إيران … حطمت كل الخطوط الحمراء وروضت الشيطان الأكبر .. بقلم : نبيل فوزات نوفل

#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية__رئيس قسم الدراسات_نبيل فوزات نوفل

 

 

– حملت الثورة الإسلامية الإيرانية منذ قيامها في عام 1979م بشائر الخير للإنسانية عامة وللشعوب المستضعفة بشكل خاص،وكانت الأمل الذي علق عليه أحرار العالم ومحبي السلام آمالهم ، إذ اتخذوا منها قلعة وحصن لهم، وصدقت توقعاتهم وخياراتهم ، فلم تخذلهم الثورة وكانت سيفهم الذي يصد عنهم إرهاب قوى الاستكبار العالمي .
– لقد جربت القوى الاستعمارية بقيادة الشيطان الأكبر كل أنواع الحروب وأجيالها، السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية والعسكرية ، إلا أنهم كانوا دوماً يلقون الهزيمة والفشل فيواجهون بإعصار المقاومة المستند إلى تلاحم الثالوث المقدس القيادة والشعب والجيش الذي تحطمت عليه كل الرؤوس الحامية المتغطرسة في بيت الشيطان الأمريكي.
– لقد استطاعت الثورة الإسلامية الإيرانية تحطيم وتجاوز الخطوط الحمراء التي خطتها الطغمة المالية الحاكمة في البيت الأبيض لتكبيل الشعوب وإبقائها تسبح في الضعف والتخلف والتبعية وفي مقدمتها : عدم امتلاكها للتقانة المتطورة وخاصة الطاقة النووية والتكنولوجية الحديثة والمعلوماتية ووسائل الاتصال الحديثة ، والتقدم في الهندسة الورائية والعلوم الطبية ، وعدم استثمار ثرواتها وطنياً ،وتحقيق سيادتها واستقلالها وعدم وقوفها في وجه المشروع الصهيوني في المنطقة العربية .
– إلا أن الثورة الإسلامية في إيران منذ شروق فجر انتصارها مزقت هذه الخطوط الحمراء ،وداست عليها، وأصبحت قوة علمية متطورة ، بل وتفوقت على الدول العظمى في بعض الاختصاصات المتقدمة كعلوم النانو وصناعة الصواريخ البالستية ، وامتلكت الطاقة النووية وحققت نقلة نوعية في الصناعات الحديثة رغم الحصار والعقوبات ومحاولات زعزعة استقرار الدولة .
– إن كل جعجعات الإدارات الأمريكية بشن حرب على إيران وتهديدها بالحرب العسكرية هي هراء ، وكلام أجوف ،وفاقد للمصداقية ، بسبب عجز الشيطان الأمريكي عن تنفيذ هذه الحرب التي يدفعه إليها قادة الصهاينة علناً ،ولكنهم يؤكدون عليه سراً ، عدم التنفيذ ، لأنها ستكون نهاية كيانهم ، فالحرب العسكرية ضد إيران تحدث فقط إذا أرادت الولايات المتحدة التخلص من الكيان الصهيوني في فلسطين وإزالة هذا الكيان من الوجود ، لأن إيران بما تملكه من قوة صاروخية هائلة ستزيل هذا الكيان إلى جانب كل القواعد الأمريكية في المنطقة إذا ما تورطت أمريكا في أي هجوم عسكري يستهدف وجود الدولة الإيرانية .
– ولهذا هم يحاولون اليوم العودة للاتفاق النووي الإيراني رغماً عن أنوفهم، وهم يعلمون إن إيران لا تصنع أسلحة نووية ولا ترغب بذلك ،لكن هدفهم محاولة نزع قوة إيران من خلال التفاوض على القوة الصاروخية الإيرانية ، لكن هيهات يحققون أحلامهم ، فقوة إيران الصاروخية هي بمثابة الروح من الجسد ولن تتنازل عنها مهما كان الثمن ، وبالتالي سيرضخون طائعين ، وهم يبحثون عن حل يحافظ لهم على ماء وجههم .
– لذلك خيار الحرب قد ولى وهم يراهنون على الخراب الداخلي وزعزعة الاستقرار في الداخل الإيراني ، والحصار الاقتصادي ، لكن عظمة الشعب ، وحكمة وشجاعة القيادة في إيران ، فوتت عليهم الفرصة، وجعلت من هذه الأساليب مصدر قوة فتحول الحصار لصنع المعجزة الإيرانية .
– إن الكيان الصهيوني بسبب الغطرسة التي تطغى على الرؤوس الحامية في حكومة الاحتلال تحاول دف أمريكا وحلف الناتو لحرب مع إيران وهي تظن أنها قادرة بشن حرب وهزيمة إيران وبالتالي تحاول استفزاز إيران من خلال الاعتداءات على السفن والمنشاءات النووية واغتيال القادة والعلماء ، لكن إيران سترد الصاع صاعين في الوقت المناسب.
– لقد نسجت إيران علاقاتها الدولية كما تنسج سجادها الرائع بدقة، وتقانة عالية ، فصنعت قوة عالمية في العلاقات الدولية مع روسيا ودول البريكس والصين وسورية وكوريا الشمالية وكوبا وقوى المقاومة في العالم التي مكنتها من القوة ، وكان أخرها الاتفاق التاريخي مع الصين ، الذي كان بمثابة صفعة على خد الشيطان الأمريكي كسرت رقبته ، وأطارت صوابه ، فبينما الشيطان يخطط لصفقة القرن لتصفية المسألة الفلسطينية وجهت إيران والصين صفعة على وجهه أسقطت من يده كل أوراقه ، وبيادقه وضباعه.فكانت مقدمة لبدء نزوله عن عرش القوة الأولى والغطرسة .
– لقد أثبتت الثورة الإسلامية الإيرانية أن الشعب الذي يمتلك الإرادة والعزيمة والقدرة على التضحية ويملك قيادة شريفة حكيمة وشجاعة قادر على سحق كل الطغاة والطامعين وكسر رقبة الشيطان الأكبر وترويضه .