#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– أفقدونا قيمة نفطنا فأربكوا خططنا .. واخترقوا أسواقنا فدمروا صناعتنا .. قابلوا حرصنا على السلام بعدوان متصاعد على أرضنا ومقدساتنا وسيادة دولنا .. شوهوا كل قيمة لدينا .
– إنهم يدفعون بالفقراء في دول الجنوب للتلهي بصراعات الأيدولوجيا والشعارات الوطنية والصراع العرقي والجهوي والطائفي ويزيدونها ضراما لتحقيق مصالحهم وهم يملكون كل شيء من حولنا بدءاً من وسائل الاتصالات والإعلام والتكنولوجيا حتى البترول والسلاح والبنوك والسياسة .. إنها النخبة التي تمتلك القرار السياسي العالمي ويعضدها فى ذلك سيطرتها على رؤوس الأموال العالمية.
– نخبة تمتلك الثروة الهائلة وتوجه دولاً عظمى ومؤسساتها وتحرك الجيوش وتكون الأحزاب والثقافات والديانات المشوهة في مناطق الصراع وتشعل نار الحروب لا هم لها إلا الربح ثم الربح على حساب كل مقدس لدى الشعوب حتى لو تم القضاء على عشر أو نصف البشرية كما صرحت نواديهم ومؤتمراتهم.. إن المستهدف من خطط هذه العصابات ليس شعبا بعينه ولا أهل دين بعينهم ولئن بدا للبعض إننا في بلادنا العربية الأكثر عرضة للصوصيتهم .. لا انتماء لهم إلا لأموالهم .
– إنها محاولة لقراءة بعض الأسطر التي سمحوا بنشرها وللأسف إننا نعاني من التسطيح في كل شيء سيما فيما يخص مستقبلنا وواقعنا كما لو كنا في سيرك يلاعبنا على حباله مدرب مجرم حوّلنا إلى أشباه آدميين لا نكترث ننشغل بما صنعوا لنا من أدوار فيما هم يستحوذون على عملية التخطيط والتفكير والتنفيذ والنهب واللعب بنا .. فما الذي يجري في العالم وكيف نواجهه ..؟
– الدولة في الغرب :
وحتى يتجلى لنا الأمر تماما من الضروري أن ننظر إلى تطور الدولة في أوربا وأمريكا والى أي درجة وصل هذا التطور .. في أوربا تمركزت الدولة وقد نضجت فكرتها وواقعها وأصبحت تمتلك كل شيء بيدها لدرجة يمكن القول بأنها وصلت الى مرحلة ديكتاتورية الدولة وفي محاولة دءوبة تحاول الإجابة على تحدي التطورات السياسية والاقتصادية للمحافظة على نمط الدولة الغربية فتنجح أحياناً وتفشل أحياناً أخرى .
– الأمر الذي قد يتسرب إلى المجتمع فينفر منه وتنفجر كوامن الغضب على النظام كله في مظاهرات كالتي نشاهدها في فرنسا وبعض الدول الأوربية .. وفي هذا الصدد يجد بعض المفكرين الغربيين ضرورة التحلل من سلطان ديكتاتورية الدولة في ظواهر اجتماعية وثقافية فوضوية.. و لم يستطع الفكر السياسي الغربي إيجاد الإجابات العميقة على أزمة فكرة الدولة وفكرة الديمقراطية وواقعهما المعاصر .
– ولكن في أمريكا تبدو الأمور قد تجاوزت مرحلة الدولة بعد أن أصبحت تسير من قبل قوى رأسمالية ضخمة فأصبحت مجرد أداة بيد تلك القوى تحقق مصالحها على حساب جيب المواطن والضرائب المتصاعدة عليه .. فالدولة قائمة بمؤسساتها الفاعلة جميعاً ، ولكنها مقيدة من خلف ستار بحكومة سرية تنفذ رغباتها .
– ولقد صرح ترمب الرئيس الأمريكي أكثر من مرة أن القيادات الأمريكية السابقة لم تخض معاركها الخارجية من أجل أمريكا ، إنما من أجل مصالحها الخاصة من أجل مصالح شركاتها ورؤوس أموالها .
