الإرهاب الأمريكي وذريعة حقوق الإنسان .. بقلم : عائدة عم علي .. كاتبة وإعلامية فلسطينية

#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية

يبدو أن ذخيرة الارهاب الأمريكي لم تنتهي . لا سيما في استثمار بدائل ارهابية لتنفيذ مخططاتها الاجرامية الرامية لإضعاف منطقتنا والذي أصبح الهاجس الدائم المرافق للولايات المتحدة على اختلاف مشاربها السياسية .
– وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن الارهاب الأمريكي هو وحدة الذي تسعى واشنطن للتمدد من خلاله على اتساع الرقعة الدولية وفرض هيمنتها الاستعمارية حيث ان القاعدة الأساسية التي تنطلق منها لاستعمار دول العالم ونهب خيراته واستباحة أمان الدول وشعوبها.
– ففي لعبة الشرور الأميركية تكون البدائل الإرهابية دائماً حاضرة الى حين تحقيق مهمة وظيفية وكاملة الانصياع والامتثال للأوامر وجاهزة ومهيأة لتنفيذ أي طلب إرهابي يوكل إليها من واشنطن وهذا وفق ما تتطلب إداراتها ضرورة تسخين أحداث هنا أو إشاعة فوضى إرهابية هناك أو تسعير جبهات تقوم فيها واشنطن برمي حطب أدواتها في محرقة أطماعها ومصالحها وحسب الأجندات المرسومة لتأجيج المشهد لا سيما السوري إذ كلما لاح لها في الأفق العسكري والميداني أن الأمور تجري إلى خواتيمها بانتصار سوري متكامل ومحقق وإنجاز متسارع لطي صفحات الإرهاب الأميركي على الجغرافيا السورية .. تقوم بخلق ذرائع حقوق الانسان الذي توظفه في سياساتها الخارجية تجاه دول العالم العربي .

– واشنطن تعتمد على العديد من مدخلات التصنيع والبيانات ، التي تم تكوينها بشكل مشترك من قبل مجموعة من المؤسسات السياسية في الولايات المتحدة ، والتي تسيطر عليها المصالح الوطنية. – عندما نقول إن الولايات المتحدة هي الدولة المسيطرة في هذا الوقت ، وتحكم وترسم السياسة الدولية ، وتوظف بعض القضايا الدولية لخدمة مصالحها ، مثل قضايا حقوق الانسان وفق المفهوم الأمريكي الذي يقوم على مبادئ العقيدة الليبرالية فهذا يرتبط بالمفهوم الأميركي للإنسان بالتكوين من خلال انعكاس تجارب حضارية واختبار ذاتي ، مما دفعها إلى التحرك في حديثه للتمييز بين الإنسان والمواطن.

– الولايات المتحدة تمايزت في وسائل وأساليب التعبير عن انتقادها لانتهاكات حقوق الإنسان في الدول العربية بين الأدوات السياسية والاقتصادية والعسكرية والمنتجعات الثانية عشرة للاختيار فيما بينها عندما يتعلق الأمر بالدول العربية ذات الأهمية الاقتصادية الكبرى. فدراسة موضوع حقوق الإنسان في السياسة الخارجية للولايات المتحدة يساعد على فهم التوجهات السياسية للإدارة الأميركية . وبالتالي يمكن أن يزيد حجم استثمارات الولايات المتحدة الأمريكية في الدول التي تنتهك حقوق الإنسان .

– ولكن بسبب الطبيعة المميزة للعلاقات السياسية بين دول عربية وبين الولايات المتحدة ، فإن الولايات المتحدة تتجاهل قضية حقوق الإنسان. حيث أن المساعدات الأمريكية تختلف عن دول العالم العربي التي تختلف مصالحها وعلاقاتها مع تلك الدول. مع الأخذ في الاعتبار أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة تجاه العالم العربي عبر التاريخ تحكم حسب المتغيرات والمصالح .
أن المحاولات الناجحة للتأثير في صنع السياسات في الولايات المتحدة الأمريكية ضد العالم العربي الخارجي

– تتطلب معرفة القواعد التي تحكم عملية صنع هذه السياسة ، وفهم طبيعة المجتمع الأمريكي والتحرك بدوافع للفرد ، وإدراكهم التطلعات ودراسة النظم وكيفية عملها وحدود الرأي العام. ويرجع ذلك إلى انخراط العديد من الأجهزة والمؤسسات والهيئات والقوى الاجتماعية والسياسية بالإضافة إلى جماعات الضغط.
ورغم تبني صانعي السياسة الأمريكيين غالبا حقوق الإنسان والقيم الإنسانية , إلا أن ادارة واشنطن لم تظهر أي اتساقا في الدفاع عن حقوق الإنسان في الخارج بل ارتكبت انتهاكات جسيمة في سياساتها وتحركتها الخارجية أو تواطأت فيها. غالبا ما استشهدت الحكومة الأمريكية بحقوق الإنسان انتقائياً أو لتحقيق هدف دبلوماسي قصير المدى, فيما تصارع الولايات المتحدة العنصرية المؤسسية والانتهاكات الحقوقية الأخرى في الداخل من الأهمية بمكان أن يضمن الرئيس أن السياسية الخارجية الأمريكية تساعد في القضاء على جميع أشكال التمييز في الخارج ولا تشارك فيها ، وتعزز المساواة في القانون والممارسة.