#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– ” قبل 38 عاماً وبعد لقائه الاول بسماحة الامام الخميني (قدس سره) في نوفل لوشاتو بضواحي العاصمة الفرنسية باريس قبل ثلاثة أشهر من ” انتصار الثورة الاسلامية “ وبالضبط في كانون الاول/ ديسمبر 1978 التقى الراحل محمد حسنين هيكل الباحث الاشهر من بين الصحفيين العرب المعاصرين و للمرة الثانية بسماحة الإمام ولكن هذه المرة في ايران .
– وبعد ذلك دأب الراحل العربي الكبير على دراسة ومتابعة تاريخ وتطورات الثورة واحداثها المتلاحقة ومقدمات ظهورها الى ان انتهى من تأليف كتابه الشهير (مدافع آية الله ) باللغة الانجليزية الذي ترجم فيما بعد الى اللغة العربية و باقي لغات العالم الحية وانتشر بشكل واسع في مختلف ارجاء العالم .
– كتب الراحل هيكل في مقدمة كتابه :
– اقتربت من «دراما» الثورة الإيرانية و هي ما زالت عند فجرها ، وكان الأفق ما زال معتماً من حولها ، و لم يكن الخيط الأبيض قد استبان بعد من الخيط الأسود فيها. كان نجاح الثورة وارداً، وكان ضربها وارداً أيضاً ..!
– كان ذلك عندما التقيت بـ «آية الله روح الله الموسوي الخميني» لأول مرة في باريس يوم الواحد والعشرين من شهر ديسمبر 1978، وأعترف أن ما رأيته استهواني وقتها وشدني إليه ” فقد شعرت أنني أمام تجربة فريدة في التاريخ الحديث “ .
– كنت قبل ذلك أعتقد أن «الثورة الشعبية» بالمعنى الحرفي لهذا التعبير قد فات زمانها، ذلك أن اختراع الدبابات والمدافع المنصوبة على أبراجها قد قلب موازين القوى بين الجماهير الثائرة و بين السلطة الحاكمة .. وتصورت بناءً على التجربة الثورية المصرية وتجارب أخرى في العالم العربي والعالم الثالث عموماً ، أن أي ثورة جديدة لم تعد تملك الآن إلا أحد خيارين :
• أن تجعل من القوات المسلحة – بدباباتها ـ طليعة لزحفها .
• أو أن تقوم بشكل ما بتحييد القوات المسلحة و الإلتفاف وراءها ـ أو أمامها ـ واصلة إلى أهدافها.
• كان ظني أن الثورة السوفيتية هي آخر ثورة استطاعت فيها الجماهير غيرالمسلحة أن تواجه جيش السلطة و أن
– تنتصر عليه .. وحتى الجيش الذي واجهه الشيوعيون في روسيا القيصرية كان جيشاً مهزوماً وضائعاً ، فقد تسعة أعشار سلاحه أمام الألمان قبل أن يفقد العُشر الباقي منه أمام الثوار .
– كانت الثورة الإيرانية ـ على هذا النحو ـ شيئاً يختلف عن كل ما رأيناه و عرفناه على طول المسافة الممتدة من سنة 1917 الى سنة 1977 ، ستون سنة كاملة .
– ثورة شعبية ، ثورة جماهير عزلاء ، تواجه جيشاً في عنفوان قوّته .
– الثورة : بعد ذلك كله ” ذات طابع يختلف كثيراً عن المألوف في العصر الحديث .. الثورة دينية على وجه التحديد إسلامية “ .
– أجل : إن هذا المارد الجماهيري والإعصار الشعبي الثوري العارم ، وكما عبر عنه هيكل بـ (مدافع آية الله) ، أدى مهمته بكل قوة وصلابة خلال السنوات الثماني والثلاثين المنصرمة وعند المنعطفات المصيرية التي مرت بها الثورة الاسلامية ، مما أدهش الجميع بل وأصاب هدفه بكل دقة وإمعان .
– مارأيناه من اعصار جماهيري هادر في ساحة الحرية (ميدان آزادي) بطهران و باقي ساحات وشوارع مدن الجمهورية الاسلامية يوم الجمعة الماضي كان تجسيداً لما تنبأ به قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي خامنئي في الاسبوع المنصرم خلال لقائه قادة وضباط وكوادر القوة الجوية لجيش الجمهورية الاسلامية حيث قال سماحته: (سيرد ابناء الشعب الايراني في يوم الثاني والعشرين من بهمن – الجمعة العاشر من فبراير/شباط- بكل قوة على هذه التخرصات والتهديدات …) .
– أجل ، انه الرد الحاسم والثوري للاعصار الشعبي والجماهيري الإيراني و(مدافع آية الله) لكل التخرصات الجوفاء التي تفوه بها المراهقون السياسيون الذين استلموا خلسة مؤخراً زمام أمور المنطقة والولايات المتحدة الأمريكية .
– أين العيون البصيرة والآذان التي تصغي لقول الله سبحانه وتعالى : (ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والانس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها و لهم آذان لا يسمعون بها ، أولئك كالانعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون ) .