– أما في بلادنا العربية فلازلنا دون مستوى الدولة فعندنا أنظمة تستند الى عصبيات تتحكم بدواليب الحياة في البلد من نظام قبلي وعشائري إلى نظام أيديولوجي أو حزبي إلى نظام يعتمد فئة من فئات البلد سياسية او أمنية ولا نزال في معظم البلدان العربية دون مستوى الدولة التي تقوم على سلطة المؤسسات واستقلاليتها وقوة سلطة القانون .
– يبدو واضحاً أن عهد الدولة الغربية في آخر مراحله .. وأن هناك نظاماً دولياً جديداً سيتشكل وجاء عهد عصابات المال المتحكمة في حياة البشر .. ولعل هزة كورونا العنيفة تسقط ما تبقى من هيبة للدولة الغربية .
– كما أسقطت منظمات إقليمية ودولية وأحلافاً إقليمية ودولية .. وهذا ما يجعل التوصيف العلمي لكورونا قريبا للصحة على أنه مصنع وله خصائص تختلف عن الفيروسات حيث يتجه الى أثار مدمرة للإنجاب فضلا عن تفشي الوباء وما يلحقه من خسارة فادحة للشركات الصغيرة ولرؤوس الأموال المحدودة أي إلى تدمير الاقتصاد التقليدي .. ولقد سبق أن تسرب عن مؤتمر روما لهذه العصابة ، أنه لابد من تخفيف الكتلة البشرية .. أما بالحروب أو بالأوبئة .
– المتحكمون في العالم :
– عندما نتساءل من يحكم العالم ..؟
– والقول لتشومسكي .
– “ يتبادر إلى الذهن الفاعلون في شئون العالم وهم الدول ، وخاصة الدول العظمى ، هذه الإجابة يتخللها كثير من التضليل والخداع .. فالدول لها تركيبة داخلية معقدة ، وتتحكم في قراراتها واختياراتها القيادات السياسية الواقعة تحت تأثير قوى أخرى ، لها نفوذ داخل تلك الدول ، “ .
– إنهم ” أسياد البشرية “ كما أسماهم رائد الاقتصاد السياسي الاسكتلندي ” آدم سميث “ في كتابه الشهير “ثروة الأمم” عام 1776 وهم ” التجار وأصحاب المعامل والمصانع “ في إنجلترا آنذاك ، وفي أيامنا هذه ” التكتلات والشركات المتعددة الجنسيات “ والمؤسسات المالية الضخمة في أمريكا .. يتوزع المتحكمون في عدة مجموعات تمتد من أمريكا إلى بريطانيا :
– أولاً : مجموعة الأزمات الدولية International Crisis Group هى مجموعة دولية تشعل الصراعات داخل العالم ثم تسعى لحلها بعد أن تكون قد حققت غايتها وأهدافها من الصراع .
– ولهذه المجموعة مستشارون متخصصون في الحروب والأمن والسياسة والاقتصاد ويشغل الصهاينة فيها موقعا متميزا.. ولها هيئات ممولة مكونة من مؤسسات تهدف نشر التعاليم والأفكار وأخرى لتمويل التطور في المجتمعات ومؤسسات للاستثمار وأخرى للاستشارات والإدارة .
– ثانياً : معهد بروكينجز :
– هو معهد للدراسات السياسية والإستراتيجية يتمتع بمكتبة تعج بتقارير المحللين التي تتنبأ بشكل مريب بالأحداث والصراعات حول العالم كحالة الربيع العربي ضد أنظمة الحكم مدونة بشكل تفصيلي فى تقارير تحليلية سابقة قبل وقوعها حتى الحظر الجوى على ليبيا كان متاحا فى دراسة تحليلية قبل أن يتخذ مجلس الأمن القرار بهذا الحظر.. وأعضاء المعهد شخصيات مالية تسير شركات وتملك شركات عملاقة .. وممولو المعهد: مؤسسات وشركات عملاقة للأدوية والسيارات والبنوك والبترول والطيران والالكترونيات ومؤسسات للاستثمار وميكروسوفت وجوجل والمشروبات الغازية .
