برعاية ممثل القائد الخامنئي في سورية ” إزاحة الستار عن كتاب ” كفريا و الفوعة وقفة عز و إباء ” للكاتب الشيخ محمد حسن تقي بمشاركة كوكبة من العلماء ورجال الدين والمثقفين والمهتمين

#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية_زهير البغدادي : تصوير يوسف علي اللحام

 

 

 

– يكتب تاريخ الشعوب بالدماء قبل المداد من خلال تأصيل الآلام و المعاناة التي يعيشونها لنصرة الحق و إعلاء كلمته ، و هكذا تكون سير العظماء البواسل ، فالمجد لا ينال ، و الراحة الكبرى لا تطال ، إلا على جسر من التعب .

– و في ظل الحرب الكونية على سورية العروبة و الصمود ، تأرخت مناطق كثيرة ليسجل صمودها و وفاؤها بمحابر من نور مكللة بالعز و الغار و المجد ، من هذا المجد الذي قدمنا له إكليل الوفا ( منطقتي كفريا و الفوعة ) و الحي الجنوبي من معرة مصرين و النبل و الزهراء و ما ذلك ، إلا لأن سكان هذه المناطق سطّروا بالدم ملاحم في العزة و الصمود و الإباء قلّ نظيره على وجه الأرض ، و من الوفاء لهاتين القريتن قام سماحة حجة الإسلام والمسلمين ” الشيخ محمد حسن تقي ” بتأليف كتاب عنهما بعنوان ” كفريا و الفوعة .. وقفة عز و إباء ” ، عمد فيه الكاتب للحديث عن المدينتين عبر التاريخ ضمن تأطير مكاني و زماني قبل الأحداث و خلالها و ما حلّ بها و وقع عليها من الظلم و القهر و التشريد ، مع بروز الجماعات والفصائل الدينية المتطرفة يتصدرها مشاهد متنوعة من الأعمال الإرهاربية المسلحة والتي كانت تضم في صفوفها منذ عام 2013 جماعات ضد الإسلام والأمن والأمان والاستقرار لتلك البلدات التي حافظت على الولاء الإنتماء لسورية ولقيادتها السامية .. وقد رأى مؤلف كتاب كفريا و الفوعة وقفة عز و إباء على نفسه لزاماً توثيق ما حدث في كفريا والفوعة ، و تعرض تلك البلدتات للكثير من المسائل في قضية إخراج المحاصرين على دفعات بموجب اتفاق المدن الأربعة ، رغم رحلة العذاب و الألم المرير ، إلا أن هذه البلدتات بقيت صامدة و لم ترضخ للمغريات و التهديدات ، وغير ذلك من الموضوعات التي سلّطت الضوء على هذه المناطق الغالية ، ومنها الواقع الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي و العسكري ، كما شمل الكتاب جوانب الحياة اليومية .

– و لأهمية هذا الكتاب الذي جسد لغة الإجرام وطرق الإرهاب والممارسات القمعية والتنكيل والقتل والتجويع لسكان هاتين المنطقتين ، فقد أقيمت ندوة فكرية برعاية ومشاركة ممثل الإمام الخامنئي دام ظله الوارف في سورية ” سماحة آية الله السيد أبو الفضل الطباطبائي الأشكذري دام عزه “، ومؤلف الكتاب سماحة حجة الإسلام و المسلمين الشيخ محمد حسن تقي مدير حوزة الإمام الباقر عليه السلام ومدرس في جامعة المصطفى ( ص ) ، وسماحة العلامة السيد عبد الله نظام رئيس الهيئة العلمائية الإسلامية لأتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام ) في سورية .. رئيس فرع مجمع السيدة رقية لـ جامعة بلاد الشام للعلوم الشرعية ، والأستاذ المحامي زين العابدين عبدلله طالب ، وذلك في مسجد الإمام الخميني ( قدس الله سره الشريف العطر ) في دمشق بجوار مقام السيدة زينب عليها السلام ، حضرها السادة العلماء والمرجعيات الدينية والأدباء والمثقفين والمهتمين والعديد من الشخصيات البارزة ومدير عام ورئيس تحرير وكالة إيران اليوم الإخبارية .

– بدأت الندوة بكلمة مختصرة لمقدم الندوة الشيخ محمد حجازي مرحباً بالأخوة الحضور ، بعد ذلك قرأ الشيخ أسامة صندوق آيات عطرات من القرآن الكريم ، تلا ذلك كلمة أهل الفوعة ألقاها الأستاذ المحامي زين العابدين عبدلله طالب الذي أكد في حديثه على الوجه الأوحد لأعداء الإنسانية أعداء الله و أعداء الوطن الذي كان ينعم بالسلام و الآمان هذا الوجه الذي بدأه كفار قريش في حصارهم للهاشميين و لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في شعب أبيّ وفيّ صامد طيلة سنوات ثلاث ونصف عانوا فيها ما عانوه مما لا يعلمه إلا الله ، مؤكداً ، لقد استلهمنا من تلك المواقف العظيمة لآل البيت عليهم السلام مواقف القوة و الشموخ و الثبات في وجه الإعصار السيء الذي أصاب البلدتين .

