#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية_رئيس قسم الدراسات_نبيل فوزات نوفل
– لا يظنن أحد أن الحرب القذرة التي تشن على محور المقاومة وفي المقدمة سورية قد انتهت ، بل هي في طورها الأخطر ، وهي تعتمد على روافع خارجية وأخرى داخلية ، فكما بات واضحاً أن روافعها الخارجية تتمثل في القوى الإمبريالية الماسونية وتوابعهم حيث يستمر شياطين العدوان في شن هجومهم على محور المقاومة ، فها هي صواريخ الكيان الإرهابي في فلسطين تقصف في الأراضي السورية ، وبوارج الولايات المتحدة الأمريكية تجوب بحارالعالم وفي مقدمها الخليج العربي مستفزة إيران في حالة غطرسة وعنجهية ، وجنودها يدنسون التراب السوري في المنطقة الشرقية ويمرحون في العراق ويعيدون تموضعهم استعداداً لمعركتهم مع المقاومة العراقية ، واستمراراً لنهب ثروات سورية ودعم القوى الانفصالية الخائنة ، ويلاقيهم النظام التركي الذي يحتل مساحات كبيرة من أراضي سورية منذ عشرات السنين .
– وزاد عليها اليوم احتلاله ودعمه للإرهابيين واصطناعه الخلاف مع بعض الفصائل التي خرجت من تحت جناحه إلى الجناح السعودي ورفضت الذهاب لليبيا ، الكل يتناغم لاستمرار نزيف سورية وعدم استكمال نصرها ، وينعق الغربان في أوروبا على حزب الله ويتهمونه بالإرهاب ويصفونه بالإرهاب ، ويحركون الخونة والمرتزقة في لبنان ليدمرون الوضع في لبنان ويخلقون الفوضى التي يظنون أنها ستربك حزب الله وتمنعه من تنفيذ مهامه ، ويلاقيهم الطابور الخامس ممن يسمون معارضة بأشكالهم المختلفة وتحت يافطات متنوعة وملونة كلها تصب في التفتيت والإضعاف ،ليتكامل المشهد .
– فلكل دوره وأسلوبه ، والهدف إسقاط وتدمير قلعة المقاومة وحصنها المنيع سورية العروبة المقاومة ، وتهشيم أركان المقاومة للمشروع الإمبريالي التلمودي المتمثل في إيران وحزب الله ، والمقاومة العراقية واليمنية والفلسطينية والبحرانية .
– كما يعمل محور الأعداء على تشويه الدور الروسي والصيني ونشر الإشاعات والأكاذيب عن دورهما في دعم سورية .. آلا بئس ما يفعلون .
– أما الروافع الداخلية ، فهي أداة قوى الروافع الخارجية التي تم تصنيعها في الحروب الجديدة، في فبعد أن فشل الأعداء في استخدام كل أنواع الأسلحة الصلبة ، العصابات المسلحة الإرهابية والقتل والاغتيال والتدمير ،للبنى التحتية ،والحصار الاقتصادي ، والاحتلال العسكري لبعض المناطق تأكد لهم أنهم خاسرون ،ولن يستطيعوا الصمود طويلاً ، وأن ما سيواجهونه ىسيكون مكلفاً .
– لذلك انتقلوا إلى استخدام ، سلاح جديد إلى جانب أسلحتهم السابقة وهو أصعب وأخطر أنواع الأسلحة وهي الحرب الناعمة ، والتي تعتمد على أن يقتل الشعب نفسه بنفسه ، ويخلق حالة من الفوضى واليأس والعداء بين الشعب والحكومة ، مستفيدين من الممارسات التي يقوم بها بعض المسؤولين مثل تجويع الناس ، وخلق التعقيدات الكثيرة في المعاملات ، وخاصة الخدمية والمعيشية ، وزيادة الفساد ، وقهر المواطن من خلال وصوله إلى حالة العجز عن تأمين أبسط حاجاته ، وبالمقابل تعزيز بعض رجال الأعمال والتجار، الذين نهبوا الشعب في السلم والحرب ويترافق ذلك مع دعم الطابور الخامس ، والمستوطنات الفكرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والدينية ، تحت مسميات مختلفة حقوق إنسان حرية ديمقراطية ، جمعيات خيرية ، الخ لإثارة التشظي والتمزق و اليأس والهلع عند الناس ، والتركيز على مقولات بأن لا حل والأمور ستزداد سوءاً ، وبالتالي شحن الناس بالتحريض والحقد ، مستغلين حالة اللامبلاة والاستهانة بأوجاع وصرخات الناس ، التي يتجاهلها بعض المسؤولين .
– إن العيش في البرج العاجي ، والتعامل بفوقية وكذب ورياء ونفاق وابتداع الحجج والأعذار،لم تعد تنطلي على الناس ، وهي تدعم روافع العدوان وتكون رافعاً وداعماً للعدوان ، فالشعب والوطن فقط يحتاج لأصحاب الضمائر الحية الذين يملكون الخبرة والمصداقية وحب الوطن ، الذين يؤمنون بأن المنصب أمانة ومسؤولية ، البعيدين عن الارتزاق وغير متورطين مع أي جهة أجنبية ، ويريد محاسبة شديدة لكل من يستغل منصبه وموقعه ويقصر في عمله دون استثناء ،عندها نكون قد اسقطنا الروافع الداخلية للعدوان ، وهيئنا المناخ لموت كل الدخلاء والعملاء والخلايا النائمة ، ولكل الذين يصطادون في المياه العكرة ، وحصنا وحدتنا الوطنية التي هي سلاحنا الأمضى ، لأنه لا يمكن بناء وحدة وطنية بين من يسرق قوت الشعب ويتاجر بآلام الناس ، وبين الفقير الجائع المهان ،بين من أثرى وتاجر بدماء الشهداء ، وبين من قدم أولاده قرابين ليحيا الوطن ، بين الذي يمارس الانتماءات تحت الوطنية ويحمل الفكر العفن الطائفي والمتخلف والتكفيري ،وبين الوطني الذي يؤمن بالمواطنة وسيادة القانون على الجميع ،علينا المبادرة إلى التخلص من الدمامل التي ظهرت في جسد الوطن ، ومحاسبة كل من أساء للوطن والناس، لأن القضاء على هؤلاء لا تقل أهمية عن القضاء على العناصر الإرهابية ، لأنها الخطوة الأولى لهزيمة الأعداء وتعزيز الانتصار ، وإننا قادرون ، وثقتنا بالجيش العربي السوري ، وبقادة محور المقاومة ورئيسنا المفدى بشار الأسد كبيرة .
– إن إرادة محورالمقاومة قوية والمقاومة في أعلى جهوزيتها ، وهي تقرر متى تهب عاصفتها التي ستحطم كل مراكب وروافع العدوان ، وتشعل النيران في أوكار المتآمرين، وتحرق عباءاتهم بألوانها المختلفة ، وأن علاقات المقاومة مع الحلفاء قوية ومتماسكة ولن يستطيع نقيق الضفادع النيل منها ، وحزب الله سيبقى الشوكة في عيون الأعداء والعصا التي تضرب على رأس الكيان الصهيوني وتطير النوم من رأسه ، وكل سموم رياح الغرب وأذناب الإمبريالية لن تؤثر على إرادة المقاومين ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، والرد المزلزل آت وعندها لن تنفع كل تعاويذ ونقيق ونهيق قوى العدوان ، والنصر لن يكون إلا لأصحاب الحق وللشعب الصامد الصابر .