– ثالثاً : مجلس العلاقات الخارجية CFR :
– هو مجلس لدراسة السياسات الخارجية للولايات المتحدة وتحليلها، وهو يضم أغنى خمسمائة شخصية أمريكية كما وأكبر الإعلاميين والمشرعين القانونيين وكبار الساسة والمستشارين ، .. والممول هنا مجموعة بنوك أمريكية وشركات مالية ضخمة.
– رابعاً : شاثام هاوس :
– وهو المعهد الملكي للشئون الدولية ببريطانيا وهو يعتبر الفرع الإنجليزي لمجلس العلاقات الخارجية الأميركي لتحليل ودراسة الأحداث الدولية وتقديم تقارير عنها ، وعلى غرار مجلس العلاقات الخارجية يعتبر شاثام هاوس هو المتدخل الرئيسي في كل النزاعات العالمية. واهم الممولين له بنوك وشركات بريطانية.. هؤلاء هم من يحكمون اتجاه العالم ويتحكمون في قضاياه .
– أما الحكومات المنتشرة في العالم فهي خاضعة بنسب متفاوتة لمخططات هؤلاء اللصوص الدوليين الكبار المنتشرين في نوادي دولية عديدة .
– ومن هذه النوادي “ نادي بيلدلبرغ ” الذي تأسس في سنة 1954 في سرية مطلقة .. ولكن بدأ ينشر لائحة أعضائه وعناوين مواضيعه مع حرصه على عدم حضور الصحافة أو تسريب النقاشات الجارية في أروقته.. ويتكون أعضاء هذا النادي من الشخصيات المؤثرة في العالم من ملوك ورؤساء شركات ووزراء ومسئولي أجهزة أمنية وشخصيات تتولى مناصب حساسة وطنية او عالمية ويتراوح عددها ما بين 120 إلى 150 شخصية .
– وجدير بالتنبيه ان هناك العديد من المنظمات بينها صلات ومنافع مشتركة تنضبط جميعا في نواد كبرى كنادي روما او دافوس وسوى ذلك من نوادي .. هذا بالإضافة لنوادي الروتاري والماسونية المنتشرة في بلاد العرب والمسلمين.. ويسمي الإعلام الدولي هذا النادي بــ ” الحكومة السرية للعالم ” .
– لكن هناك آراء أخرى تتحدث عن جمعيات أكثر سرية لا يتسرب عنها أي شيء الى الصحافة والرأي العام العالمي .. وبقي النادي طيلة عقود من الزمن مقتصراً فقط على أوروبا الغربية والأمريكان .
– ولكنه بدأ ينفتح خلال السنوات الأخيرة على أوروبيين من الشرق وبعض المسئولين من أمريكا اللاتينية وتركيا ، ولا يسمح للعرب نهائيا بحضوره . ورغم محاولة بعض الأمراء الأغنياء من السعودية المشاركة خاصة، لكن لم يتم تلبية طلباتهم .
– العصابة المتحكمة :
– في القلب من كل المجموعات والنوادي المنتشرة تتموقع مجموعة أشخاص يقررون مصير العالم ففي تقرير لها قالت مؤسسة أوكسفام الخيرية الدولية إن أغنى 26 شخصاً في العالم يملكون ما يعادل نصف ثروة سكان الكرة الأرضية.. وهؤلاء يمتلكون المؤسسات المالية العملاقة والشركات عابرة القارات وبيدهم الإعلام وهوليود .
– ذكر التقرير الذي أعد بين يدي مؤتمر دافوس الأخير أن معدل ارتفاع ثروة هذه المجموعة في سنة 2018 بلغ ما قيمته 2.5 مليار دولار يومياً .. وتتحرك هذه المجموعة والتي يمثل الأمريكان فيها النسبة الأكبر متجاوزة القيم والأعراف ، و هي تقف وراء كل الأوضاع الكبرى في العالم .. كما أنها لا تتقيد في استثماراتها ببقعة معينة فهي تسيطر على دول ومؤسسات من خلال دراسات لميزانيات كثير من الدول الإفريقية أو دول العالم المستضعف نكتشف انها لا تصل الى جزء من ثروات بعض الأشخاص في هذه المجموعة والتي تدعى بالحكومة السرية المتنفذة في العالم فحسب التقرير فإن ثروة أغنى رجل في العالم ، وهو الرئيس التنفيذي لشركة أمازون ” جيف بيزوس “ ، ارتفعت إلى 112 مليار دولار العام الماضي .
