ثلاثية الاستقرار الزوجي : الحب – التسامح – العطاء

#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية 

 

 

 

– «بدون الحب لا تستقيم الحياة، ومع الحب يُولد التسامح، وبالاثنين معا يتدفق العطاء في القلب؛ فأنت لا تستطيعين العطاء بدون الحب، ولن يكون الحب بدون التسامح، وهذه المنظومة الثلاثية مرتبطة ببعضها البعض، ولن تصلي لواحدة منها دون الأخرى»، بهذه الكلمات يفتتح الدكتور«إبراهيم الفقي» المحاضر المتخصص في التنمية البشرية دراسته.. موجها كلامه إلى كل امرأة وزوجة تسعى للاستقرار والسعادة الزوجية في حياتها ووسط أسرتها.

عن الوصول لمرحلة الحب المتكامل :

وكيف تتسامح الزوجة ؟

ومتى يُصبح التسامح ضعفا ؟

وما هي الذات المزيفة والأخرى الحقيقية؟

إليك هذا الدليل:

من الطبيعي أن تمر الزوجة بمواقف وتجارب سعيدة وأخرى مريرة خلال رحلة زواجها، وغير الطبيعي هو احتفاظ غالبية النساء بالنتائج السلبية المُوجعة لتلك التجارب.. لا تنساها! فكيف يكون التسامح أمام الذكرى الأليمة؟!

هنا يؤكد الدكتور «إبراهيم الفقي» أنه من الخطأ أن يأخذ أو يحمل الإنسان معه تجربة من الماضي بنفس شعورها، وأحاسيسها للمستقبل؛ لأنه سينتج عن ذلك قانون التراكم- من قوانين العقل الباطن- التي تعطي للتجربة قوة أكبر، فتقوى المشاعر والأحاسيس السلبية أكثر وأكثر، عكس الإنسان-المرأة أو الزوجة – التي تفكر بالمنطق وتواجه نفسها، وتقول لماضيها ولأخطاء زوجها: أنا إنسانة متسامحة، لقد تعلمت من التجارب والخبرات الكثير.. لكني سأترك المشاعر والأحاسيس السلبية ولن آخذها معي للمستقبل، أما إن وجدت نفسها مازالت متعبة نفسيا، فهذا دليل على أن هناك شيئا غير طبيعي بداخلها.

تغذية العقل

يضيف الدكتور «إبراهيم الفقي» المحاضر العالمي ورائد التنمية البشرية، في دراسته (قوة الحب والتسامح) موضحًا: إن طاقة الإنسان تسير في اتجاهين،إما أن تساعدك في تحقيق أهدافك، أو أن تصل بك إلى مرحلة الندم، لهذا على كل زوجة أن تفكر جيدا في المعلومات والذكريات التي تُغذي بها عقلها؛ فأنت تختارين أفضل الطعام لتغذية جسمك، فلماذا لا تحتفظين بأفضل التجارب والمعلومات والذكريات التي تغذين بها علاقتك بزوجك، بدلا من تلك التي تبعدك عنه؟ وهذا يتم بالتسامح والعفو والنظر بحب لهفوات وأخطاء الزوج.

التسامح

الزوجة بمشاغلها- داخل البيت وخارجه – ليس لديها الوقت الكافي للحزن والضيق والغضب، أو اتخاذ موقف محدد،«الحياة ليس لها إعادة»! فإذا غضبت أو حملت بداخلها مشاعر سلبية -ضيق أو حزن- ستهدر طاقتها الإيجابية، والأفضل لك «سيدتي» أن ترسلي لمن يضايقك باقة جميلة من العفو والحب والتسامح؛ فطاقة الإنسان لو وصلت لبلد لأضاءته مدة أسبوع كامل.

وصفة التسامح، كما يقول الدكتور إبراهيم الفقي، تنبع من الذات الحقيقية؛ الذات العليا التي تحتوي على التسامح الذي ينتج الحب ويتبعه الحنان.. ثم العطاء، ثم مرحلة الاتصال مع الآخرين، ثم الكفاح لتستمر الحياة، حتى تصلي إلى مرحلة الثقة والتفاهم مع الآخرين.. ومعها التحلي بالتواضع والتعلم والصبر والصدق.. وبعدها تكون الراحة النفسية، وتقبُّل النفس كما هي.

