#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– لقد اثبتت المرجعية الدينية وعلى طول التاريخ دورها القيادي في كل الأزمات والعقبات التي كانت تواجه الأمة ، وقاومت كل الحكومات التي تتصف بالنزعة القمعية ، والاستبداد ، وتكميم الأفواه ، ومحاربة الرأي المعارض ، والتي كان همّ تلك الحكومات هو حماية الكرسي والعرش والمناصب والامتيازات .
– ونستذكر اليوم ذكرى رائد من رواد الحوزة العلمية ، الذي ضحى بنفسه على منحر الحرية ، من أجل هيهات منا الذلة ، ذكرى شهيدنا “ آية الله السيد محمد محمد صادق الصدر (قدس سره ) “ ، هذه الشخصية التي نشات في أسرة علمية عرفت بالتقوى والعلم والفضل ، ضمّت مجموعة من فطاحل العلماء ، ويعتبر شهيدنا السيد الصدر (قدس سره ) ، علماً من أعلام تلك المدرسة المتفوقة والمتميزة .
– لقد خلق الشهيد السيد محمد الصدر (قدس سره) ، جيلاً من الشباب الثوري الذي نراه اليوم وهو يرفض الظلم والاستكبار، متحديا كل الطواغيت ، وذلك من خلال تصديه في إقامة صلاة الجمعة في مسجد الكوفة وتعميم اقامتها بمختلف مدن العراق وهو مشهد لم يشهده تاريخ العراق السياسي منذ حقبة طويلة ، حيث جعل شهيدنا الصدر (قدس سره ) ، من صلاة الجمعة منبراً إعلامياً لتوعية أبناء الأمة متحدياً أكبر طاغوت عرفته البشرية في العصر الحديث المجرم صدام واعوانه المرتزقة .
– كما رفض شهيدنا السيد محمد الصدر قيادة الحاكم المنحرف ، ولو كان متظاهراً بالإسلام وحاكماً باسمه ، لان وجد أن إنحراف الحاكم هو الذي يفتح الباب على مصراعيه لدخول الفساد ، وتسرّبه إلى صفوف المجتمع ، باعتبار أنّ انحرافه سوف يحمله على استغلال موارد الأمّة لتحقيق طموحاته وتنفيذ رغباته .
– لكن مع الاسف مانجده اليوم عند بعض ذوي النفوس الضعيفة ، من عباد دنيا هرون ، الذين أصبحوا أعوانا وإزلاما للحاكم الظالم, ليساعدوه بالوصول إلى مشتهياته ونوازع نفسه الشريرة الأمّارة بالسوء ، البعيدة عن الالتزام بقواعد السلوك التي تفرضها العقيدة الإسلامية على أتباعها .
– إننا اليوم ونحن نعيش عصر التخبطات السياسية ، التي تسيرها الأهواء والرغبات ، وحب الدنيا ، نفتقر الى وجود الشهيد السيد محمد الصدر بيننا ، في وقت تكالبت علينا فيه المحن والفتن والابتلاءات .
– لقد كانت جريمة قتل المرجع الديني آية الله العظمى الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر مع نجليه ، من أكبر الجرائم بحق الإنسانية ، وأبشع جريمة يندى لها الجبين كانت عملية جبانة دبرها الأرعن صدام ، برمي تلك الاجساد الطاهرة بالرصاص, وبقاء اجسامهم على الأرض إلى أن نزفت كل دماءها ، مع سكوت الراي العام العالمي إزاء نلك الجريمة .
– واليوم نرى الاستكبار العالمي ، يطالب بحقوق البعثيين القتلة ويدافع عن جلاوزة النظام ، ويمهد الطريق لعاهرة العوجة لتعود من جديد وترسم صورة للقيط تكريت وتصوره حنونا ولايحب الدماء .
– كلمة نقولها للاستكبار العالمي .. إن دماء الشهيد الصدر ونجليه لازالت تغلي في عروقنا , ولازال شعار السيد محمد الصدر يدوي في اذاننا ، بمثلي لايباع مثله ، فالحذر كل الحذر ، واعذر من انذر .
– سلام عليك سيدي أبا مصطفى .. يوم ولدت .. ويوم استشهدت .. ويوم تبعث حيا .