#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– حديث الوطن :
– فلسطين الملحمة ..
– توحد الأرض والشعب ..
– تستنهض الأمة ..
– تسقط أوراق المطبعين وتذلهم ..
– تهز الأرض من تحت أقدام الغزاة الصهاينة ..
– لقد رسمت المقاومة الفلسطينية معادلة جديدة في الصراع مع العدو الصهيوني , وينبغي أن يجري رسم مسار جديد في النضال الوطني الفلسطيني .. معادلة تقول بوضوح , المقاومة سبيلنا للوحدة .. المقاومة سبيلنا للنصر .
– ليس غريباً ولا مفاجئاً أن يهب الشعب الفلسطيني ويعود لامتلاك زمام المبادرة لحماية قضية فلسطين , والدفاع عن فلسطين , وعن المقدسات , وحماية الحقوق الوطنية , وحماية الهوية الوطنية الفلسطينية .
– إن هذا الدور الكفاحي الكبير مدون في سجل النضال الوطني الفلسطيني , فكلما اشتدت المحن وتعاظمت المؤامرات , وازدادت المخاطر , يهب الشعب الفلسطيني يستحضر القضية من جديد ويرسم مساراً جديداً بقلب فيه كل المعادلات وكل المخططات والمشاريع والأهواء .
– إن أول من تفاجئ بهذا هو العدو الصهيوني شأنه شان كل نماذج الاستعمار الاستيطاني في العالم الذي يتحكم بها نزعة القوة , وفائض القوة , ويستخدمها للقمع والإخماد والتطويع وبسط السيطرة والنفوذ , لا يلقون بالاً لتجارب الشعوب المناضلة ولا لنضالاتها في انتزاع الحرية والتحرر لتحرير أوطانها من غلاة الاستعمار , بل ولا يتعلمون من دروس التاريخ .
– وعلى الرغم من أن العدو يتشدق دائماً بالقول أنه استفاد من تجربة الحروب الصليبية (الفرنجة) واستخلص عامل مقتلها وهزيمتها في الاحتماء خلف القلاع وافتقاد القدرة على التمدد والتوسع والانخراط في فضاء أوسع , الأمر الذي دفع قادة العدو ومنظري الاستعمار والامبريالية للخروج بمقولة ومشروع الشرق الأوسط الكبير حتى يكون الكيان الصهيوني أحد مكوناته بل الطرف الأكثر تفوقاً فيه … شرق أوسط يتزاوج فيه العقل الصهيوني والمال العربي والأيدي العاملة العربية على حد زعم بيريز وأترابه لتنشغل الأمة في مشاريع التنمية والازدهار.
– لكن هذا العقل الصهيوني الذي تفتق على مشروع الشرق الأوسط كان عاجزاً عن إدراك التجربة التاريخية لنضال الشعب الفلسطيني الذي قارع الحركة الصهيونية والاستعمار البريطاني ويقارع الكيان الصهيوني منذ أكثر من مئة عام فاعتقد أنه سيطر واستولى وأخضع وجلب بعض الفلسطينيين الى أوكاره فكان اتفاق أوسلو الوكر الذي يجري فيه التهام فلسطين قطعة قطعة .
– اعتقد العدو أنه بات مهيمناً ومسيطراً وهناك من يساعده في فرض الأمن والاستقرار من خلال التعاون والتنسيق الأمني .. وهناك من يفتح ذراعيه له ليتمدد في أرجاء الوطن العربي من خلال اتفاقيات ومعاهدات مع عدد من الحكام العرب .. وهناك وسائل إعلام مكرسة لتعميم ثقافة اليأس والحرية والتضليل والخداع الى آخر مافي جعبتهم من أدوات وخطط ومشاريع تضعف الروح الوطنية من ناحية وتؤجج مشاعر الحقد والكراهية وتبث الفتن بين أبناء الأمة الواحدة ليسهل عليهم التحكم والسيطرة .
– لن نطيل الحديث حول من تفاجئ فلسطينيين وعرب ومفكرين وباحثين وإعلاميين واقتصاديين ليجدوا أنفسهم أمام صدمة كبيرة وانقلاب عميق في مشهد ماكانوا يتصورون حصوله .