– مشيرةً إلى أن واحد في المائة فقط من ثروته يعادل الميزانية المخصصة لقطاع الصحة في إثيوبيا، التي يبلغ عدد سكانها 105 مليون نسمة .
– إن الازدياد في معدلات الربح لهذه المجموعة يقابلها انخفاض بنسبة 11 بالمائة العام الفائت من ثروة 3.8 مليار شخص هم من يشكل النصف الأفقر من تعداد البشر.. وكما قال الإمام علي عليه السلام : ” ما ازداد الغنى غنا إلا بازدياد الفقير فقراً “.. مما يعني اطراد زيادة الفجوة بين الأغنياء والفقراء والمسألة ذاهبة إلى مزيد من التمزق الكوني وتهيئة الظروف للاضطرابات الكبرى في العالم.. والى صياغات جديدة للكيانات البشرية .
– أظهرت سجلات الضرائب تراجع الجبايات الضريبية بسبب التهرب الضريبي برغم ارتفاع المدخولات مما يفتح على المجتمعات أبواباً من الاحتياجات وببساطة يمكن رصد أكثر من 10 آلاف شخص يموتون يوميا جراء عدم حصولهم على رعاية صحية بتكلفة معقولة .
– وها نحن نرى كيف يحصد كورونا عشرات الآلاف في أمريكا كاشفاً عورة القطاع الصحي المعتمد على موازنة الدولة العاجزة عن إدخال الضرائب على الوجه الحق.. ان الحصول من الأغنياء على 0.5 في المائة فقط كضرائب إضافية على ثرواتهم “يمكن أن يجمع أمولا تفوق الأموال المطلوبة لتعليم 262 مليون طفل خارج المدارس وتوفير الرعاية الصحية التي يمكن أن تنقذ حياة 3.3 مليون شخص”.
– الموقف العربي :
– لقد أصبح واضحاً تماماً أن الصراعات الداخلية الناشبة في بلداننا في العراق وسورية واليمن وليبيا عملية مهيأة تماماً في مطابخ القرار الأمريكي والغربي في دوائر صنع السياسات ، تغطى علينا بالمبعوثين الدوليين الى بلداننا ومؤسسات دولية تقدم صيغ التسوية والقرارات التي تكرس التمزق والتجزئة والانفصال .
– فكيف يمكننا الخروج من سطوتهم والتحرر من حبائلهم ..؟
– لقد أصبح واضحاً عجز الدولة الوطنية عن القيام بالمهمة لخضوعها للاشتراطات الخارجية سريا أو علنيا، وذلك في الجانب الاقتصادي والأمني والسياسي، ويعمق هذه الأزمة الدور المناط بالتيار الفكري التغريبي الذي يقوم بتمويه الخطة ويزين فسادها ويقدم مبررات موضوعية لبقائنا في خانة الخضوع والتبعية .
– وهنا نقولها بصراحة :
– لابد من تكتلات كبيرة مسنودة بدعائم قوية من الهوية والمحرك الحضاري والإمكانات المادية و هنا يصبح العمل على تكامل بلداننا العربية وتحصينها بتفاهمات عملية عميقة اقتصادية وأمنية وسياسية سبيلا أوحدا لتحقيق السيادة والتحرر من عمليات الابتزاز والنهب وبدون ذلك لا يظنن أحد أن هناك بلداً عربياً مستقلاً وسيداً .. و ها نحن نتابع التلاعب في أسعار ثروتنا النفطية وكيف أصبح البترول عبئاً علينا ومشوشاً لعملية التنمية ومربكا لخططنا .. هنا تصبح أسواقنا المشتركة في دائرتنا العربية والإسلامية ضرورة فورية .
– إن التكامل الاقتصادي بين دول عربية وازنة وإقليمية مهمة يعني بوضوح ضرورة تعزيز التجارة البينية والتبادل التجاري والاستثمار المحلي والتعليم ومراكز البحث العلمي والارتقاء بالمتخصصين في مجالات التقنية والطب وتحفيز الروح المعنوية في الناشئة التي تتعرض لعمليات تشويه منظمة لتاريخها وقيمها .
– والله غالب على أمره .