#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– على الرغم من تعاظم المخاطر التي تحدق بقضية فلسطين وفتح الأبواب مشرعةً لتسلل بنود المخطط التصفوي لقضية فلسطين (صفقة القرن) لفرض الأمر الواقع , إلا أن واقع الساحة الفلسطينية لازال محكوماً بالجمود وحالة من الإنتظار المريب , وهذا الجمود والإنتظار لا يبدده التصريحات الإعلامية المتلفزة سواءٌ كانت فردية أو ثنائية أو جماعية .
– فليس بوسعها إحداث أي إختراق يبدد الصمت ولا يخلق إجماعاً على سبل توحيد الجهود لخوض معركة مواجهة هذه المخططات .
– ويبدو أن التفكير لم يصل بعد إلا أن مواجهة المخططات التصفوية هو في الجوهر معركة يجب تجنيد كل الطاقات والإمكانات والأسلحة لخوضها , ويقتضي خوض المعركة بناء جبهة مقاومة وطنية متحدة مقاومة لعدو كان ولا يزال وسيظلُ حتى يندحر مهزوماً عن أرض فلسطين .
– وبهذا المعنى لا وجود لوثيقة الإعتراف ولا لأي إلتزام أو تعهد نصت عليه اتفاقية أوسلو المشؤومة , وبالتأمل بالواقع الفلسطيني راهناً فأن أي مستلزمات لخوض هذه المعركة غير ظاهرة للعيان , ويبقى الأمر أحاديث وتصريحات ليس إلا وإذا مابقي الأمر على هذا النحو فإن التصريحات المتلفزة تكون خداعاً وذر للرماد في العيون ومحاولة لسرقة أحلام الناس لا تؤسس لخطوات جدية .
– في ظل هذا الواقع أخذت مقولة العمل المشترك لمواجهة صفقة القرن وخطة الضم ومخططات التهويد والإستيطان تأخذ طريقها في الحياة السياسية الفلسطينية , على أساس أن الكل الفلسطيني كما يجري الترويج ضد الصفقة وملاحقها ودون إنتظار الحلول للأزمات التي تعيشها الساحة الفلسطينية .
– ومؤخراً إلتأم إجتماع للفصائل الفلسطينية ال(14) وناقش الأمر وخلص لسلسة من الأنشطة والفعاليات تحت شعار (متحدون في مواجهة صفقة القرن ومخططات الضم والتهويد والإستيطان) .
وينبغي بداية الإشارة إلى أن هذا العمل لا قيادة موحدة له ولا مرجعية وطنية تقوم بالدور القيادي وهو ليس نتاج حوار وطني شهد مراجعة نقدية للواقع الفلسطيني وما آل إليه من حال وينبغي الإشارة إلى أن هذه الأنشطة والفعاليات على أهميتها لا ترتقي لمستوى برنامج عمل فهي في الحقيقة جهدٌ فرضته الضرورة وواقع الأزمة التي تعصف بالجميع .
– ولأنه كذلك فهو جهدٌ سيظل محفوفاً بخطر التفكك والتوقف , وفي كل الأحوال سيظل لهذا الجهد أهمية كبيرة لا يجوز التقليل من شأنها . وحتى يكون لهذا الشعار مضمونه الوطني وليس مجرد شعار فلا بد من تحديد بعض المرتكزات ليأخذ هذا الشعار طريقه في إستنهاض الحالة الفلسطينية وكسر الجمود والخروج من حالة الإنتظار المريب ,حيث يتوجب أن يكون كل نشاط وكل فعالية في أي ساحة من ساحات عملنا الوطني مندرجة في إطار جهد وطني متراكم وهادف .
– جهد للفصائل والقوى السياسية وكل الهيئات والمؤسسات والإتحادات والمنظمات الشعبية واللجان العاملة .. جهد وطني يحمل رسائل موحدة من شعبنا في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 , وفي الضقة وغزة , وأقطار اللجوء وبلدان الشتات والمهاجر , الى كل من يهمه الأمر تحت شعار ( موحدون في مواجهة الصفقة ومخططات الضم والتهويد ) .
– وأولى الرسائل هي للعدو الصهيوني تقول بصوت عال أن الشعب الفلسطيني بكل مكوناته يرفض المخطط التصفوي لقضية فلسطين وكل بنوده ومفرداته وأن الكل الفلسطيني متحدُ بالتصدي لهذا المخطط التصفوي .
– وتقول في الوقت نفسه إذا راهنتم على واقع الإنقسام والخلافات الفلسطينية وإفتقاد الوحدة الوطنية وأن هذا فرصة لكم لإستكمال مشاريعكم ومخططاتكم فعليكم أن تعرفوا أن هذا وهمٌ تعيشونه وفرصة واهية تتخيلونها .
– فلقد إنكشفت الألاعيب ومكائد عملية السلام الزائف وأن الشعب اليوم تتجذر فيه اللحمة الوطنية التي ما انفكت عراها يوماً متحدٌ في التصدي لهذه المخططات التصفوية وسيجعل من الوثاق والمعاهدات والإتفاقيات أوراقاً ممزقة تتطاير تحملها الرياح حيث مستوطناتكم ومستوطنيكم .
– ورسالة أخرى لأمريكا تقول أن ما تخططونه ليس قدرا وأن كل غطرستكم وعداونيتكم لن تضعف عزيمة الشعب الفلسطيني الذي كشفكم وفضح زيف إدعائاتكم في الديمقراطية وحقوق الإنسان وصنع السلام .
– فأثبتم أنكم قوة إستعمارية غاشمة سيأفل نجمها تماماً مثلما أفل نجم الإستعمار بحلته القديمة على أيدي وبعزيمة شعوب مناضلة دافعت عن بلدانها وسيادتها وإستقلالها وكرامتها .
– ورسالة ثالثة يوجهها الشعب الفلسطيني للأمة العربية تقول أن مستقبلكم هو مستقبل فلسطين ومصيركم هو مصير فلسطين وأن من يستهدف فلسطين يستهدف الوطن العربي والأمة العربية جمعاء وأن معركتنا واحدة مع هذا الثالوث المعادي وأن المتساقطين والمطبعين ماهم إلا جثث تنبعث منها روائح كريهة وليس رموزاً تصنع تاريخ هذه الأمة , معركة تقول بوضوح أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة .
– ورسالة رابعة هي للعالم أجمع تقول بوضوح أن فلسطين حاضرة وأن شعب فلسطين مقاوم وأن قضية فلسطين ليس بوسع أحد طمسها وتغيبيها وأن نضال الشعب الفلسطيني هو نضال عادل وحق مشروع . ويقيناً أن العمل الفلسطيني المشترك إذا لم يحمل هذه الرسائل ولم يؤسس لهذه المفاهيم يكون مجرد نشاط موسمي نستعرض فيه الهموم وعضلات اللسان ورمي المسؤولية كل طرف على الآخر لتظل ساحتنا في الدوامة ولتظل قضيتنا في المتاهة وليظل نضالنا الوطني في نفق مظلم .
– وفي هذه اللحظات التاريخية التي تشهد تطورات أحداث جسام تعصف بالمنطقة كلها فأن على الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية الإرتقاء بالنضال الوطني على قاعدة إستراتيجية وطنية وبرنامج وطني عماده المقاومة بغية التوصل المشترك لإستخلاصات من طبيعية وطنية ترسم الطريق فتعود للمبادئ والمنطلقات مكانتها وللأهداف الوطنية في التحرير العودة راية يحملها كل فلسطيني في أرض فلسطين وحيثما تواجد في ارجاء المعمورة .