التجسس الرقمي الإسرائيلي .. كيف يحدث ومن يستفيد منه ..؟

#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية

 

 

 

 

 

– هل سبق لك أن تلقيت مكالمة من أرقام دولية مجهولة على الـ”واتس آب” تعود لإحدى الدول الإسكندنافية؟

إن لم ترد على تلك الأرقام فأنت في مأمن؛ فذلك الاتصال ما هو إلا محاولة لاختراق هاتفك والعبث بخصوصياتك، بحسب تقرير نشرته مؤخراً صحيفة “فايننشال تايم”.

عُرِف عن “إسرائيل” احترافها للتجسس، ويدور حولها كثير من الأقاويل، وهي لم تكتفِ بالتجسس لحسابها، بل تبيع أنظمة التجسس الرقمية تلك لكل من يطلبها، سواء كان دولاً تريد التجسس على مواطنيها، أو شركات تريد سباق منافسيها.

وبحسب صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية فإن عملية المراقبة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين “هي من بين أكبر العمليات من نوعها في العالم، وتشمل مراقبة وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والسكان ككل”. 

لكن ما بدأ في الأراضي المحتلة لم يبقَ في الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة، بل تعداه ليشمل عدة مدن في العالم.

أكبر شركات التجسس الرقمي الإسرائيلية

تعتبر شركة (NSO) على رأس هرم شركات التجسس الرقمي في “إسرائيل”، أسسها في عام 2010 “أومري لافي” و”شاليف هليو”، وكلاهما خريجا وحدة المخابرات العسكرية الإسرائيلية، المشهورة بالوحدة 8200. 

تقوم مهمتها على صنع برمجيات اختراق للأجهزة الذكية من حواسيب وهواتف، ومارست لسنوات عملها باختراق هواتف الفلسطينيين بحثاً عن أدلة على المخالفات الجنسية أو المشاكل الصحية أو الصعوبات المالية التي يمكن استخدامها للضغط عليهم للتعاون مع السلطات العسكرية الإسرائيلية.

رخصت (NSO) برامجها التجسسية لعشرات الحكومات، ومن ضمنها حكومات عربية، مثل المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة وكازاخستان والمكسيك والمغرب، بحسب تقرير لموقع “ميدل إيست إي”.

أثارت نشاطات الشركة ضجة كبيرة مؤخراً، خاصةً بعد اتهامات واضحة لمشاركتها بعمليات تصفية جسدية بحق معارضين لدولهم؛ من خلال تزويد تلك الدول ببرامج أتاحت اختراق هواتف أولئك المعارضين، حيث كشفت “آبل” عن أنها عثرت على ثغرة أمنية مكنت (NSO) من اختراق بعض الهواتف من خلالها، كما اخترقت هاتف أحمد منصور، أحد الناشطين السياسيين في الإمارات، الذي يقبع حالياً في أحد السجون، بحسب تقرير لـ “بيزنس هيومن رايتس”.

فضيحة اختراق “واتس آب”

شهد الأسبوع الفائت قيام عملاق المراسلة “واتس آب”، الذي يستخدمه نحو 1.5 مليار مستخدم، بدعوى قضائية ضد شركة (NSO).

واتهم “واتس آب” الشركة الإسرائيلية بأنها استغلت التطبيق واخترقت هواتف قرابة 1400 مستخدم موزعين على 20 دولة.

أجرت “واتس آب” تحقيقاً في الموضوع يساعدها في ذلك مختبر الأبحاث الرقمية “Citizen Lab” من جامعة تورونتو.

أظهرت التحقيقات قيام الشركة الإسرائيلية بتطوير برنامج صغير الحجم يدعى “بيكاسوس”، يمكن تثبيته من خلال فتح رابط ضار.

يجمع البرنامج كل الاتصالات وموقع الهاتف وجميع المراسلات التي تتم على مختلف البرامج؛ مثل فيسبوك وفايبر وواتس آب وَتليغرام وسكايب وجيميل.

وفي أكتوبر 2018، أبلغ مختبر تحقيقات “Citizen Lab” عن استخدام برنامج (NSO) للتجسس على الدائرة الداخلية لجمال خاشقجي قبل مقتله مباشرة. 