– وأضاف زين العابدين في حديثه ، بأن المآسي من الحصار و التجويع و القتل و المعاملة القاسية و التهجير زاد أهالي لهاتين البلدتين قوة و ثباتا و خاصة بمساعدة الشرفاء في كل مكان .

– كما و استعرض في عجالة بعضاً من صور المعاناة التي عاشها أهل كفريا و الفوعة ، و منها صعوبة تأمين مادة المحروقات لتأمين مياه ة الشرب و تشغيل المشافي لمعالجة المرضى و وتشغيل المخابز لتوفير مادة الخبز ، بسبب سقوط القذائف وطلقات الرشاشات التي حصدت الكثير الكثير من رجال ونساء وثكالى وأشبال المدينين ، مشيراً إلى دعم القيادة السورية وجيشها والقوى الحليفة والمخلصين والشرفاء بكافة مجالاتهم لإيصال المواد الغذائية إلى المحاصرين ، و منها توجيه الإرهابيين رشاشاتهم للمظلات التي كانت ترمى من الطائرات و هي محملة بالغذاء و الدواء ، و مع ذلك لم يتوان الشباب الصامد عن تشكيل لجان ميدانية لتوزيع المساعدات .

ونوّه الأستاذ المحامي زين العابدين في ختام حديثه إلى مرارة التهجير القسري بكل مآسيه و عذاباته إضافة إلى تفرّق الأسرة الواحدة بين المحافظات السورية و طالب المسؤولين بالعمل على لمّ شمل الأسر في مكان واحد .

– بعد ذلك ألقى سماحة حجة الإسلام و المسلمين الشيخ محمد حسن تقي مؤلف الكتاب كلمة توضيحية حول الكتاب بدأها بتقديم التعازي لإمام العصر و الزمان ولممثل القائد الخامنئي في سورية و المراجع الدينية العظام بمناسبة ذكرى أربعينية الإمام الحسين عليه السلام ، ثم تحدث عن الغاية من تأليف الكتاب ألا و هو تثبيت الوقائع و تأريخ الفترة الزمنية الصعبة التي مرت على المؤمنين الصامدين في البلدتين كفريا و الفوعة و هو تأريخ للمستقبل و للأجيال لتتعلم و تطلع على واقع العلاقات الحميمية القائمة بين البلدتين و المحيط الذي تعيش فيه حتى أن المناسبات الدينية كانت واحدة فالفوعة و كفريا كانتا كل عام على موعد مع مولد نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم .

– و أضاف الشيخ محمد حسن تقي ، لقد تدخل شياطين العالم حيث فعلوا فعلتهم و قلبوا موازين القرى بأفاعيلهم من ظلم و قهر و تجويع لهذه الفئة المؤمنة ، و استعرض مؤلف الكتاب الشيخ محمد حسن تقي في كلمته ، أنه اعتمد العنوان للتوضيح على ماهية البلدتين و موقعها على الخريطة السياسية و تأثيرها .

– أما وصفهما بالعز و الإباء فهي حقيقة واقعية فالعزة تعني الكبرياء و الشهامة و الشموخ ، و من أبرز المواقف التي تدل على العزة و الإباء رفض المغريات و التهديدات التي توالت مع بداية الأحداث و كان الرفض لجميعها بعز و شموخ .

– كما ألقى سماحة العلامة السيد عبد الله نظام رئيس الهيئة العلمائية الإسلامية لأتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام ) في سورية .. رئيس فرع مجمع السيدة رقية لـ جامعة بلاد الشام للعلوم الشرعية ، كلمة بدأها بقول الله العلي القدير ، بأن الله وعد المؤمنين بنقص في الأموال و الأنفس و الثمرات و بشّر الصامدين الصابرين ، و أكد السيد نظام بأن ما خاضته كفريا و الفوعة كان معركة حقيقية و قد انكشفت المعركة عن وجهين بارزين .

 الأول : هو العزة و الكرامة و التضحية التي هي كانت سمة عامة بينهم مارسوا من خلالها الدفاع عن العرض و الأرض و المبادىء في زمن باع الكثير مبادئهم بحفنة من عرض الدنيا .