– عنصر المفاجئة هذا عنصر وعامل حاسم في هذه المعركة الدائرة وهو أكثر فاعليه وحسماً وأثراً من عنصر المفاجئة في الهجوم العسكري الذي تتبعه الجيوش عند شن الحروب لان المفاجئة هنا هو تحرك المارد الفلسطيني وانفلاته من القمقم الذي سعوا لسجنه فيه سنوات طويلة .
– أول علائم هذه المفاجئة كانت التحرك المدوي على يد أهلنا المرابطين على أرض فلسطين منذ عام 1948 , فعلى مدى سبعة عقود ونيف اعتقد العدو الصهيوني أنه دجن شعبنا وطوعه وأخضعه لمسلسل من الترغيب والترهيب, من سن القوانين العنصرية الجائرة , من ضرب وحدته وتماسكه , من خلق التناقضات في صفوفه , من تغييب هويته الوطنية وتجزئة شعبنا إلى عرب ودروز وبدو وشركس إلى آخر هذه التسميات ونجاحه النسبي في انخراط البعض في المؤسسات الرسمية والمشاركة في الكنيست الصهيوني نموذجاً .
– لذلك , ليجد نفسه بعد كل هذه السنوات أمام شعب عنيد يعلن بوضوح أنه فلسطيني الهوية والانتماء وأن هذه الأرض هي أرضه وهذا الوطن وطنه وان الكيان الصهيوني كيان غازٍ وأنه جزء من هذا الشعب ونضاله جزء من نضال شعبه في مختلف أماكن تواجده ليشكل هذا الموقف زلزالاً داخل التجمع الصهيوني عجزت المؤسسة العسكرية والأمنية على التنبؤ به أو معرفة مدى الاحتقان الذي يعتمر في صدور أبناء شعبنا المرابطين على أرض فلسطين التاريخية .
– مع أن تباشير انبعاث هذا الصوت وهذا الحراك كان في آذار الماضي في الحراك الفحماوي الموحد في مدينة أم الفحم وعلى وقع الهتاف المدوي ( جنة جنة جنة …تسلم يا وطنا ) فكان حراك ضد الاحتلال الساعي لضرب الهوية الوطنية وحراك يؤكد على رفض التطبيع العربي المذل ..وحراك يؤكد على وحدة الأرض والشعب .
– ومن علائم هذه المفاجئة هو صلابة وإصرار وبسالة أهل القدس وأهل حي الشيخ جراح والمرابطين في الأقصى الذين وقفوا بصلابة في وجه المستوطنين ومسيراتهم الاستفزازية الساعية لاقتحام المجلس الأقصى فخرج الألوف من أبناء القدس ليواجهوا المستوطنين وجنود الاحتلال ويجبروهم على التقهقر .
لقد أستلهم أهل القدس تاريخ مشرفاً معمداً بالدم والتضحيات , استلهم أهل القدس معارك القسطل ورأس العين وباب الواد وبيت سوريك وحي القاطمون والخضر وهي من إعمال القدس .
– أدرك أهل القدس أن عليهم مسؤولية هائلة وأنه تقع على عاتقهم أمانة ثقيلة ألا وهي حماية الأقصى أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى الرسول ومعراجه الى السماء..حماية القدس وكل ما حولها من خلال دور تاريخي بإبعاده الوطنية والدينية فأثبت أهل القدس أنهم مرابطون وأمناء وصادقون ومستعدون لتقديم الغالي والنفيس .
– أما المفاجئة الأخرى فهي في قطاع غزة ..مفاجئة بحجم التطور والإعداد العسكري , فكان إخفاقهم وفشلهم في الأمن الإستخباراتي حول قدرات المقاومة في القطاع وحول افتقادهم لما يعلنون عنه بأنه بنك أهداف فإذا ببنك أهدافهم هو الأبراج السكنية والمناطق المأهولة بالسكان يقصفونها ويدمروها لإيقاع كم كبير بالخسائر والأرواح بغية الضغط على المقاومة على الرضوخ والتوقف وبالتالي فرض الشروط عليها وعدم تمكينها من الحصول على أي نجاح يذكر .
– لكن التطور النوعي الهائل هو في رد المقاومة الذي طال كافة الأراضي الفلسطينية ووصلت الى العمق الصهيوني بأعداد كبيرة جعلت المستوطنين يقيمون أيام وليال في الملاجئ وإذا كانت الصواريخ لم تحدث خسائر كبيرة في الأرواح لأن المستوطنين يقيمون عملياً في الملاجئ إلى انها أحدث خسائر كبيرة على الصعيد الاقتصادي والممتلكات والمتاجر والمطارات والموانئ ومصافي النفط والغاز وهي مرافق لم يسبق أن تعرضت لأي ضربات عسكرية بهذا الحجم .
