار التام في التوازن داخل الدولة، والتوفيق بين الحاجة إلى حماية المصالح المعرضة للخطر والرغبة في تجنب التصعيد غير المرغوب فيه للأزمة ، وتأمين الأهداف الأساسية والعمل على عدم خروج الموقف عن نطاق السيطرة، واستطاع ببراعة تجنب المظاهر السلبية في الوضع الاستراتيجي للدولة وعدم وقوع فراغ استراتيجي متمثل بحالة التشتت في الدولة، والقلق الاستراتيجي نتيجة غياب الأهداف الواضحة مما يؤدي إلى الاضطراب في مؤسسات الدولة، لكل هذا اكتسب القائد الرئيس بشار الأسد احترام وتقدير كل شعوب العالم، وكل رجال الحق والعدل الأحرار، الذين لا لا يفرون من الزحف، ولا يغدرون بشعوبهم، ولا يتركون قيادة السفينة عندما تشتد الأعاصير.
– لذلك تكتسب شخصية القائد الأسد صفات مهمة جداً ،أنها قيادية باستمرار لا تتراجع،ولا تعرف الوهن، ولا الانهزام أنها عروبية تضع ميزاناً دائماً لكل الخطوات السياسية،والاقتصادية،والإستراتيجية، تحت منظور المصالح العربية، وقوة العرب، وأهداف العرب، وهي إنسانية، تدافع عن القيم الحضارية، وتبقى شخصية الرئيس الأسد الموحدة للسوريين، بمكوناتها الثقافية، والإثنية، والسياسية، القاسم المشترك، لما هو وطني بالمعنى المدافع عن تراب سورية، ووحدتها، وعن وجود السوريين، وكرامتهم، وكان العامل الأساسي في صمود وانتصار سورية .
– إلى جانب امتلاكه القدرة العالية على تسخير المتغيرات في خدمة الثوابت الوطنية والقومية ، فبعد أن أضاع الكثيرون ثوابت الأمة العربية، وهم يطاردون متغيرات العالم ، جعل القائد بشار الأسد المتغير مملوكاً للثابت ، رغم كل المحاولات الإمبريالية الصهيونية لحصار سورية ، والتآمر عليها ، وصولاً للحرب الإرهابية العدوانية التي شنت عليها اليوم والتي تستهدف تدميرها.
إن القائد الرئيس بشار الأسد هو رجل الضرورة الوطنية والقومية الذي لن يترجل عن صهوة جواده،وهو يجابه المعارك المستمرة،والعواصف الغادرة، بصمود وشجاعة وعبقرية خلاقة.لقد بقي صامداً في زمن التراجع،بطلاً في زمن الخذلان نبراساً في زمن نفتقد فيه السند والمدد،وأملاً يوم ضاقت بنا حدود الأمل، وقدوة في زمن غياب المُثل،وعَلماً في زمن تكسرت فيه الأعلام .
– إنه الرمح الذي ما انكسرت قناته،والسيف الذي أقسم آلا يعود إلى غمده أبداً، إلا وترتفع في سماء الوطن رايات الانتصار.
إن مشاركة شعبنا في الانتخابات الرئاسية ،هي مهمة وطنية وقومية وإنسانية ،هي واجب وطني ،تتعلق بحاضر ومستقبل سورية ووجودها، موحدة ، ذات سيادة ، أنها تعبير عن أصالة السوريين وقدرتهم على تجاوز المحن والصعاب وامتلاك إرادة التحدي ، إنها تعبير عن وفائهم لدماء الشهداء الذين استشهدوا دفاعاً عن سورية ،إنها وفاء لمن صمد ودافع وتقدم الصفوف ليبقى شعبه حراً سيداً مستقلاً ، أنها رسالة للعالم بأن السوريين شعب يمتلك حضارة عميقة ضاربة في عمق التاريخ ، وكما انتصر في معاركه السابقة وطرد المحتلين والغزاة وواجه المحن والتحديات سيواجه الغزاة ويطرد المحتلين وأنه اليوم أكثر تصميماً على التمسك بالنهج الوطني القومي المقاوم .