العالم الجديد سيفرضه ” فايروس كورونا ” بتداعياته التي غيرت العالم .. بقلم : الدكتور سليم الخراط

#وكالة_إيران_اليوم_الإخبارية

 

 

– فيروس كورونا وتداعياته غيّر من نظرة العالم للولايات المتحدة ” أولاً ” وحجمها إلى أبعد الحدود ، وأسقطها من عرش الزعامة الدولية ، لأنها فشلت في قيادته كقوة كبرى جديرة بموقعها ، وبدت واهنة حتى عن تدبير وضعها الداخلي في مواجهة الفيروس ، فبدت فاشلة وعاجزة عن إدارة فصول هذه الحرب الكونية الجرثومية الصامتة ، في حين برزت الصين كقوة عالمية ريادية تتعامل مع هذا الوباء ..!!؟

– بالعودة للتاريخ ما يؤكد انه وبعد كل أزمة كبرى واجهها العالم ، كانت التداعيات تتمثل بقيام نظام عالمي جديد على أنقاض ما سبقه ، كما حصل ما بعد الحربين الكونيتين الأولى والثانية ، وهو أمر حتمي لأن العلاقات الدولية لا تقبل الجمود والتقوقع ، بل هي في حركة دائمة ، لأنها سنة الحياة .

– في وقت سابق ، ليس سراً أن قرار عودة سورية إلى الجامعة العربية كان حاصلاً في أول اجتماع للجامعة ، بعد تصاعد المواجهة بين المحور التركي – القطري و المحور السعودي – الإماراتي – المصري في ليبيا وأكثر من ساحة ، وحاجة هذا المحور إلى الدور السوري الذي أكد أنه المانع الأول أمام المد التركي والإخواني الذي يمثله أردوغان .

– لذلك ، يواصل نظام الرئيس التركي ، رجب طيب أردوغان ، سياسته المعهودة بعدم الالتزام بالتفاهمات المتعلقة بسورية والتي كان آخرها اتفاق موسكو بشأن إدلب ، ووصل به الأمر إلى القيام بتحركات توحي بنيته ضم أجزاء من المحافظة إلى تركيا ، مستغلاً الاتفاق وانشغال العالم بالانتشار المتسارع لفيروس كورونا .

– حيث ربط نظام أردوغان مناطق في شمال غربي سورية يتواجد فيها جيش الاحتلال التركي وتنظيمات إرهابية موالية له ، بشبكة الكهرباء التركية بعد سلسلة إجراءات مشابهة في المناطق التي يحتلها في شمال سورية بالتعاون مع مرتزقته من التنظيمات الإرهابية .

– لذلك نستطيع القول : أن اتصال ابن زايد بالرئيس بشار الأسد ، يندرج في سياق ما يمكن تسميته اليوم (دبلوماسية كورونا) ، ظاهره إنساني وباطنه سياسي بامتياز ، وتداعياته لن تقف عند حدود العلاقات الثنائية بين البلدين ، بل ستتخطاه ، وستتضح في أول قمة عربية في الجزائر بحضور سورية .

– إن اتصال ولي عهد أبوظبي بالرئيس بشار الأسد يكشف عن رغبة الإمارات في إعادة دمج دمشق في جامعة الدول العربية ، فالاتصال نابع من غرض سياسي بحت ، وهو رغبة الإمارات في أن تلعب دوراً مع سورية بسبب مخاوفها من دور تركيا المتنامي في الدولة العربية ، وجاء هذا بعد نأي الإمارات بنفسها عن السعودية خلال الأشهر الأخيرة وتغيير سياستها مع إيران واليمن وسورية .

– لذلك لو تمعنا يالاحداث سنجد أن السبب الأهم الذي يفسر النقلة النوعية في علاقات دول الخليج مع سورية ، إنما يتجلى في الاختراقات التي حققها الجيش العربي السوري وحلفاؤه في استعادة السيطرة على معظم أرجاء سورية ، ولا يبدو أن دول الخليج وحدها هي من راجعت حساباتها ومواقفها ، فكثير من العواصم الإقليمية والدولية، تعيد النظر في حساباتها بعد أن سئمت من لعبة عد الأيام الأخيرة .

– نعم إنها سورية اليوم ، وسورية المستقبل ، وليست سورية الأمس ، سورية بانتصاراتها وصمودها ، سورية بكشفها كل الأقنعة المزيفة عربياً وقومياً ، سورية التاريخ ومهد الحضارات كلها .

د.سليم الخراط دمشق اليوم الجمعة 3 نيسان 2020م .