الذات المزيفة

يعني بها الذات السفلى؛ التي تحتوي على مشاعر الخوف واللوم والحقد والغيرة والمقارنة، كما تضم الغضب والخصام والكذب والنميمة والمنافسة، فتصل بصاحبتها إلى مرحلة الكراهية ثم التكبر! ويوضح الدكتور الفقي كلامه فيقول: إن المرأة أو الزوجة التي تحمل بداخلها كل هذه المشاعر.. سيمتلئ قلبها بالضغوط التي توصلها للإحساس بالوحدة والقلق والضياع والإحباط والتعاسة.. وتجد نفسها تعيش في الماضي وحده، أو حلم المستقبل المرجو، وفي الحالتين ستصل إلى مرحلة الشر الداخلي.

التسامح = الضعف!!

في تحذير خاص لكل زوجة غير راغبة في التسامح وفتح قلبها لزوجها وهفواته وأخطائه الصغيرة أو الكبيرة.. يبين الدكتور الفقي، أن كثيرا من الزوجات يعتقدن أن التسامح معناه الضعف.. يعطي الفرصة للآخر-زوج، أخ-ليتحكم في شخصك المتسامح.. معناه أن تقبلي الإهانة وأن تنسي الأمر، وتتعودي على هذا الفعل بعد ذلك، وهذا مفهوم خاطئ لمعنى التسامح؛ بدليل أن عدم تسامحك يزيد من الأحاسيس والمشاعر السلبية، ويدعمك المخ-أيضا- فيلغي كل الأمور الطيبة بداخلك، ويُعمم لك كل الأمور السيئة تجاه هذا الشخص.. فتجعلك وكأنك تريدين قتله!

فوائد التسامح

لخصها الدكتور«الفقي» في نقطتين:

*التسامح يدفعك للتفكير بشكل صحيح، ويربي بداخلك اتزانًا في القوة الروحية، التي ينتج عنها اتزان في الذهن.. يعقبه اتزان في الشعور والأحاسيس، وينتهي باتزان جسمي شامل.

*هناك حقيقة علمية تقول، الإنسان إذا فكر بطريقة صحيحة سيتكلم بطريقة صحيحة، وإذا تكلم بطريقة صحيحة فإنه سيتصرف بطريقة صحيحة.. وسيكون رد فعله متزنا، مما ينتج عن ذلك شعور وأحاسيس متزنة وليست سلبية.

خطواتك للتسامح

إشارات يضعها الدكتور«إبراهيم الفقي» في دراسته لكل زوجة تريد التحلي بصفة التسامح في علاقتها بزوجها:

تقبلي من داخلك فكرة أن تكوني متسامحة، وهذا يمثل 50 % من التغيير، ويتبعه اتخاذ القرار.

اسألي نفسك بعد كل تجربة: ماذا استفدت منها؟ إن كان الحاصل إيجابيا، فعليك الاحتفاظ بمهاراتك، فتختفي المشاعر السلبية والأحاسيس المريضة.

اعرفي أي ماذا تريدين بالضبط؟ وهو قرار التغيير والتصرف بطريقة صحيحة، خاصة بعد الوصول إلى مرحلة اختفاء المشاعر السلبية.

سامحي نفسك أولا ليسامحك الله والناس.

لا تعاتبي زوجك وتحاسبيه على كل صغيرة وكبيرة.. فهذا سيترك بداخله العرفان بجميلك.

احترمي رأيه المخالف لك، فيحترمك ويرتاح لطبيعتك المتسامحة.

لا تكرري النقاش والملامة والعتاب-حول خطأ ما اُرتكب- فهذا يعكر صفو الحياة الزوجية، ولا تسترسلي مع زوجك في النقاش..من المخطئ؟ ومن المصيب؟

اغضبي.. تضايقي.. ولكن لا تقفلي باب قلبك أمام زوجك. العتاب أفضل من الجدال، فلمِّحي لخطئه بشكل غير مباشر، ولا تطيلي الخصام.

كوني أنت المبادرة بالصلح والتسامح والتغاضي.. فالبيت المملوء بالحب والهدوء والتقدير المتبادل خير من بيت مملوء بما لذَّ وطاب وكله نكد وخصام وملامة.