– أما الثاني : هو الحديث عن العلاقات الطيبة التي جمعت البلدتين مع المحيط ، حيث أنه قبل الأزمة بلغت العلاقات الطيبة مبلغاً ظهر بمظاهر كثيرة منها عند افتتاح فرع للجامعة للعلوم الشرعية حيث سجل فيها من الطلبة من الإخوة من أهل السنة ما يشكل 80% من مجموع الطلاب و هم يعرفون أن الجامعة تابعة للمذهب الشيعي و المدرسون بها علماء الشيعة بزيهم المعروف و لكن بعد حلول الكارثة يتعجب الإنسان من الانقلاب المفاجىء و الحرب الشعواء على آل البيت من الجوار .

– بعد ذلك ، توجّه السيد عبد الله نظام لآل البيت مطالباً إياهم ألا يغيب عن بالهم هذا الأمر و طالبهم أن يدرسوا التجربة بإيجابياتها لتقويتها و سلبياتها لتقويم المرحلة و الاستفادة من عبرها .

– و تفاءل السيد عبد الله نظام بأنه بعد معاناة الحصار و التجويع و القتل و التشريد ، لا بد من العودة إلى البلدتين ، حيث أصل المرء و مربى صباه و أصله و أرضه التي نشأ فيها ، و ستكون عودة تليق بكرامة العائدين ، عودة عز وإباء و شجاعة كبرياء .

– كما ألقى سماحة آية الله السيد أبو الفضل الطباطبائي الأشكذري ممثل الإمام الخامنئي في سورية كلمة أكد فيها ضرورة شكر الله في السراء و الضراء لأنها من شيم المرسلين و المؤمنين الصادقين ، داعياً الله أن نكون على نهج النبي صلى الله عليه وسلم و آل بيته الأطهار في هذه الأيام التي تظلل ذكرى أربعينية سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام و ذكرى وفاة النبي الأعظم ( ع ) الذي سيأتي بعد فترة قصيرة .

– و اعتبر سماحة السيد الطباطبائي أن الأمر و الواقع لا يحتاج إلقاء الكلمات لأن المجلس مجلس الصامدين من الفوعة و كفريا لكنه أكد على نقطتين في عجالة سريعة أولها مفهوم النصر المرتبط بالغلبة و لكن التجارب التاريخية علمت الجميع بأن من نال شرف الشهادة على يد العدو نصر كما حدث مع الإمام الحسين عليه السلام و استدلّ بانتصار الدم الحسيني على السيف اليزيدي .

– و اعتبر سماحة السيد الطباطبائي ، أن أهل الكفريا و الفوعة حملة الدم الحسيني دم المقاومين الأبطال العظماء دم الرجال الأحرار الشرفاء على السيف اليزيدي سيف الغدر و الخداع الذي رمي في مزابل التاريخ بينما الدم الحسيني باق يفتخر كل إنسان بالانتماء إليه ” نسباً و عقيدةً و منهجاً “ .

– و رأى سماحة ممثل القائد الخامنئي أنهم خرجوا من بيوتهم دون متاع الدنيا و لكنهم انتصروا على عدوهم بثباتهم وإنتماءهم الوطني .

– وفي ختام كلمته ، فقد وجّهه سماحة السيد الطباطبائي لأصحاب القلم و الفكر والمفكرين والمؤرخين والكتاب في سورية بأن يكتبوا عن هذا التاريخ الأسود وأن يفضحوا الإجرام الذي أصاب هاتين البلدتين كلها .

– و رأى سماحة ممثل القائد الخامنئي أن مسؤولية جديدة ملقاة على عاتهم و هي توثيق هذا التاريخ و تسجيله لأن العدو و إن انتصر عسكريا سوف يلجأ إلى معركة أكثر عمقا و هي الانتصار حتى لا نقع تحت لائمة الأجيال القادمة التي ستطالبنا بالتوثيق لمعرفة الواقع الحقيقي للفترة السابقة دون مواربة أو خداع او تزييف و قدوتنا في هذا الأمر السيدة زينب عليها السلام.

– بعد ذلك دعا مقدم الندوة الشيخ محمد حجازي ، سماحة آية الله السيد أبو الفضل الطباطبائي الأشكذري ممثل الإمام الخامنئي دام ظله في سورية و المشاركون لإزاحة الستار عن الكتاب إيذانا بتداوله . 

 

مقدم الندوة الشيخ محمد حجازي

الشيخ أسامة صندوق

الأستاذ المحامي زين العابدين عبدلله طالب

سماحة العلامة السيد عبد الله نظام حفظه الله

سماحة حجة الإسلام و المسلمين الشيخ محمد حسن تقي

سماحة آية الله السيد أبو الفضل الطباطبائي الأشكذري دام عزه

إزاحة الستار عن كتاب ” كفريا و الفوعة وقفة عز و إباء ”