– خلاصة القول أن هذا المشهد الكفاحي المتواصل قد أنهى تلك التقسيمات الجائرة للأراضي الفلسطينية … أراضي عام 1948 , الضفة , قطاع غزة , لقد توحدت الجغرافية الفلسطينية وبمعنى أكثر عمقاً لقد حققت هذه الملحمة وحدة الأرض والشعب .
– لقد هز هذا المشهد وهذه الجولة من جولات الصراع والاشتباك المفتوح مع العدو الصهيوني مرتكزات الكيان الصهيوني وزلزلت الأرض من تحت أقدام الصهاينة الغزاة.
– إن هذا التطور وهذا المسار الكفاحي يؤشر نهوض أمتنا من جديد من كبوتها وهو نهوض سيتطور أكثر فأكثر , سيطيح بكل ما اعترى الأمة من ضعف وذل وهوان ..نهوض يضع المطبعين الذين عقدوا الاتفاقيات مع الغزاة الصهاينة إمام استحقاق وطني وقومي .. استحقاق يتعلق بالكرامة والشرف والإباء فإما أن يمزق معاهدات الذل أو يلاحقهم العار في قصورهم ويكتب التاريخ أنه كان في هذه الأمة أمراء وملوك وسلاطين باعوا الشرف والكرامة وكان مصيرهم مزبلة التاريخ .
– وبالتأكيد بان هناك مهام كبرى لازالت تنتظر انجازها , مهاماً تتعلق بحماية هذه المنجزات التاريخية والبناء عليها .. وإذا كانت هذه المهام هي مهام الكل الفلسطيني المقاوم والذي يجب أن تأخذ حيز من النقاش والتفاعل والبحث والدراسة فإننا في حركة فتح الانتفاضة يؤكد على مسألتين هامتين أولاها هو العمل الجاد لبناء جبهة مقاومة وطنية متحدة وهذا هو أوانها لانخراط الكل الفلسطيني في عمل ميداني كفاحي مشترك تديره وتقوده غرفة عمليات مشتركة تتكامل فيها الجهود ويتوحد فيها الأداء وترسم فيها الخطط .
– أما المسألة الثانية تتعلق بالنقاش الدائر اليوم حول إمكانية التوصل الى تهدئة أو وقف إطلاق النار وهي مسألة على غاية من الأهمية وهو أمر يحتاج لنقاش معمق تشارك فيه قوى المقاومة الفلسطينية ويجري التنسيق بشان مع محور المقاومة لان هذه المعركة في جوهرها هي معركة محور المقاومة حتى لو كان الصراع على أرض فلسطين راهنا ً والحديث عن هذا الموضوع طويل ومفصل وممكن تناوله في مقالات مهمة .
– إن القانون الأساسي الذي يحكم أي حديث أو هدنة أو تهدئة أو وقف إطلاق النار يجب أن يرتبط ارتباطاً وثيقاً بقاعدة وقانون إدارة الصراع بمعنى أن يكون أي وقف هو وقف مؤقت استعداد لجولة أخرى اداراكاً منا ان الانتصار على المشروع الصهيوني لن يحسم بجولة واحدة بل بعدة جولات .
– لقد رسمت المقاومة معادلة جديدة في الصراع والمطلوب اليوم أيضاً رسم مسار جديد في النضال الوطني الفلسطيني نغادر فيه مفردات المرحلة الماضية .. انتخابات .. حكومة .. أو مطالبات ليس بوسع سلطة الحكم الإداري الذاتي تلبيتها … فلقد داس شعبنا وشهدائه على وثيقة الاعتراف ومزق شعبنا وشهدائه صك أوسلو الاستسلامي والحق شعبنا ومقاومته وشهدائه العار لكل من ينسق ويتعاون ويتواصل مع العدو الصهيوني
مسار نوعي جديد .. جبهة مقاومة وطنية متحدة .. وهدفنا الوطني الأسمى التحرير الكامل .. و وسيلتنا الناجعة التي أثبتت صوابيتها وصحتها هي المقاومة الشعبية المسلحة , هي حرب الشعب .