#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية
– ترى ماذا حدث لعلاقاتنا مع أنفسنا ومع غيرنا ؟
– وهل هناك ميكروب في الجو مهمته تلويث السعادة والاستقرار وهدم أسمى معاني العلاقات الإنسانية ، والتي تحولت مع الأسف إلى علاقات يغلفها إما الخوف أو المصلحة أو الأنانية ؟
– فكل فرد منا يلقي مسئولياته على الآخر؛ حتى بدأت تتلاشى المشاركة الحقيقية والتي أثبتت عجزنا عن الوصول إلى السعادة، بسبب عدم القدرة على التفاهم وانعدام الرغبة في التضحية والتنازل والتغافل، ولم ندرك مفهوم الحب الأساسي وهو أن نضحي من أجله، لا أن نضحي به، وجهلنا بأن كل ازدهار ونجاح يحدث لنا، يكون سببه التفاهم الذي يصنع الحب في كياننا وجوارحنا ومشاعرنا.
ما الدنيا بدون الإحساس بالحب.. الحب الذي زرعه الله في جميع الكائنات، الحب تلك المشاعر الإنسانية الرائعة المتمثلة في جميع مظاهر حياتنا؛ فالرحمة والعطاء والعطف والدفء والحنان مصدرهم الحب.. الوفاء والأمانة والتضحية والإيثار والصدق والصبر والحياء، صفات لا يمتلكها إلا من أحب.. الحب طموح وعمل وهدف وإرادة ونجاح مقومات.. الحب هو شكر وتقدير واحترام ومشاركة وإخلاص وأمان وشعور بالانتماء والارتياح والطمأنينة والسكينة.
فالحب أرقى المشاعرالإنسانية، هو الأمل والإيجابية ودليل على الصحة النفسية، الحب هو أن نعيش الخير بكل ما فيه ونكره الشر بكل أكاذيبه، الحب مشاعر صادقة تنمو وتزدهر في قلوبنا إن وجدت بيئة حاضنة تحتويه، وتذبل هذه المشاعر وتموت لو فقدت مقومات هذه البيئة؛ فنحن بشخصياتنا ومفهومنا وأسلوبنا وأخلاقنا ومبادئنا نعيش في الحب في كل زمان وأي مكان، وبصور مختلفة وبطرق شتى، وفي كل سن ومرحلة، وفي أي دور نردد لفظ الحب ونتعامل به ومعه ومن خلاله..
فالكلمة الطيبة والابتسامة الرقيقة واللمسة الحانية يعبر عنها كل محب.. فلماذا لا نحيا ونبتسم ونسامح بقلب محب؛ فالحياة أرحب من أن نضيقها بالهم والغم، والقلوب أطهر من أن نلوثها بالكره والحقد والحسد، والحب أعظم من أن ندفنه بالشك والخيانة والكذب والعناد والقسوة وسوء الظن،
إن الحب ليس ترفاً، ولن يكون أبداً هو السبب في ثورات التمرد والعصيان ضد الطبيعة البشرية..
نعم الحب ليس ترفاً، إنه محرك الحياة والقوة الدافعة للإنسان في سلوكه وعمله ودراسته وتوجهه إلى الله.. ومع الأسف وباسم الحب شوهت معظم معالمه، إن الحب علاقه إلهية وليس مشروعاً يحتاج إلى بطاقه عائلية أو واسطة أو دراسة جدوى، لا يحتاج لأكثر من فتح ائتمان في قلوب من حولنا.. فالقلوب المحبة ليس لها بوابات ولا حدود ولا حراس، من دخلها شعر بالأمان والصفاء والنقاء لأنه قلب متسامح عامر بحب الله وحب كل عمل وقول يرضى عنه الله..
الحب هذا الإحساس الرائع .. أيامه لحظات صدق.. ونبضاته أنفاس حنان.. ونداؤه مودة.. وعالمه سعادة؛ فهل نوجه نداء لأنفسنا ولكل من حولنا لإعادة هذا الإحساس مرة أخرى إلى حياتنا بعد طول غياب؟ .