كما أوردت صحيفة الغارديان تقريراً يفيد بأن (NSO) باعت برنامج “بيكاسوس” للرياض مقابل 55 مليون دولار.

وقال جون سكوت رايلتون، وهو باحث أول في مختبر (Citizen Lab)، على صعيد التحقيقات في الاختراق الأخير: “إن هؤلاء المستهدفين يشملون أشخاصاً من 20 دولة على الأقل، عبر أربع قارات”.

شملت الأهداف المخترقة العديد من النساء البارزات، وسياسيين معارضين، وشخصيات دينية بارزة من أديان متعددة، والصحفيين، والمحامين، والمسؤولين في المنظمات الإنسانية التي تكافح الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان. 

مايكروسوفت تدعم تجسس “إسرائيل” الرقمي

استثمرت شركة مايكروسوفت بشكل كبير في تطوير برنامج التعرّف على الوجوه الخاص بـ”إسرائيل”، الذي يدعى AnyVision، لمواصلة تطوير تقنية معقدة تساعد الجيش الإسرائيلي على قمع الفلسطينيين. 

بحسب يائيل بيردا، الباحث في جامعة هارفارد، تحتفظ إسرائيل بقائمة تضم حوالي 200.000 فلسطيني في الضفة الغربية تريدها تحت المراقبة على مدار الساعة. 

وقال موظف سابق في (AnyVision) لشبكة (NBC): “إن الفلسطينيين يعاملون كأرضية اختبار”.

ما أبرز الشركات الإسرائيلية العاملة في مجال التجسس الرقمي؟

– شركة أونوفا

هي شركة جمع بيانات إسرائيلية أسسها اثنان من قدامى المحاربين في الوحدة 8200، استحوذت عليها فيسبوك في عام 2013. 

حظرت آبل تطبيق VPN الخاص بشركة أونوفا العام الماضي بسبب الكشف عن أنها توفر وصولاً غير محدود إلى بيانات المستخدمين. 

– كانديرو 

شركة إسرائيلية رائدة أخرى، سُمِّيت على اسم سمكة صغيرة من الأمازون تشتهر بغزو جسم الإنسان سراً. 

تبيع كانديرو في الغالب أدوات القرصنة للحكومات الغربية، على الرغم من أن عملياتها محاطة بالسرية. 

ينتمي موظفوها بشكل حصري تقريباً إلى الوحدة 8200، والرئيس التنفيذي للشركة هو “إيتان اكهلو” الذي كان يرأس سابقاً (Gett)، تطبيق خدمة سيارات الأجرة العالمي.

إسرائيل تتجسس على الجميع

في سبيل الحد من انتشار الفيروس التاجي، طورت (NSO) برنامجاً يدعى “فليمينغ” (Fleming)، والذي يتتبع حركة المستخدمين لمعرفة خريطة انتشار الوباء.

لكن تبين فيما بعد، بحسب بيان صادر من (NBC)، أن البرنامج هو أداة لسحب بيانات الهاتف المحمول وتحويلها إلى جهة مجهولة.

كما بين مسؤولون أمنيون أمريكيون أنّ “إسرائيل” متهمة بزرع أجهزة تجسس غامضة بالقرب من البيت الأبيض.

وقال العديد من كبار المسؤولين الأمريكيين السابقين لموقع “بولوتيك”: “إن جهود التجسس الإسرائيلية تم الكشف عنها خلال رئاسة ترامب”.

وخلصت الحكومة الأمريكية، خلال العامين الماضيين، إلى أن إسرائيل كانت على الأرجح وراء وضع أجهزة مراقبة الهواتف المحمولة التي عُثر عليها بالقرب من البيت الأبيض وأماكن حساسة أخرى حول واشنطن. 

لكن على عكس معظم المناسبات الأخرى التي اكتُشِفت فيها حوادث تجسس فاضحة على الأراضي الأمريكية، لم توبخ إدارة ترامب الحكومة الإسرائيلية، ولم تكن هناك عواقب لسلوك “إسرائيل”، على حد قول أحد المسؤولين السابقين.